استنكرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش"، قيام "مليشيا الحوثي" وحلفائها، بزرع ألغام ضد الأفراد، محظورة دولياً في مناطق النزاع. وحمّلت المنظمة الدولية الجماعة، مسؤولية آثار تلك الألغام، موضحة بأن مسؤولين يمنيين مختصين أكدوا أن الألغام الأرضية والمتفجرات، تسببت في مقتل وجرح مدنيين في مناطق مختلفة.
وقالت المنظمة في بيان لها أمس إن "عناصر المليشيا لم تحصر زراعتها للألغام على مدينة عدن فقط، بل أخرجتها من مخازن الجيش، لتتقاسمها مع حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كسائر أنواع السلاح الذي لا يزال مع نجله الأكبر، ويسيطرون على أغلب ألوية الجيش اليمني وإمكاناته".
وأضافت "رايتس ووتش" أنه منذ انسحاب مليشيا الحوثي من عدن، "لم تتوفر أي أدلة تبرز أن مقاتلين جنوبيين أو عناصر من التحالف العربي استخدموا ألغاما". مؤكدة وجود حاجة ماسة إلى مساعدة دولية عاجلة، لتجهيز موظفي نزع الألغام، ومساعدتهم على مسح الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحرب.
وطالبت المنظمة بسرعة إزالة الألغام من عدن والمناطق اليمنية الأخرى، التي شهدت قتالاً. وتقديم تعويضات كافية، ومساعدات ودعم للذين أصيبوا أو قتلوا في انفجار ألغام وعائلاتهم، وجميع ضحاياها الآخرين في اليمن".
بدوره، أوضح مدير شؤون الأسلحة في منظمة مراقبة حقوق الإنسان ستيف غوس، أن الحكومة اليمنية، مثل معظم الدول الأخرى، تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد. وأضاف "لذلك فإن استخدام هذه الأسلحة العشوائية في الجنوب، يبعث على القلق الشديد". مطالباً مليشيا الحوثي بالتوقف فوراً عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، واحترام التزامات اليمن كطرف في معاهدة حظر الألغام.
من جانبه، قال مسؤول في اللجنة الوطنية لنزع الألغام المدعومة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن "الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار، قد تم تطهيرها من مناطق المعارك السابقة في مداخل مدينة عدن". لافتاً إلى أن "سيارات اللجنة والمعدات الوقائية تم نهبها أثناء القتال في عدن، ليتم دعم اللجنة مركزياً، لكنها لم تعمل سوى أسابيع قليلة، بعد انقطاع الدعم المالي والفني، حيث توقفت كافة أعمال نزع الألغام في المدينة وما حولها من مدن".
في السياق ذاته، أفاد عضو المجلس المحلي محمد السقاف، بأن السكان لا يجرؤون على قيادة سياراتهم خارج الطرق المعبدة. وذكر المسؤول أكثر من 12 طريقاً رئيسياً يشتبه المجلس المحلي أن تكون موبوءة بالألغام على جنباتها.
وكانت لجنة نزع الألغام قد أعلنت عن سقوط 2564 ضحية للألغام الفردية في محافظتي لحج وأبين المجاورتين لعدن حتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي محافظة تعز (وسط)، ترك الحوثيون ألغاماً فردية قبل أن يتراجعوا من مديرية "ذباب" ومنطقة "مضيق باب المندب" الساحلية، أمام تقدم الجيش الوطني والتحالف العربي الشهر الماضي. وقد أعلن مسؤولون في اللجنة ذاتها، عن انتزاع 228 لغما فرديا و 93 لغما ضد المركبات في منطقة باب المندب، و237 لغما فرديا و272 ضد المركبات في جزيرة ميون المجاورة.
وجدير بالذكر أن اليمن كانت ضمن الموقعين على معاهدة "أوتاوا" التي تحرم استخدام الألغام المضادة للأفراد في عام 1997. وفي عام 2009، أعلن اليمن الانتهاء من إزالة الألغام في عدن، لتعود منتصف هذا العام مع دخول الحوثيين وحلفائهم إليها.