وصفت منظمات إغاثية يمنية، الوضع الإنساني في اليمن بأنه كارثي، مشيرة إلى أن الوضع يحتاج من المجتمع الدولي إلى تدخل طارئ وعاجل للحيلولة دون انهيار النظام الصحي في البلاد، وحدوث أزمات حادة في المياه والغذاء، وهو ما حدث فعلاً في بعض المدن اليمنية.
وبينت اللجنة العليا لهيئة الإغاثة في الجمهورية اليمنية، في ورقة عمل تقدمت بها إلى اجتماع تشاوري للمنظمات الإنسانية، عقد في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الأحد، لدراسة الوضع الإنساني في اليمن، أن هناك "أربع محافظات منكوبة " تنعدم فيها المقومات الأساسية للحياة، هي محافظات عدن، الضالع، لحج وتعز، وأن 19 محافظة يمنية من أصل 21 محافظة تشهد نزاعاً مسلحاً، مؤكدة الحاجة الماسة لتنسيق وتكثيف أعمال الإغاثة الإنسانية، لإنقاذ حياة آلاف المواطنين في اليمن.
وكان وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور عز الدين الأصبحي، قد وصف الوضع باليمن "بأنه كارثي ويزداد تدهورا". وقال في الكلمة التي ألقاها في اللقاء التشاوري الذي دعت إليه الهيئة اليمينة للإغاثة والتنسيق التابعة لرئاسة مجلس الوزراء في اليمن، بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية "إن هناك خشية حقيقية أن يعلن خلال أيام قليلة انهيار كامل للمؤسسات الصحية ومنظومة الكهرباء والمياه؛ إذا لم يتم تداركها في أقرب وقت".
وأضاف "نحن بحاجة لتحرك سريع وفاعل لجميع المنظمات الإنسانية والدول الشقيقة، ونتطلع إلى خبرة المنظمات الإنسانية التي عملت على الأرض في فترات سابقة". وتابع "الهدف من الاجتماع ليس للتباحث ومناقشة الرؤى والتصورات، وإنما اتخاذ خطوات ملموسة على الأرض خلال ساعات".
وتحدث الوزير اليمني عن مقتل ما يزيد على 1224 مدنياً خلال الفترة من 19-27 إبريل/نيسان الماضي. وتوقع أن يكون العدد قد تضاعف نظراً لاستمرار الحصار، وقصف مدن مكتظة بالسكان مثل الضالع وعدن وتعز وغيرها مع انهيار مستمر للخدمات الصحية.
وقال الأصبحي: "هناك الآن لجنة إغاثة عليا برئاسة نائب رئيس الجمهورية اليمنية رئيس الوزراء خالد بحاح، تعكف على رسم الاحتياجات بشكل متواصل وتقييم الخسائر، فضلاً عن وجود مناطق آمنة يمكن الوصول إليها بسهولة".
وأضاف "نستطيع كجمعيات إيصال المساعدات عبر منافذ ومناطق آمنة مثل المهرة وحضرموت ثم توزيعها إلى بقية المحافظات". كما تحدث عن محافظة جزيرة سقطرى التي تحتاج إلى مساعدات عاجلة، نظراً لصعوبة الوصول إليها خلال الأشهر القادمة، بسبب الرياح الشديدة التي تؤدي إلى عزل الجزيرة عن العالم.