واصل مئات السوريين الأكراد من مناطق قرى "عين العرب" (كوباني) شمال شرق حلب لليوم الثاني نزوحهم إلى الشريط الحدودي مع تركيا التي فتحت حدودها بعد منعهم من دخولها في بادئ الأمر، وذلك مع توسيع تنظيم الدولة الإسلامية نطاق سيطرته على 24 قرية يقطنها أكراد سوريون.
وتجمع عدد كبير من الموطنين أغلبهم من الأكراد على الشريط الحدودي بانتظار موافقة السلطات التركية على عبورهم، في وقت تجمع فيه عدد من أهالي قرية "سوروج" التركية على الشريط، لتقديم المساعدات للسوريين.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن شبكات التلفزيون التركية أن أنقرة فتحت حدودها أمام المئات من الأكراد السوريين الذين تجمعوا عند المناطق الحدودية منذ الخميس.
وكانت قوات الأمن التركية قد استخدمت في الصباح الغاز المدمع وخراطيم المياه على الأراضي التركية لتفريق مائة متظاهر كانوا يحتجون على رفض سلطات أنقرة في بادئ الأمر استقبال النازحين.
واتخذت قوات الأمن التركية إجراءات أمنية على الشريط الحدودي، فيما تفيد الأنباء بأن نحو 7000 سوري نزحوا عن مناطقهم جراء المواجهات بين قوات الاتحاد الديمقراطي الكردي من جهة وقوات تنظيم الدولة من جهة أخرى.
وكان تنظيم الدولة قد سيطر اليوم الجمعة على ثلاث قرى كردية أخرى في شمال سوريا في منطقة عين العرب، ليرتفع إلى 24 عدد القرى التي سيطر عليها خلال 48 ساعة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو قال إن حكام المحافظات الحدودية تلقوا توجيهات بتقديم مساعدات إلى اللاجئين، ولكن على الجانب السوري من الحدود.
من ناحية أخرى، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية "بمد يد العون، واتخاذ تدابير عاجلة تحول دون تفاقم وضع النازحين"، داعيا "الجانب التركي إلى فتح الحدود، وتسهيل دخول جميع الهاربين من بطش تنظيم الدولة".
وأوضح الائتلاف في بيان صدر عنه مساء أمس أن "التقارير تفيد بأن هناك أكثر من 7000 مدني عالقون على الحدود السورية التركية منذ صباح الخميس، أغلبهم من الأطفال والنساء، وسط ظروف إنسانية قاسية.
وكان الائتلاف قد حذر أمس أيضا من مخاطر وقوع مجازر محتملة بحق المدنيين، من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد سيطرته على القرى السورية في الشمال.