لا يزال النظام في اليمن قويا ومتماسكا رغم ما حدث ويحدث، وكلما قلنا إن نهايته قربت بسبب أزمة ما، كلما أثبت لنا أن عمرا جديدا كُتب له..
لا الحراك الثوري، ولا الحراك السياسي، ولا التمرد الطائفي، ولا الغضب الشعبي، ولا القبيلة المرتزقة، ولا كل المشاكل على امتداد هذا الوطن.. لا شيء من هذا كله استطاع أن يجبر النظام على تغيير سياسته..
الحراك يريد استعادة دولة الجنوب، والحوثي يريد استعادة دولة الإمام، والمشترك يريد استعادة دولة الثوار الأحرار التي نهبها النظام، والقاعدة تريد استعادة دولة المدينة المنورة، ومشايخ القبائل يبغونها عوجا، والشعب يريد أن يخزن ليرتاح من كل تلك الاستعادات.. لا أحد يفكر بشيء جديد. الجميع يفكرون باستعادة دولة ما..
البلد يسير بسرعة الضوء نحو الهاوية، ولتلافي الأمر تحرك الخارج، فكان مؤتمر لندن، ثم مؤتمر الرياض، وقريبا مؤتمر برلين، وعلى مرمى مؤتمر منه، مؤتمر بكين، لكن تحضيرية الحوار لا تزال تحضر لـ"الحوار المنتظر" منذ أكثر من سنة، ولا ندري، حتى اللحظة، هل سيكون الحوار أم سيستمر التحضير إلى ما لا نهاية..؟!!.
يسيطر الحوثي على محافظتين ونصف (أكبر محافظتين في الشمال) ويسيطر الشيخ حميد على نصف المحافظة التي يسيطر الحوثي على نصفها، ويسيطر الحراك على معظم المحافظات في الجنوب، ويسيطر تجمع قبائل مأرب والجوف على المحافظات الشرقية، لكن على ماذا يسيطر النظام حتى يكون هو المسيطر..؟!!.. إنه يسيطر على هذا الشتات المسيطر..
فلماذا نغضب حينما يصف الرئيس هذه المشاريع بالصغيرة..؟!.