لم يتأخر رد وزارة الخارجية السودانية كثيرا على الانتقادات التي وجهتها لها طهران، بسبب مشاركتها في "عاصفة الحزم"، وإرسال أعداد كبيرة من جنودها إلى عدن، والتأهب لإرسال آلاف آخرين.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة إن "الخرطوم ليست في حاجة لنصائح من طهران تملي عليها ما ينبغي فعله وما لا يجب تركه، وإذا كانت ترى أنها تمتلك الرأي الصائب فالأولى أن تدخره لنفسها".
وأضاف المصدر - الذي طلب عدم الكشف عن هويته – في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية، أن "الحكومة الإيرانية وجدت نفسها متورطة في اليمن، ولم يعد بإمكانها فعل شيء لحليفها الحوثي، واكتفت بمحاولات الإساءة للآخرين".
وتابع المصدر: "استجابة الحكومة السودانية لطلب قوات التحالف العربي، وللحكومة اليمنية الشرعية هي إجراء طبيعي، فرضته طبيعة العلاقات بين السودان ومحيطه العربي الطبيعي، كما أن العلاقات الأزلية بين الشعبين السوداني واليمني تفرض على الخرطوم المسارعة بالوقوف إلى جانب صنعاء، ودعمها في وجه التمرد الحوثي الذي سلب الشرعية واعتدى على المواطنين العزل".
واختتم المصدر تصريحاته بالقول إنه "على إيران أن تلزم الصمت، وأن تكف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى".
وأشار إلى أن وزارة الخارجية السودانية بصدد إصدار بيان رسمي يرفض تدخل طهران في شؤون السودان الداخلية أو التعليق على قراراته الرئاسية، مؤكدا أن الجهات المختصة داخل الوزارة بصدد استدعاء السفير الإيراني بالخرطوم للاحتجاج على تلك التصريحات.
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، قد هاجم السبت الحكومة السودانية، بسبب انضمامها إلى التحالف العربي في اليمن، وقال إنه "لن يجديها نفعا".
وجاء تصريح عبد اللهيان بعد أن وصلت قوة سودانية بلغ قوامها 800 جندي معززة بمدرعات وأسلحة ثقيلة إلى عدن على دفعتين، مطلع الأسبوع الماضي، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني في تصريحات إلى "الوطن" أن ستة آلاف جندي على أهبة الاستعداد للمشاركة إلى جانب قوات التحالف العربي.
من الجدير بالذكر أن العلاقات الإيرانية السودانية شابها التوتر بعد إغلاق السودان لمراكز إيرانية وطرد القائمين عليها بتهمة نشر التشيع في السودان في الربع الأخير من العام 2014.
وكانت تربط السودان علاقات عسكرية مع إيران، إذ اعتادت السفن الحربية الإيرانية زيارة الموانئ السودانية، وكان آخر تلك الزيارات في حزيران/ يونيو 2013 عندما زارت مدمرة وسفينة إمداد ميناء بورسودان على البحر الأحمر.