في حفل افتتاح مونديال كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا ألقى نيلسون مانديلا كلمة الافتتاح، والتي عقب عليها جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قائلاً “لا يسعني سوى التصديق على كلمات نيلسون مانديلا.. إن كأس العالم هذا يمكنه توحيد الشعوب وتغيير العالم وأن يرسي أساس مستقبل أفضل”.
لقد ظل بلاتر يكرر دائماً أن “كرة القدم توحد كل الشعوب”.
قبل المونديال كان الرهان على فشل جنوب إفريقيا في تنظيم المونديال قائماً على قدم وساق، فالبلاد لا تمتلك بنية تحتية مناسبة لحدث ضخم كالمونديال العالمي، الملاعب ليست كما يجب، والجماهير ليست جماهير كرة قدم، والأمن لا يحظى بالرضا الكافي وعليه فالمخاطر كثيرة، ومع كل ذلك كان بلاتر عازماً على إقامة كأس العالم في جنوب إفريقيا، لكن جنوب إفريقيا أثبتت نجاحها من الناحية التنظيمية، وعندما كانت البطولة تقترب من نهايتها كانت صحف العالم تتحسر على اقتراب نهاية أحلى مونديال شهده العالم والذي تميز بنكهة إفريقية لا تتكرر، وعليه بدأ المرتابون والمشككون في إغلاق أفواههم..
لقد وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم أهدافاً إنسانية أراد أن يحققها من خلال عائدات المونديال التي يقال بأنها تجاوزت ثلاثة مليارات دولار، والتي تمثلت في تقديم يد العون من خلال العديد من المبادرات ومنها مبادرة “هدفنا واحد: التعليم للجميع” ومبادرة “كرة القدم من أجل الأمل” و”كرة القدم من أجل الصحة”. كما أتاح صندوق تذاكر كأس العالم الفرصة للآلاف من أبناء جنوب إفريقيا من ذوي الدخول المنخفضة، لمشاهدة مباراة من مباريات الكأس داخل الاستاد.
هذا الحديث يجرنا لمقاربة وإن كانت صعبة بعض الشيء إلا أنها تبدو ضرورية جداً ونحن نشهد هذا الجدل حول أحقية أو قدرة اليمن على تنظيم بطولة كأس الخليج القادمة، إن اليمن لم يعد سعيداً كما كان قديماً، لكنه لا يزال بلداً عربياً شقيقاً، له حق على أشقائه في الخليج تحديداً من أجل مساعدته وإنقاذه مما يتخبط فيه من قلاقل أمنية ومتاعب اقتصادية لا تعد ولا تحصى، قد يكون تنظيم بطولة كأس الخليج مدخلاً لتدفق بعض العائدات المالية التي لو أحسن استغلالها فإنها ستذهب لتمويل مشاريع ذات جدوى.
يحتاج المنظمون للبطولة أن يخرجوا من المعادلة السياسية قليلاً، ليضعوا بعض المبادرات الشبيهة بمبادرات كأس العالم التي وضعها “الفيفا” لجنوب إفريقيا، فيكون شعار البطولة: “كرة القدم من أجل المصالحة” أو “كرة القدم من أجل الأمن” أو كرة القدم من أجل الاطفال: بمعنى تمويل مشاريع اقتصادية يذهب ريعها لصالح المجتمع مما يوقف نزيف البلد المتهاوي تحت ضربات المتمردين والمعارك اللامجدية التي يذهب ضحيتها أبناء المجتمع اليمني، ومن هنا يمكن التأكيد اليوم أن اليمن هو أكثر البلدان احتياجاً لتنظيم البطولة، والتي بلاشك ستجد مساعدة من الجميع فيما يتعلق بالأمن، فأمن البطولة أمن اليمن وأمن اليمن أمنناً جميعاً.