الذين لا يعرفون الجنوب سيدفعون الثمن غالياً جداً.. والذين لا يعرفهم الجنوب سيدفعون الثمن غالياً أيضاً..
الذين لا يعرفون الجنوب سيدفعون ثمن الاستهانة.. والذين لا يعرفهم الجنوب سيدفعون ثمن المحبة..
في السبعينات والثمانينات وقع الكثير من اليمنيين من أبناء الشمال في أسر كاريزما الجنوب القادر على الفتك.. الجنوب الذي أرعب الشرق الأوسط وأفريقيا وطرد للتو أعتى امبراطوريات العالم..
الجنوب الذي الذي ينحاز للضعيف ويستخف بالمتاع الزائل والبهرج الكذاب.
يومها كان الجنوب قادراً كعادته.. ووحده الظلم يلحق المذلة بأشجع الشجعان لكن المذهل في الجنوب قدرته على المكاشفة والمصارحة وتصحيح الذنوب..
ولمن لا يعرف الجنوب.. فإن الجنوب دائماً يعطي الفرصة الكافية لكي يثبت الباقون مروءتهم وكفاءة معدنهم وحينما يكتشف العكس يتحول من أقصاه إلى أقصاه زلزلة عاتية وزلزالاً شديد الوطأة..
من ذا الذي يجاري الجنوب في مقدرته على التأهب والاحتشاد.. ومن ذا يجاريه في مقدرته على انتظام التنفيذ، ومن ذا يجاريه في استخدام اللغة وانتقاء الحماسيات الملهبة..
"شعبك يا الجنوب استعد".. واليوم فإن المسألة بالنسبة للجنوب "جرح أنف".. إنها مسألة كرامة.. والويل كل الويل حينما تتحرك الجموع مدفوعة تحت لواء الكرامة..
الشباب اليوم في الجنوب يحسدون من يموت.. وأبين لا تقل شوكة عن مثلث برمودا (الضالع، ردفان، الحوطة).. في الجنوب نادراً ما يتأخرون.. وهم اليوم يعدون وليمة عارمة للذين استهانوا بهم.. إنهم قادرون على العقاب.. فقط نسألهم العدل لأن الظلم كما سبق هو العامل الوحيد الذي يلحق المذلة عنوة بأشجع الشجعان..
ولمن لا يعرف الجنوب.. فإن الجنوب اليوم هو الوحيد في اليمن الذي استعصى على مشروع طرطرة الشعب.. ومن أفضاله كذلك أنه غالباً ما يلتزم بما يعتقد أنه الصواب.. وكعادته يفصح عما يريد دونما خوف ولا مواربة.. (انفصال يعني انفصال.. مسألة ليس فيها مزاح).
هل أزيد.. الجنوب هو من يهزم نفسه بنفسه.. ولا يؤتى من الآخرين إلا بالخديعة والغدر,, ولا ينقصه اليوم سوى الإدراك أن بإمكانه أن يحقق أكثر مما يريد.. وللجنوب رجاله الذين يقرأون ما بين السطور، والأبطال بعضهم لبعضٍ خليل..
أيها القادرون الآن وفي كل آن.. حاولوا أن تتفهموا أن الذين لا يعرفهم الجنوب سيدفعون الثمن أيضاً وهذا ليس لائقاً في قاموس الفرسان..
لابد من تعديل الخطة..
كتبها: عادل الأحمدي
____________
نشوان - خاص