أرشيف الرأي

الدكتور خالد نشوان يكتب عن رحيل علاو

سامحني ايها الاخ العزيز الذي احببتك من خلال حبك لوطنك، سامحني من تقصيري في زيارتك وانت طريح الفراش تعاني الامرين مرارة المرض العضال ومرارة انقطاع المسيرة التنموية التي كنت تقودها بطريقتك العلاوية الخاصة..

لقد قصرت نحوك لانني سمعت عن مرضك العضال قبل سفري بفترة وجيزة من اليمن وعلى الرغم انني عقدت العزم لرؤيتك قبل رحيلك الا أن سفري العاجل من ارض الوطن من اجل تمثيله في احد المعارض الدولية للاختراعات..

ومعرفتي بحبك لوطنك منحني الرخصة للمغادرة قبل أن اقوم بواجب الزيارة لك لكن القدر لم ينتظر اللقاء إلى بعد عودتي، ولم اقصر انا فقط نحوك بل قصر في حقك الكثير من ابناء الوطن..

فبعد انتقالك إلى أرحم الراحمين فوجئت بخبر من خلال الانترنت ينبئ بأن يحيى علاو كان يحتاج إلى الراحمين من ابناء بلده من اجل المساعدة للعلاج في الخارج فتم خذلانك ومدت اليك المساعدة اياد كريمه من خارج الوطن..

لا بأس ايها المناضل الكبير ففي امتنا العربية مفهوم النضال لا زال مقصورا على السياسيين فقط والحقيقة أن المناضلين ليسوا فقط اولئك الذين يحررون الأوطان من اغلال الظلم والقهر أو من ينسبون اليهم بغير حق ولكن اولئك الذين يحررون الوطن من اغلال الجهل ايضا وكان يحيى علاو في الريادة في هذه المسيرة النضالية..

فأدعو الله جل شأنه أن يجعلك مع الشهداء والصديقين والأنبياء وأن يجمعنا بك هناك ايها المجاهد والمناضل من اجل بناء الوطن وأن يجعل كل ما بنيته في وطنك في ميزان حسناتك، وعلى الرغم من ابتعادك عنا الا أنك تعيش بين جوانحنا بروحك وفكرك منذ أن التقيتك أول مرة في منزلي في عام 2004 عندما اجريت معي حوارا في فرسان الميدان..

وبعد أن كرمتني بمنحك اياي ميدالية فرسان الميدان التي اردت من خلالها تعميد عهد الوفاء للوطن في عقولنا وقلوبنا ونجحت بامتياز فعندما كنت تطرح اسئلتك الموجهة إلي، التي كانت في نفس الوقت تجيبني عن سؤال كان يجول في ذهني وهو لماذ تطرح تلك الاسئلة بصورة قل ما طرحها غيرك من الإعلاميين في اليمن ..

نعم كانت تجيب وتقول لي لان يحيى علاو مناضل حكيم عرف كيف يقاوم العدو الاكبر وهو الجهل فقاتله بأفضل سلاح وهو المعرفة فقام علاو بنشر الوعي والمعرفة بين الجماهير لانه كان يطمح إلى بناء وطن، فأنطلق فارس الميدان إلى الميدان فصنع إنجازا بحجم الوطن فلم يترك معلما تاريخيا ولا مدينة اثرية إلى ونقلها من حيز الجغرافيا والتاريخ إلى حيز المعرفة في اذهان الجماهير وصنع اكثر مما كان يتوقع هو واكثر مما كان يتوقعه الآخرون، بل واكثر مما صنعه الآخرون..

والسبب بسيط في طرحه وعظيم في معناه وهو أن الفارس المناضل يحي علاو كان يؤمن بحب الوطن وكان جزأ لا يتجزأ من عقيدته التي كان ركنها الاساسي حب الله عز وجل "فالايمان بحب الوطن هو الذي يصنع الحدث ويترك اثراً لا يمحوه الدهر ويحدث تغييرا اكثر من التصور"..

هاهو اليوم يحيى علاو يغادر مبكرا قبل أن تكتمل رسالته التي كان يصبو اليها على الرغم أنه قدمها على اكمل وجه، وترك فراغا حقيقيا في الساحة فراغا ينتظر الفرسان الجدد الذين يؤمنون بحب الوطن، اما علاو المناضل فقد انتقل إلى الحب الكبير الذي نهل منه حب الوطن انتقل إلى الله فعليه رحمة الله.

*رئيس اتحاد المخترعين اليمنيين، رئيس شبكة اتحادات المخترعين العرب، وفارس المخترعين الدوليين.

زر الذهاب إلى الأعلى