شعر وأدب

لحظة مناجاة

إلهي في سراب العمر كان معينك الساقي
وكانت لحظة النجوى من الأوجاعِ ترياقي
وكنت كسابح والموج مجتمع لإغراقي
وكف نداكَ ترأف بي وتمسح دمع آماقي

إلهي كيف تاه الدرب ؟كيف اخترتُ أطواقي؟!
وكيف قبعتُ في سجن الهوى ، رفضاً لإطلاقي ؟!
وكيف وكيف ؟!! لا أدري .... براكينٌ بأعماقي
تضجُّ ولم أزل أخطو بها للبحث عن راقِ!
وعن حلٍ لعقدتها ، وعن وطنٍ لأشواقي!!
تعبت ونفسي اللهفى ، تُتم بغيِّها الباقي!!

تشيبُ سنينُ أيامي ، وقلبي لم يزل طفلا
يفتش في ورود العمر من أبهى ومن أحلى
وتستهويه أشواقٌ ، وتسلبُه المنى العقلا
ويبقى تحت سندانِ الأحبة يكتوي عذلا!!
ولا يدرون أن الشوق مهما عشتُ لا يبلى!!
وأن بمهجتي حُرقاً ، وأن مطامحي ثكلى!
فأن الحب عندي ما درى بعداً ولا قبلا

طويلاً في الدنى فتشتُ لم أعثر على ذاتي !!
فكم ضيعت من حلمٍ ؟ وكم بعثرتُ أوقاتي؟!
كتابي يشتكي هجري ، وتشكوني وريقاتي!!
وجنح الليل مشتاق ، لدمعي وابتهالاتي!!
ونفسي لم تزل تهفو لوصل المشرق الآتي !!
أخاف بان أواريها ، وأن تُطوى سؤالاتي !!
وصفرا سوف القاني إذا قلبتُ صفحاتي!!
فمن يبكي لأوجاعي ، إذا استخسرتُ دمعاتي ؟!
أنا الجاني أذا استبدلتُ بالأنوارِ ظلماتي!!

إلهي هذه روحي أمرغها على بابكْ
وأسفك دمع أحزاني قرابيناً بأعتابك !
وأرفع كف آمالي لتلحقني بأحبابك !
لتجعل قلبي الملهوف مهما أنّ يرضى بك !
ويسري في نسيم الكون تبشيراً بآدابكْ !!!

زر الذهاب إلى الأعلى