نحن لا نسألكم إلا الرحيلا
وعلى رغم القباحات التي خلفتموها
سوف لا ننسى لكم هذا الجميلا
ما هو التغيير الذي نقصده هنا بالنسبة لحياة الإنسان اليمني؟
وهل التغيير أصبح ضرورة؟
أم التغيير سنة كونية؟
وما هو الدافع إلي التغيير؟
يقول توفيق الواعي
(يمتاز الإنسان عن غيره من المخلوقات بأنه صاحب تفكير، وحامل عقل،فإذا عطَّل تفكيره وأهمل عقله؛ كان أشرَّ من الحيوان وأدنى مخلوقات الله، كما أن حضارة الأمم ونهضة الشعوب تكون نتاج التفكير وثمرات العقول؛ فمن ضَاعَ تفكيره وعَطِلَ عقلُه تعطَّلت بالتالي حضارته، وشُلَّت بالتأكيد نهضته، وهذه سنة البشرية في الغابرة).
ويقول تولستوي: "نعيش في عالم يفكر فيه كل الناس في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في تغيير ذاته"، من السهل على أي إنسان أن يفكِّر في تغيير العالم، (حل للقضية الفلسطينية - ورقة عمل للجامعة العربية – القضية الصومالية – دارفور) فهو بذلك يفكر في تغيير شيء خارج عنه، ولكنها مهمة صعبة تمامًا، فتخيل كل الأشياء التي يجب تغييرها ليتغير العالم، أليس أسهل من ذلك أن يغيّر كل شخص نفسه ويغير نظرته للعالم؟ قد يكون الخطأ الذي يراه في العالم كامنًا فيه، ألا يمكن فعلاً أن يكون الخطأ الذي يراه في العالم موجودًا في نظرته هو، وليس في العالم نفسه؟
ما هو التغيير الذي نقصده هنا بالنسبة لحياة الإنسان؟؟
هو عملية تحريك لمن تعود الجلوس سواء على كرسي الحكم أو على الرصيف عملية تحريك لمن زال يعتقد بان الأمس كاليوم واليوم كالغد عملية تحريك لمن لم يزل يعتقد أن هذا الشعب لم يبلغ سن الرشد بعد عملية تحريك لمن يعتقد بان هذا الشعب غير فاهم وغير قادر وغير مؤهل لتحمل المسئولية عملية تغيير لمن خان الثقة التي منحة له عملية تغيير لمن لم يفي بالالتزامات عملية تغيير لمن يدوس بحوافر خيله القوانين والاتفاقيات عملية تغيير لمن يرفض أن يغير ما بنفسه عملية تغيير لمن لا يسمع أنين المجروحين ولمن لا يرى جموع الجائعين ولمن لا يتألم لبرد المهجرين وبعد أن عرفنا ماهو التغيير الذي ننشده من الضروري أن نعرف..
هل التغيير ضرورة؟؟؟؟
نعم فهو ضرورة لأنه من لا يغير سيتغير وهو ضرورة لأمرين مهمين اولاً لأننا أصبحنا أمام خيار واحد وهو إما التغيير وإما التشطير وهو ضرورة بسبب أوضاع البلد المتعفنة التي يستحيل معها التعايش مع الواقع في مثل هذه الأوضاع المزرية رغم إيماننا بان التغيير سيكون بالإكراه لان السلطة لا تؤمن به .
ان الطفل لا يقبل الفطام المتدرج، وإنما يحتاج إلى صرامة لكي ينتقل من عالم الطفوله إلى عالم الرجولة لا بد من حركة تغيير يدرك فيها الفطيم أن “صدر أمه” الذي لازمه في مرحلة الطفولة (ثلاثين سنه) ورغم ذالك كان عاقاً افلم يحن الوقت ليحاسب على عقوقه وتقصيره . والحكم بالغصب رجعي نقاومه * حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا
وهل التغيير سنة كونية؟؟
نعم العالم يتغير من حولنا ونحن لم نأتي بجديد التغيير سنه كونية لان منطق الحاكم في اليمن يريد ان يظل الرجل رجلاً والطفل طفلاً ومن عاش راكباً طوال ثلاثين عاماً يبقا راكباً بقية عمره ومن قضى نصف عمره ماشيًا يستمر نصف عمره الباقي ماشيًا فبعض الناس يقول حاولنا مرات ومرات ولم ننجح لكن نقول لهم لا لقد حاولتم للمرة الخامسة والسادسة ولو حاول غيركم لسابعة والثامنة لتغير الوضع إن الأم الماضي يتكفل المستقبل بنسيانها لمن يتبنى سياسة التغيير ..
فالتغيير يجب ان يعني لنا "وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ".
أما الدافع إلي التغيير؟ لانه ليس ترف في مثل الكثير من الدول الديمقراطيه ولكنه أصبح ضرورة كلما مرت يوم ازدادت فرضيته التغيير اليوم من اجل الحفاظ على ما تبقى من هيكل مؤسسي وحتى لا تتجزءا اليمن إلى دويلات فالقيادة الحالية عاجزة عن إدارة شئون البلد وعاجزة عن معالجات الملفات المتداخلة والمعقدة كان الحاكم في بداية حكمه اذا تعثر اخذ بيه العقلاء فلما وهن جسمه وضعفت قوته وفقد سيطرته أبا إلا أن يسير منفردا عناداً وإكبارا ولكن لافا ئده فكلما سحب من حفره سقط في الأخرى لأنه خيلاً وليس نسراً.
يحكا انه عندما تبلغ النسور عقدها الرابع تبدأ قوة مخالبه تضعف، وأجنحته تبدأ تلتصق بصدره فيصعب عليه
الطيران لارتفاعات عالية والتحليق طويلاً، ومنقاره المدبب القوي يتقوس تقوسا شديدا وإن استمرار هذا يعني هلاكه لا محالة فيكون ها هنا النسر أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام لقدره أو يعيد تقوية بدنه ونشاطه ليعيش إلا أن الخيار الثاني ضريبته عالية وليس خياراً سهلاً يبدأ النسر من بعد أن اختار الطريقة الثانية في دخول مرحلة صعبة في حياته، وعليه كما قلنا، أن يتحمل الامها يذهب النسر إلى قمة الجبل حيث عشه، ويعيش هناك فترة لا تقل عن مائة وخمسين يوماً، يقوم بداية بكسر مخالبه بالضرب على الصخور حتى تنمو مخالب جديدة ستكون أقوى مما كانت قبل عملية الكسر الأولى وبالمثل يكون الحال مع منقاره ثم يقوم النسر بنتف ريشه حتى ينمو له ريش جديد.
وينتظر هذا الريش الجديد الذي يعمل على تقوية جناحه الذي لن يلتصق بصدره بعد الآن ليبدأ النسر حياة جديدة ويعيش ثلاثين سنة أخرى قويا فتيا..