آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تحولات تنظيم القاعدة في اليمن

يمكن الحديث أن التسجيل الصوتي للقيادي في تنظيم القاعدة في السعودية نايف القحطاني بعنوان "هيا إلى اليمن" التي وجهها لاعضاء القاعدة في السعودية في مارس 2008م عبر مواقع للقاعدة،

والتي دعا فيها عناصر التنظيم المتواجدين في السعودية للتوجه إلى اليمن، مؤكداً لهم في ذات الرسالة عدم القلق من الجوانب المالية،كانت تحولا استراتيجيا هاما باتجاه نقل القيادة للتنظيم من السعودية لليمن بعد تضييق الخناق عليهم في المملكة ، حيث نفذت عدة عمليات للقاعدة قبل الاعلان عن دمج تنظيمي القاعدة في السعودية واليمن في يناير 2009م ، في محاولة للاستفادة من الخبرات والتمويل للفرع السعودي والكوادر البشرية للفرع اليمني ،وظهر ذلك جليا في تطوير التقنيات والأسلحة والمتفجرات المستخدمة في العمليات اللاحقة التي استخدمت فيها السيارات المفخخة وكميات اكبر من المتفجرات.

1

56 عملية إرهابية نفذتها القاعدة بين عامي 1992 2009 ، و25 قضية أحالتها النيابة خلال السنوات الأربع الماضية إلى القضاء و116 عنصراً فاراً و813 تم الإفراج عنهم بضوابط أمنية وإجرائية و93 سلموا أنفسهم.

- لذا ليس صحيحا القول ان اليمن نجحت في القضاء على تنظيم القاعدة كهيكل تنظيمي محلي منذ العام 2003- 2006م لاسباب كثيرة منها ان التنظيم في اليمن خلال تلك الفترة لم يكن يمتلك ملامح تنظيمية خاصة به تفصله عن التنظيم الموجود في المملكة العربية السعودية الذي نفذ العديد من العمليات العسكرية الكبرى ، الذي كان يعتبر اليمن امتداد جغراقيا وبشريا له ولا ادل من ذلك وجود استعانة التنظيم بمواطنين سعوديين من ذوي الاصول اليمنية (غالبا هم من مواليد المملكة ،او عاشوا معظم سنوات حياتهم بالمملكة ) ضمن منفذي تلك الهجمات ويصح هنا إيراد حادثة تفجير القنصلية الأمريكية في جده كمثال على ذلك ،بالاضافة إلى ان التحقيقات اثبتت ان الاسلحة المستخدمة في تلك العملية كان مصدرها اليمن.

وتم تنفيذ مايزيد عن 12 عملية إرهابية خلال تلك المدة الزمنية ضد مصالح اجنبية ومنشئات اقتصادية وسواح أجانب ، وكان من بين المستهدفين السفير الأمريكي والسفارة الأمريكية والبريطانية.

- وخلال تلك الفترة قامت السلطات اليمنية باطلاق برنامج للحوار الفكري مع المعتقلين من تنظيم القاعدة أطلقت اليمن حوالي 314 عنصرا من المعتقلين على خلفية انتمائهم لتنظيم القاعدة بعد الاعلان عن استجابتهم لبرنامج الحوار الفكري.

ولعل من ابرز العوامل أيضا لمحدودية تلك العمليات هو سفر العشرات من أعضاء التنظيم للجهاد في العراق استجابة لنداء ابو مصعب الزرقاوي وغيره من قيادات القاعدة بضرورة حشد المجاهدين لقتال القوات الأمريكية هناك ، وكان هناك تغاض رسمي تجاه سفر العديد من الشباب إلى العراق ، وتقدر أعداد اليمنيين الذين ذهبوا للعراق خلال تلك الفترة مابين 500 – 1200 شاب.

قبل الاعلان عن تشكيل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في 2009م ، لم يكن للقاعدة في اليمن إطار تنظيمي وهيكلي موحد ، وكان عملها يتسم بالغموض وتعدد الاجنحه والخلايا المنفصلة عن بعضها فقد عملت القاعدة تحت عدة أسماء وتنظيمات بدأت بجيش عدن أبين الذي أسسه ابو الحسن المحضار في 1997م.

فقد كان هناك مجموعة سمت نفسها "كتائب جند اليمن التابعة لتنظيم القاعدة" التي تبنت الاعتداءين اللذين استهدفا السياحً البلجيك وكذلك حادث استهداف سياح أسبان الذين قتلوا في مأرب في بوليو 2007

وعملت أيصا تحت مسمى كتائب التوحد ، وظهر ايضا تنظيم الجهاد الاسلامي الذي تبنى عدة عمليات للقاعدة.

استفاد تنظيم القاعدة بشكل كبير من الاوضاع الاقتصادية والسياسية المتأزمة التي تمر بها اليمن حيث استغل انشغال الدولة بمواجهة مشاكلها المتفاقمة في الانشغال بالحرب مع الحوثيين وتزايد الاحتقانات السياسية في عدد من المحافظات الجنوبية ،وخروج بعد المحافظات في الاطراف عن السيطرة الحكومية،بحيث استطاع ان يجعلها قواعد لتواجده والتجنيد والانطلاق منها لتنفيذ عملياته ، وبالقاء نظره سريعة على الخارطه الجغرافيه لاعضاء التنظيم نجد ان ابناء المحافظات ذات الاغلبية السنية تشكل غالبية المنتمين لاعضاء القاعدة بينما يقل اعداد اعضائه في المحافظات ذات الخلفية الزيدية،حيث تشكل الخلفيه السلفية والوهابية بيئة ملائمة لنمو الافكار المتطرفة والمؤيدة لافكار القاعدة.

وتشكل المحافظات الشرقية والجنوبية وبعض المحافظات الواقعه في وسط اليمن وغربه بيئه ملائمة للتجنيد لاعضاء القاعدة بالاضافة للمناطق الهامشية والاشد فقرا وتلك المزدحمة بالسكان في المحافظات الرئيسة وأمانة العاصمة يصلح استخدامها كمثال ملائم للتدليل على ان مناطق (مسيك – نفم – السنينة – مذبح – سعوان)هي مناطق يكثر فيها التجنيد.

ولا زال معتقلي جوانتناموا السابقين السعوديين يمثلون رافدا للتنظيم في اليمن حيث يتبوأ عدد منهم مناصب قيادية في قاعدة جزيرة العرب بالرغم من انهم خضعوا لبرنامج المناصحة السعودي ، وبالتالي يكون الحديث عن اتفاق أمريكي سعودي لارسال اليمنيين المعتقلين في جوانتناموا إلى السعودية غير ذي جدوى ومخاطرة كبيرة ، فالسعودية فشلت في منع المعتقلين السابقين من الالتحاق مرة اخرى بتنظيم القاعدة ،وقد تكون نجحت في منعهم من تنفيذهم عمليات على اراضيها لكنها سهلت انتقالهم لليمن لينطلقوا منها لتنفيذ أعمال تحسب لصالح تنظيم القاعدة في اليمن ،ونقل خبراتهم لقاعدة اليمن.

2

- يبدو تنظيم القاعدة كفكرة أكثر منه كيانا ماديا محسوسا في كثير من الاحيان فهو من خلال خطابه المعارض والممانع للهيمنة الأمريكية أستطاع اقناع العديد من المسلمين بكونه الطريق نحو الخلاص، ومواجهة المشروع الغربي في الهيمنة على مقدرات الامة العربية والاسلامية ،وتبنيه لدعم الصلف الأمريكي للكيان الصهيوني ،ولعله برفعه شعار اخراج الكفارمن جزيرة العرب وان ذلك خطوة نحو تحرير المسجد الاقصى ، إستطاع أن يكسب قاعدة واسعة من الانصار والمؤيدين ، ساهمت السياسة الأمريكية في تعزيز خطابه الايديولوجي بحيث ظهر كمدافع عن الاسلام في وجه الحرب الصليبية التى اعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش في احد خطاباته الشهيرة.

- في اليمن كما السعودية لا يجب إغفال الحاضن الفكري لتنظيم القاعدة الذي جاء تطويرا لقضية مشاركة الاف الشبان العرب في ما عرف بمرحلة الجهاد في أفغانستان ضد الوجود السوفيتي والتي تمت برعاية أمريكية وغربية وتواطأت فيها الانظمة السياسية العربية كوسيلة من وسائل حقبة الحرب الباردة ، وبعد سقوط المعسكر الشيوعي انتفت الحاجة لوجود أولئك المقاتلين ، الذين كانوا مبهورين بالنتائج التي حققوها في افغانستان ، وبدأ انهم اصبحو اقرب لتحقيق الحلم الذي روج له اباء الجهاد في افغانستان من امثال الشيخ عبد الله عزام وغيره بان المرحلة التالية هي نقل المعركة باتجاه فلسطين لتحرير بيت المقدس ، وبدات مرحلة العودة التي لم تكن الانظمة العربية تتوقعها بذلك الزخم ،فتعرض عدد كبير منهم للاعتقال عند عودتهم إلى بلدانهم ،واكتشف أولئك الشباب ان حلمهم بتحرير فلسطين لن يتحقق بسبب ارتباط عدد كبير من البلدان العربية بمعاهدات سلام مع الكيان الصهيوني،بالاضافة للمتغيرات السياسية الناجمة عن حرب الخليج الثانية التي نجم عنها تواجد القوات الأمريكية في قلب الامة الاسلامية وعلى بعد مئات الكيلومترات من الاراضي المقدسة ،ونتيجة لتلك الصدمة التي يتقبلها الكثير من اولئك الشباب وبسبب عدم قيام العلماء الذين ساهموا في استقطاب اولئك الشباب في تقديم تفسيرات وتبريرات واضحة لما يحدث ، فظل اولئك العلماء وبتواطؤ مقصود أو غير مقصود توجيه أولئك الشباب نحو الخارج مرة اخرى هذه المرة باتجاه الشيشان والبوسنة وغيرها،ولعل بن الشيخ اسامة بن لادن كان في مقدمة الذين اكتشفوا تلك الحقيقة المرة ، فغادر المملكة العربية السعودية بعد ان تم ابلاغه من قبل السلطات الامنية السعودية بانه غير مرحب ببقائه في المملكة بسبب مواقفه الرافضة للوجود الأمريكي في السعودية.

3

- في اليمن كان الوضع مغايرا إلى حد كبير حيث ساهمت التحولات السياسية وقيام الوحدة اليمنية في 1990 وماترافق معها من صراع سياسي بين شريكي الوحدة لاستعانة المؤتمر الشعبي العام الذي تحالف مع الاسلاميين ، تلك الظروف ساهمت في قبول اليمن واستيعابها للشباب اليمنيين العائدين من افغانستان بمعية الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي تسلم منصب عضو مجلس الرئاسة بعد انتخابات 1993م على الرغم من معارضته الشديدة للدستور الذي بموجبه تم تعيينه عضوا لمجلس الرئاسة وكان قبل ذلك قد شن هجوما شديدا في 15 كاستا بعنوان لا للوحدة لا للدستور اعتبر فيه الموافقة على الوحدة في ظل ذلك الدستور كفرا بواحا وناشد اليمنيين برفض الوحدة ، واستقبلت اليمن إلى جانب اليمنيين العائدين من افغانستان الاف العرب من مختلف الجنسيات العربية ، وجاءت الحاجة سريعة لاولئك الشباب المتمرسين على الحرب حيث تم تجنيدهم في حرب صيف 1994م واثبتوا فاعلية قتالية كبيرة ،الا ان الحاجة انتفت لوجود المقاتلين العرب بعد ذلك حيث تم ترحيل ما يزيد عن 14 الف منهم في عام 1996م إلى بلدانهم بحسب ماقاله رئيس الوزراء الاسبق عبد القادر باجمال.وتم استيعاب العناصر اليمنية ضمن قوات الجيش وتم ادماج عدد منهم في المؤسسات المدنية الاخرى.

وعلى الرغم من ان الحكومة اليمنية قد تحاورت مع المعتقلين بتهمة انتمائهم للقاعدة ، الا انها حاورتهم عبر علماء لم يكونوا جزءأ من المنظومة الفكرية التي جعلتهم يذهبون لافغانستان والبوسنة والشيشان والعراق ،فهم ذهبوا عبر فتاوي لعلماء ينتمون للمدرسة السلفية الجهادية،وكان لزاما ان يحاورهم من افتوهم بالذهاب إلى هناك،لكن عدم قيام علماء السلفية في اليمن بعمل مراجعات فكرية وفقهيه للفكر الجهادي كما حدث في السعودية ومصر يثير عدة تساؤلات حول حقيقة مواقف اولئك العلماء من عمليات تنظيم القاعدة في اليمن.

4

- ومع إعلان تشكيل أسامة بن لادن لتنظيم القاعدة ودعوته لإخراج القوات الأجنبية من جزيرة العرب وبعد سفره للسودان التحق به المئات من الشباب اليمنيين إيمانا منهم بصدق الرجل ورغبة منهم في مواصلة مشوار الجهاد بعد خيبة الامل التي وجدوها في اليمن بسبب ما اعتبروه عدم وجود دولة الخلافة الإسلامية في اليمن وظهور مفاهيم ومصطلحات غربية كالديمقراطية والتعددية ومشاركة الحزب الاشتراكي كطرف في الائتلاف الحكومي مع المؤتمر الشعبي الحاكم.

ولعل قيام ابو الحسن المحضار بالاعلان عن تشكيل جيش عدن ابين الاسلامي في 1997م الذي حظي بتأييد ومباركة بن لادن يعد بداية حقيقية لوجود تنظيم جهادي منظم يعتنق افكار القاعدة وما تنفيذ عملية اختطاف 16 سائحا غربيا والتوجه بهم إلى جبال المراقشة الا تأكيد عملي على دخول القاعدة بافكارها لحيز النفيذ العملي في اليمن .

اربكت تلك العملية الحكومة اليمنية ، والتي لعب المصري ابو حمزة فيها دورا تحريضيا وساهم في ارسال عدد من المقاتلين الاجانب ، لمساندة المحضار وتنفيذ عمليات ضد اهداف اجنبية في اليمن _ وتعاملت معها بحزم ورفضت تلبية مطالب جماعة ابو الحسن المحضار بإطلاق سراح عدد من الجهاديين المحتجزين لدى السلطة مقابل إطلاق سراح هؤلاء السياح وقامت بتنفيذ عملية عسكرية لاطلاق سراح المختطفين بالقوة وهو ما خلف وراءه مقتل أربعة من السياح البريطانيين وإطلاق الباقين واعتقال أبو الحسن المحضار وتقديمه للمحاكمة واعدامه داخل السجن عام 1999م.

بعدها نفذ تنظيم القاعدة عملية استهداف المدمرة الأمريكية يو إس إس كول قبالة سواحل عدن في أكتوبر 2000م انتقاما لمقتل ابو الحسن المحضار وإعلانا لدخول القاعدة في اليمن مرحلة جديدة باعتبارها ساحة للقتال ضد الأهداف الأجنبية فيها.

ولعل بروز اسماء عدد من اليمنيين ضمن قائمة منفذي عملية الحادي عشر من سبتمبر2001م لفت الانظار إلى اليمن بشكل اكبر باعتبارها احد البؤر الخطيرة لتنظيم القاعدة في العالم.

ليتواصل تنامي نشاط القاعدة في اليمن بالاستفادة من قدرة التنظيم على تجنيد عناصر جديدة وتدريبها على الفنون المختلفة المتعلقة بالتخطيط واستخدام الاسلحة وتركيب المتفجرات ، وتقوم عناصر التنظيم بتنفيذ عدة عمليات ناجحة ضد اهداف غربية في اليمن ولعل أبرزها كان تفجير ناقلة النفط الفرنسية ليمبرج ،التي جاءت ردا على قيام طائرة بدون طيار باستهداف زعيم تنظيم القاعدة ابو علي الحارثي في صحراء مارب في 2002م.

تلك العملية كانت أول عملية تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية بهذه التقنية في اليمن،بعدها تم تعزيز اواصر التعاون الامني بين اليمن والولايات المتحدة في المجال الامني والعسكري ومكافحة الارهاب ، ونجم عن ذلك التعاون تدريب وانشاء قوات متخصصة في مكافحة الإرهاب وتدريب عناصر يمنية في الولايات المتحدة الأمريكية وانشاء جهاز الامن القومي ، وذلك لتنفيذ مهام تتعلق بالحرب على الارهاب والحرب على القاعدة.

وخاضت اليمن حربا شرسة مع الارهاب نجم عنها اعتقال العشرات من اعضاء التنظيم ،والدخول معهم في حوار فكري داخل السجون اليمنية،لكن تلك الحوارت لم تفضي إلى نتيجة ملموسة حيث عاد عدد من أولئك الشباب إلى صفوف التنظيم ،وغادرت اعداد منهم إلى العراق للمشاركة في الصراع هناك.

5

- رشحت االقاعدة مجموعة من الدول أو المناطق ينبغي التركيز عليها من قبل المجاهدين حتى لا تتشتت القوة الضاربة للمجاهدين في دول لا مردود من وراء العمل المُركز فيها ،واعتبرت ان تلك الترشيحات مبدئية قد يتم تعديله وفقا للظروف الميدانية ومن ثم يمكن التركيز في النهاية على بلدين أو ثلاثة تم التحقق من استعداد أهلها للتحرك ، هذا بالنسبة للعمل المُركَّز ، وقد إستقر الامر على العمل في خمس مناطق كمناطق رئيسية على أن يتم ضمها لتعمل في نظام بقية الدول

- وقد رشحت القاعدة مناطق الدول الآتية : الأردن وبلاد المغرب ونيجيريا وباكستان وبلاد الحرمين واليمن.

بالنسبة لليمن ترى القاعدة عدم التقيد بحدود الأمم المتحدة بحيث يتحرك المجاهدون بحرية في حدود اليمن والحجاز وعمان ، وعند ذكر مناطق التوحش لا تقصد القاعدة قطراً بالكامل وإنما في العادة منطقة التوحش تكون مدينة أو قرية أو مدينتين أو حتى حي أو جزء من مدينة كبيرة.(كتاب التوحش – إيراهيم ناجي) منشورات القاعدة

- وعزت القاعدة اختيار تلك المناطق للعوامل التالية .

- وجود عمق جغرافي وتضاريس تسمح في كل دولة على حدة بإقامة مناطق بها تدار بنظام إدارة التوحش.

- ضعف النظام الحاكم وضعف مركزية قواته على أطراف المناطق في نطاق دولته بل وعلى مناطق داخلية أحيانا خاصة المكتظة.

- وجود مد إسلامي جهادي مبشر في هذه المناطق.

- طبيعة الناس في هذه المناطق ، فهذا أمر فضل الله به بقاعاً على بقاع.

- كذلك انتشار السلاح بأيدي الناس فيها.

- وترى القاعدة ان اليمن للاسباب السابقة بالاظافة لقربها من المملكة العربية السعودية تشكل قاعدة مناسبة للانطلاق منها ويدعم ذلك تصريح ابو بصير لصدى الملاحم بان الهدف ليس اليمن بل السعودية فالنظام اليمني شبه منهار وتكالبت عليه عدة عوامل وهو عاجز عن حسم الحرب في محافظة صعدة أو مواجهة الاحتجاجات المتزايده في المحافظات الجنوبية وانه سينهار قريبا تحت ضربات المجاهدين الذين سيركزون على استهداف السعودية باعتبارها رأس الحربة في الحرب ضد تنظيم القاعدة....

وقد لخص الكتاب الذي نشره عمر عبد الحكيم " أبو مصعب السوري "في عام 1999 بعنوان «مسؤولية أهل اليمن تجاه مقدسات المسلمين وثرواتهم» نظرة «القاعدة» لليمن.

حيث ذكر أبو مصعب السوري، عن وجود ثمانية عوامل تجعل من اليمن ذا أهمية لا يمكن الاستغناء عنها، في مقدمتها العامل الديموغرافي، و«طبيعة البلاد الجبلية الحصينة»، فضلاً عن «الحدود المفتوحة»، والجبال والصحاري الشمالية التي «توفّر الطرق إلى كل بقاع الجزيرة (العربية) في نجد والحجاز ومسقط وبلاد الخليج»، والسواحل البحرية المطلة على الجزر والبحار في البحر الأحمر وخليج عمان وبحر العرب وتحكّمها بمضيق باب المندب.

ولم يغفل حتى أهمية استهداف القبائل اليمنية وحشدها لصف القاعدة عبر استغلال ما قال انه «الشعور بالظلم والغبن» المنتشر بين أفراد القبائل في «تحريك الناس للجهاد».

هذه العوامل عمد الوحيشي إلى تطبيقها إلى أبعد الحدود. فلعب على وتر خلافات القبائل في المحافظات الشرقية والجنوبية التي تتبع المذهب السُّني ودعاها في تسجيل صوتي، بُثَّ على الإنترنت في فبراير 2009 إلى مواجهة القوات الحكومية، متحدثاً عن حملة عسكرية يجري الإعداد لها في المناطق القبلية بدعم من السعودية والغرب لضرب «القبائل بحجج واهية كاذبة مقصدها الحقيقي كسر هيبة القبائل، ونزع سلاحها والسيطرة على أرضها».

كذلك أبدى التنظيم وعلى لسان الوحيشي تفهمه للمطالب الانفصالية لأبناء الجنوب، لاستدرار تعاطفهم، واستغل المشاكل الاقتصادية التي يعانيها اليمن وارتفاع نسبة البطالة بين الشبان لاستقطابهم إلى صفوفه.

وتمكن الوحيشي عبر هذه الإستراتيجية من توفير انتشار عناصره في المناطق الجنوبية بعيداً عن تضييق السلطات، وأنشأ عدداً من معسكرات التدريب في حضرموت وأبين وشبوة وأرحب والجوف ومأرب، تتولى إعداد المقاتلين لتنفيذ للقاعدة داخل اليمن وخارجه باتجاه المملكة والصومال .

وأشار قيادي القاعدة في مجلة صدى الملاحم إلى أن هناك مؤشرات وعلامات تشير لانهيار الدولة في اليمن جاء فيه "لا أظن النظام القائم في اليمن إلا جسداً تكاثرت فيه العلل فبدأ يتمايل, وبشائر سقوطه تقترب, وقيام دولة أخرى على أنقاضها يجب أن يكون حديث المرحلة من قبل رواد الأمة ودعاتها, بدل تبديد الجهود والطاقات في إعادة ميتٍ إلى الحياة أو خدمة مشاريع لا تمت للإسلام وأهله بصلة.

ودعا عناصر القاعدة للتهيؤ لمرحلة ما بعد الانهيار لان ذلك كما يرى "يخفف الكثير من الآلام, وسرعان ما يتم القضاء على تلك الآلام وتحويلها إلى آمال .

وتحت عنوان لماذا تقاتل القاعدة في جزيرة العرب قال السعودي – مشعل الشدوخي ... الذي كان أحد معتقلي جوانتاموا "إننا نقاتل في جزيرة العرب تكملة لمسيرة قتال إخواننا المجاهدين في العراق والصومال وغيرها، ولنوحد جهودنا معهم لكي نحيي دولة الخلافة الإسلامية، والتي سننعم تحت ظلها بالشريعة الإسلامية, ولعل هذه هي من أعظم مشاريعنا في هذه المرحلة.

وأضاف إن قتالنا في جزيرة العرب هو مرتبط بقتال المجاهدين في العراق وأفغانستان وفلسطين, وأمريكا تحاول أن تعمي المسلمين عن هذه الحقيقة، وتريد أن تحصر ضربات المجاهدين في العراق وأفغانستان فقط، بينما سمحت لنفسها أن تضرب المجاهدين في المكان الذي تريده، وفي الوقت الذي تريده, فأمريكا هي التي قتلت الشيخ أبا علي الحارثي في اليمن, وهي من يمنع شباب الإسلام عبر وكلائها في الرياض وصنعاء من الخروج لنصرة المجاهدين في العراق وأفغانستان, وهي التي لو سمعت بمسلمٍ حاول مساعدة المجاهدين في أي بقعة في العالم (حتى في مكة والمدينة) لسعت في اعتقاله أو قتله.

بالنسبة للعلاقة مع القبائل تستخدم القاعدة خطابا تحفيزيا وتحريضيا يخاطب عواطف القبائل اليمنية والسعودية على حد سواء حيث تطلب من الاولى الايواء والنصرة ومن الثانية الدعم والتمويل المادي ، يدل على ذلك الرسالة الصوتية لزعيم التنظيم في الجزيرة العربية ابو بصير الوحيشي في 19- مارس 2009م التي جاءت تحت عنوان ويمكرون ويمكر الله التي حض فيه القبائل اليمنية على حمل السلاح ضد الحكومة، محذراً إياهاً من هجوم قال إن الحكومة اليمنية تعد له بالتنسيق مع الحكومة السعودية في مناطق مأرب وشبوة والجوف وأبين وصنعاء وحضرموت، ما هي الا خطوة لضرب القبائل بحجج واهية كاذبة مقصدها الحقيقي كسر هيبة القبائل، ونزع سلاحهم والسيطرة على ارضهم. فكونوا على حذر».

وفي نفس الخطاب طلب الدعم من القبائل في السعودية، زاعماً أن الهدف النهائي للحركة، التي بدأت في اليمن هو "الوصول إلى غزة وفلسطين."

ووجه الوحيشي دعوة صريحة للقبائل لرفع السلاح بوجه السلطات اليمنية والسعودية، قائلاً: "إن إخوانكم في غزه يقاتلون بالحجر، وأنتم تملكون العدة والسلاح، فاليوم يومكم..."

واستعرض الوحيشي دور اليمنيين في الفتوحات الاسلامية مطلع الحقبة الإسلامية، وصولاً إلى مشاركة يمنيين بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، معتبراً أن موجة الفتوحات هذه ستعود لتنطلق من اليمن "إلى أكناف بيت المقدس."

وأضاف: "استعدوا بألغام الدبابات والعبوات والأحزمة الناسفة والقناصات والكمائن المحكمة والاقتحامات الجريئة."

ووجه الوحيشي رسالتة إلى القبائل في "نجد والحجاز وأهلنا في الخليج"، ناشدهم فيها مساعدة أبناء القبائل في اليمن، زاعماً أن أولئك إنما يريدون "الوصول إلى غزة وفلسطين."

- كما أن المطلوب رقم 85 على القائمة السعودية يوسف الشهري أحد أعضاء تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية والذي قتل في اكتوبر 2009م خلال مواجهة مع القوات السعودية مع رفيقه رائد الحربي قام بتوجيه رسالة صوتية بثها موقع صدى الملاحم بدعوة أصحاب الأموال إلى تمويل الجهاد بأموالهم، مؤكدا أن القاعدة لا تزال تستطيع تنفيذ عمليات داخل السعودية،أن على أصحاب الأموال الإنفاق لتمويل تنظيم «القاعدة» ووصف المال بأنه عصب الحياة.

ووجه الشهري رسالة إلى المتقاعسين عن الانضمام إلى تنظيم «القاعدة» والمشاركة معهم في الجهاد، فقال: «لكل من تقاعس عن الجهاد، لماذا تتخاذلون عن النفرة للدين، أم هو حب للحياة.

6

لا توجد احصايئة دقيقة لعدد أعضاء القاعدة الذين خضعوا لمحاكمات ، لكن الغالب أن هناك سلوكا غبر مفهوما من قبل الحكومة اليمنية إزاء تلك المحاكمات تتمثل بطول إجراءت المحاكمات لاعضاء االقاعدة فمثلا استمرت محاكمة المتهمين بالهجوم على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورج 17 جلسة امتدت لثلاث سنوات ، كما ان بعض الاحكام لم تكن متناسبة مع التهم الموجهه لاعضاء القاعدة وبينهم شخصيات قيادية فمثلا صدر حكم مخفف بحق ابو عاصم الاهدل الذي قيل ان الرجل الثاني في القاعدة قضى بحبسة ثلاث سنوات من تاريخ سجنه في نوفمبر 2003م وافرج عنه في 25 ديسمبر 2006 بعد أيام قليلة من إصدار الحكم بحقه.

تم تخفبف الحكم بحق جابر البنا مطلوب أمريكيا واحد الفارين من الامن السياسي من 10سنوات إلى خمس سنوات بعد ان ظهر فجأة خلال إحدى جلسات محاكمته، وتتهمه أمريكا بالانظمام لخلية بافالو ورصدت مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات عنه.

وفي27 فبراير 2005 م صدر حكم باعدام جمال البدوي قبل ان يخفف إلى 15 عاما هرب بعدها من سجن المنصورة ، وأعتقل مرة اخرى قبل أن يهرب مع رفاقه من سجن الامن السياسي ، وخففت المحكمة حكم الاعدام بحقه ،إلى السجن لمدة 15 عاما قبل ان يفرج عنه حيث اطلق سراحه في 26 اكتوبر 2007م بعد عشره ايام من تسليمه نفسه..ووضع تحت الاقامة الجبرية ، وقد احتجت أمريكا رسميا على اطلاق سراحه وتتهمه بالوقوف وراء استهداف المدمرة الاكريكية كول قبالة مدينة عدن في العام 2000م ، وكانت أمريكا رصدت 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، كما خففت نفس المحكمة الاحكام بحق بقية المتهمين في خلية كول بحيث تراوحت الاحكام مابين 5 – 8 سنوات.

وبراءت المحكمة خلية الزرقاوي المكونة من 17 عضوا التي ذهب أعضائها للقتال في العراق وقاموا بتزوير وثائق سفر بحسب قرار الاتهام وحمل اسلحة غير مرخصة ومقاومة السلطات.

كما اصدرت المحكمة احكاما مخففه بحق اعضاء خلية مسيك تراوحت ما بين سنتين إلى 3 سنوات وكانت النيابة اتهمت اعضاء تلك الخلية "بتشكيل عصابة مسلحة للقيام بأعمال إجرامية والتخطيط واستهداف السياح الأجانب في فنادق صنعاء القديمة ومنطقة دار الحجر الأثرية بواسطة الأحزمة الناسفة والتخطيط لضرب منشآت أمنية ومصالح أجنبية والتخطيط لتفجير مركز الصليب الأحمر على الحدود اليمنية السعودية.

وتفضل الحكومة التحفظ على المتهمين بالانتماء للقاعدة لفترات زمنية طويلة دون ان تقدمهم للمحاكمات.

- ورقة تم تقديمها في ندوة نظمتها مؤسسة العفيف الثقافية عن تنظيم القاعدة في اليمن..

*[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى