أوردت صحيفة "إيلاف" في العدد الماضي خبرا عن نجاح الأستاذ عبد القادر هلال مع آخرين في كسر الحصار عن ردفان فقلت في نفسي لا بد أن أتصالح مع ضميري في الإشادة بهذه الخطوة والكتابة عن مسئول جاد وإنسان رائع هو الأستاذ عبد القادر هلال هذا الإنسان الذي طبع في ذاكرتي من أيام الطفولة صورة وردية عن المسئولين صحيح أن الصورة تغيرت كليا إلا أن صورة عبد القادر هلال ما تزال كما هي ناصعة ومشرقة.
فخلال عمل الأستاذ عبد القادر هلال محافظا لمحافظة إب شهدت محافظة إب نقلة نوعية ومشاريع عملاقة في مختلف المجالات ونجح هلال في حل أغلب المشاكل وتذليل أعتى الصعوبات لكن ليس هذا ما أريد قوله وإن كان ما سبق مبتدأ لازم في هذا المقام فإليكم الخبر:
في صباح يوم بهيج في قريتي تلك القرية النائية القابعة في أقصى ريف إب جنوبي اليمن، صحوت والفجر يرسل أول أشعته فرحا بعيد الأضحى المبارك وفي مصلى العيد في ساحة المدرسة كان الأستاذ عبد القادر هلال يصلى معنا ويستمع لخطبة عيد الأضحى وبعد الخطبة هرع الناس للسلام عليه فانخرط بين الجموع كأنه واحد منهم ووضع حراسه بعيدا وتناول معنا فطور العيد وعلى عجل كتبت له على ورقة طلب بتثبيت المرحلة الثانوية في مدرسة قريتنا وذهبت وسلمتها له فرحب بها ووعد بتلبية الطلب ووفى بوعده.
أتذكر أننا نحن الأطفال يومها تجمعنا صفوفا للسلام على هلال الذي كان يسلم علينا ويداعبنا ويضحك معنا في مشهد أبوي إنساني بالغ الروعة.
عبد القادر هلال المعروف في الوسط الإعلامي بالسنحاني المحبوب كان المحافظ المتميز في إب وحضرموت ووزير الإدارة المحلية السابق وسيظل من الأشخاص القلائل الذين يشكلون استثناء في السلطة التي هي نافخة كير تحرق كل من يقترب منها ليدفع الجادين فيها من رصيدهم لكن رصيد الأستاذ عبد القادر هلال ما يزال كبيرا ولم تستنزفه حماقات السلطة ودسائس الشلة التي تحاول عمل ما يشبه الطوق حول الرئيس لتوغر صدره ضد أي جاد ومحترم.
هلال رجل الدولة الجاد ظل كبيرا على الإقصاء الذي واجهه بسبب جديته وحسه المسئول وصراحته وصدقه مع بلده وضميره فحينما كلف مع الدكتور باصرة بعمل تقريرا حول الأوضاع بالجنوب كان تقريره صادقا وصريحا وشفافا ويعالج المشكلات وبصدق وواقعية لدرجة أنه تم إخفاءه ولم يعمل به.
صدقوني لو كان مسئولينا مثل الأستاذ عبد القادر هلال لتغيرت الأمور للأفضل ولما كنا في هذا الحال الذي يصعب على الكافر الذي يعطي مسئولينا المنح والدعم ويحولونها لحساباتهم وينكرون.
لا خير فينا إذا تجاهلنا أمثال عبد القادر هلال ففي السلطة جادون وعقلاء يشعرونك بالأمان في مقابل شلة الرفاق الذين يحرجون الرئيس ويتجملون له بمتاعب هو غني عنها كما قال عنهم الأستاذ محمد الخامري في "إيلاف" والأستاذ فيصل مكرم في "الغد".
إن من نكبات الدهر ومصائب الزمان التي ابتلينا بها في اليمن تلك الحرب الذي يواجهها الجادون والمحترمون في السلطة والذين تهدم السلطة بساعات ما تبنيه جهودهم بسنوات ولكن يبدو أن هذه المصائب بدأت بوادر رحيلها في هذه المتغيرات الدولية وقدوم زمن الشعوب كما حدث في تونس ومصر.
وأحب أن أؤكد في الختام على أنني لا تربطني بالأستاذ عبد القادر هلال أي علاقة أو صلة سوى سلام عابر في مناسبات متفرقة ولكنني ما سمعت عنه من كافة الأطياف والأطراف من النخبة والعامة إلا خيرا ويستحيل أن يجمع الناس على رجل غير كبير.
سيظل الأستاذ عبد القادر هلال بإخلاصه وصدقه وتواضعه وحسه المسئول يمثل رجل الإجماع الوطني الذي فرض احترمه على الجميع ورقما صعباً وفاعلاً في الساحة السياسية اليوم وهذه كلمة حق نسجلها لله ثم للتأريخ وسجل يا تأريخ.