آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

فُوكوياما .. وتهافُت البلاطجة!

1
السِّياسةُ لفظٌ عام .
يبدأُ تعريفها بالمعنى الواسع الإنساني مِن تفاصيلِ إقامةِ دولةٍ ، وإدارتها ؛ وينتهي في ترتيبِ كتبك في مكتبةِ بيتك ، أوِ التقاطِ صورةٍ عائليةٍ في صُبْحِ يومٍ جميلٍ ، أو مناسبةٍ سعيدة ؛ أو إماطةِ الأذى عنِ الطَّريق ، أو كتابة قصيدةٍ ، أو قراءةِ سورةٍ من القرءآن أو حديثٍ مأثورٍ عنِ النبي !..
وهيَ القيامُ على الأمرِ بما يُصلحه .

ولا تقومُ السياسةُ ويصلحُ أمرها إلا بالعدل ، فما هو العدلُ ؟ .. فقولٌ على بدءٍ يختصمُ القومُ ويتجادلُ الناسُ حول تعريفه . وأرى البساطةَ في التناول - مجتهداً - أنَّ العدلَ هو الإحساسُ بالألمِ والمعاناةِ ، أو الإحساس بالرَّاحةِ والسَّعادة ، التي تعطي في النهايةِ للمرءِ دفقَ مُقاربةِ الحق ، الذي تتزنُ عندهُ الأمورُ والأشياء . ونحنُ حينَ نُقَيِّمُ الأشياءَ في حياتنا ، بين الحقِّ والباطلِ فهو في تفكير نسبي نؤولهُ بما يوافقُ ما نريد . ولا يتحققُ العدلُ والحقُّ ، إلا إذا رأينا نفسَ ذلكما الحقَّ والعدلَ الذي تظنناهُ لأنفسنا ، أنْ نَتَظَنَّنَهُ للآخرين ؛ وإلا فلتَ الحقُّ ، وفشلَ العدل .

2
... رُبَّما كان فرانسيس فُوكوياما - Francis Fukuyama - آخرُ فلاسفةِ التاريخ ، حيث يقفُ بتفرُّدٍ يستحقه . وفي نظريته التي طرحها في كتابه ( نهاية التاريخ ) - The End of History - والذي طُبعَ في 1989 قُبيلَ سقوطِ جدار برلين ؛ كانَ فيهِ قد أسَّسَ لنظريةٍ كاملة الزوايا والأركان في كيفيةِ التفكير المستقيمِ ، والتفسير السياسي السَّوي حولَ النظام العالمي الجديد ، الذي تشكَّلَ ونحنُ في غفلةٍ منه ، وكلبنا باسطٌ ذراعيه بالوصيد ؛ حين تساقطَ الوجهُ القديم للعالم ، ونحن ما زلنا مُسَروَلين به . حينَ سقطتْ أيدولوچيات ، وبقيتْ أيدولوچيات . ساعتئذٍ ؛ إنتصرتِ الحرياتُ والديمقراطيات التي إكتسحت العالم . وليس آخرها ثورات الربيع العربي !

ومرَّتِ السنوات سماناً عليهم ، وعجافاً علينا .
وما زلنا نعيش في عالمٍ فيه الديمقراطية ، والإزدهار ، والقانون ، والنظام يتوزع بغير تكافؤ .. حين يُصِرُّ السؤآلُ : لماذا عدم التكافؤ ؟!.. في كتابه الآخر ( جذور النظام السياسي ) - The origins of Political Order -يرى فُوكُويامَا أن الإجابةَ ليست في فلسفةِ الأشياء التي كانت محور جدلِ نظريته في ( نهاية التاريخ ) - وهو محورُ ما أريدُ أن أنقلَ مقتطفاتٍ منه - .. بلْ تكمنُ إجابة السؤآل في بساطة قرآءة التاريخ .

.. ومن خلالِ مروره على التاريخ ، إبتداءً من القرنِ الثالثِ قبلَ الميلاد مُعَرِّجَاً بمجادلاتِهِ ، ومُعَرِّضاً نقاشاته في حضاراته ، مستعرضاً إياها ، ليصلَ بنا إلى عصرنا هذا ، واضعاً يديه على خريطةِ العالمِ كلها ، من خلالِ مجادلاتٍ ، ونقاشاتٍ ، وافتراضاتٍ منطقية يصل في نظريته إلى ما أطلقَ عليه ' الدَّنَمْرَكَة ' The Denmarkness - أو ' الدَّمْرَكَة ' إنْ شئتَ قُلْ - والتي تعني ببساطة الوصولَ إلى فكرةِ الدنمارك ، كفكرةٍ تضعُ الإنسانَ النصبَ الأول التي تسعى الدُّوَلُ على تباينِ عملياتها السياسية لأحترامه ؛ من خلالِ خلقِ مجتمعٍ بواسطة ديناميكية ثلاثية الأضلاع هدفها خلَّاقٍ ، مُبدعٍ ، مستقرٍ ، مُسالمٍ ، مزدهرٍ ، صادقٍ ، شفافٍ ، صريحٍ ونزيه . تلك هي فكرةُ ( الدَّنَمْرَكَةِ ) لديه ؛ قبلَ أنْ يأتِ أحدٌ فيرميني في جهنم !
.. ولكن إسمعْ كيف يعاملُ فوكوياما هذه المُحَاوَرَةَ النظريةَ كقضيةٍ محوريةٍ ، ومنطقية للوصول بالمجتمع إلى ذلك التصور . والدِّيناميكية التي يراها فُوكُويامَا هي :
- هَيبَة الدولة .
- سيادة القانون . Rule of Law
- الحكومة المسؤولة . Accountable Government

3
والوُقوفُ على شُُرُفات العشرِ الأخيرةِ مِن حياةِ الرئيسِ ، وشرعيتهِ الدستوريةِ التي صَجَّجَنا بها وهو ما زالَ يبحثُ عن 'أمينة'.. هو وقوفٌ على المجهول .. وإنَّ في ذلكَ الوقوف موعظةً لذوي الألبابِ .
فمهْمَا فعلنا ، وأينما اتجهنا نحوَ اليومِ الموعود ؛ فإنَّ الأزماتِ فيه رقود . إنْ مشينا نحوها .. أزمة ؛ وإنْ توقفنا .. فهي أزمة !

.. إنَّ القارئَ للمشهدِ يدركُ وقاحةَ النتيجة ؛ فيمسك على رأسهِ خيفةً مِن ثعابينِ الثعبانِ الأكبر ، ورعباً مِن تهافتِ البلاطجةِ والشانيءِ الأبتر ، وأملاً تقفُ عليهِ فوهاتِ المدافِع .
المشهدُ غيرُ واضحةٍ ملامحه ! وفيه زيفٌ كبيرٌ يبعثُ في المراقبِ للمشهد قلقاً يجلده من كل ناحيةٍ حتى يتقيأُ يمناً مرتعشاً !

4
غيرُ شفَّاف .. وترتبكُ الأبصار في رؤيته .
تختلطُ فيهِ متناقضاتُ السَّاسَةِ بمبادرتهم ؛ والثُّوَّارُ بآمالهم ؛ والقبيلةُ بشقائها وثاراتها ؛ والعَسكرُ بجهلها وأَبْلَسَتها تشحنُ بنادقها خلفَ متاريسها بحثاً عن هدف شُرِّعَ لها استهدافه .. إنساناً ، أو شجرةً ، أو بقرةً ، أو بيتاً ؛ ودمُ المقتولِ يقفُ على عتباتِ العتابِ في شفةِ أُمٍّ ثكلتْ ، أو زوجةٍ تأرملتْ ، أو يتيمٍ زهقتْ في مقلتيهِ زهرةٌ ، وقضى براحتيهِ صباح ؛ وسكينُ القاتلِ ما زالتْ عابثةً ، غير آبِهَةٍ بوطنٍ يموتُ لمْ يبقَ فيه رمقٌ ، وناسُ الوطنِ يمدُّون أيديهم لوطنٍ يُلاطُ بهِ أمامَ شُهُودٍ جُنُبٍ ، غير مكترثين بالمشهدِ الحزينِ المؤلم لوطنٍ ينهارُ ، وتاريخٍ يسقط ، وأمَّةٍ تغرَّبتْ في أرضها شعوباً وقبائل لتقاتلوا بسيوفٍ عاجزةٍ مِنْ خشبٍ أو قشٍٍّ وطِينٍ ، على خيولٍ مِن وَرقٍ وكُدَمٍ وعجين ، ولا تفهمُ لأحدهم - مِن أحدهم - لُغَةً مِنْ حروفٍ ولفظٍ ورطين !

5
... ويظلُّ الإشكال - عند فُوكُويَامَا - مع ذلك ؛ أنَّ تلك الثلاثيةَ تبقى معقدةً ، وليس من السهل استيجادها في الواقع كموضوع ، وإنْ كان إستجرابها في الواقع سهلاً ، وغير ممتنعٍ ، وذلك لحاجة المجتمع لها كضرورةٍ تتيحُ لها الإستمرار .
فبينَ القبيلةِ القديمة ، والقبيلةِ الجديدة ، يقفُ التاريخُ ، ويقفُ الحل . أسطورةٌ غريبةٌ ، والبطلُ ما زال خارج الأسطول . إنَّ التاريخَ لا تدورُ حكاياه حول البطل ، أو قصة النصر؛ وإنما التاريخ هو حكايةُ نضالٍ مستمر ، وقصةُ كفاحٍ خالدٍ ، يدورُ كله حولَ سؤآلٍ واحد : " مَنْ نحنُ وماذا نريد " ؟!

وسياقاً على ذلك ؛ فإننا نرى كيفَ أنَّ ثوراتِ الربيعِ على نجاحها ، ووصولِ الديكتاتورُ إلى قتلهِ ، أو إلى سجنهِ ، أو إلى منفاه ، أو للتجميل ، ووصولِ أسهمِ الأحذيةِ في بورصةِ وجوهِ الرؤساء إلى مستوىً تاريخي مثير، لم تتحقق في اللحظة التالية على سقوطِ الصَّنمِ - طفرةً - المجتمعَ المدني الذي تنشدهُ ، والذي تسودهُ تلك العناصر المذكورة آنفاً ، لانتفاءِ وجودِ الميكانيكية الثلاثية المنتجة لتلك العناصر.

ويرى فرانسيس فوكوياما - Francis Fukuyama - عندَ قراءته لنهايةِ التاريخ ؛ أنَّ النُّخَبَ السياسيةَ خارجَ منظومةِ الغرب ، وخارجَ مصفوفاتِ دوائرِ الديمقراطيات العريقةِ فيه ، إذا أرادوا قيادةَ شعوبهم في إشراقٍ جلي ، وريادةَ اللحظة التاريخية بصدق ؛ فإنَّ عليهم السير باتجاهِ فكرةِ " الدَّنَمْرَكَة " - The Denmarkness - أي باتجاهِ الدولةِ الحديثةِ بإِنَاطةٍ العقلِ لا وساطَة النقل - لا الإتجاه إلى الأَيْرَنَة Iranness . وأنَّ عليهم أنْ يفهموا ، ويعوا ، ويستفيدوا من تجاربهم الذاتية ، المخبوءة في الماضي وفي تاريخهم الجميل ، واكتشافها باستقامةٍ ، وبدونِ تعسفٍ في تفسير التاريخ لمصالحهم في استمرار النظرية التآمرية ، والنظرية التبريرية ، ونظرية ( الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفُني ، والسيفُ والرمحُ لا القرطاسَ أو قلمُ ) ، ونظرية الأجداد المتفوقين - لإحفادٍ مُوَسِّحين ثغتْ حناجرهم من نداء الماضي المكَبَّل ، من خلال فهْمِ التاريخ وتصحيحه ، واستلهامِ المنظومة الحقيقة - في تاريخهم وتاريخ البشرية - لميكانيكية المصفوفات المكونة للعملية السياسية ، المحركة لذلك التاريخ Political Order ، التي عملتْ في السابق .

وهو يطرحُ جدالاً argument أنيقاً حول القضية السياسية الكامنة في توريث الحكم ، ودورانه ضمن الأسرة ، في مقاربةٍ لطيفةٍ أطلقَ عليها : (Depatrimonialization 'which simply means taking out kinship off politics ) '- أي إستبعاد فكرةِ التوريث في الحكم والعملية السياسية السياسية برُمَّتها . بل ويجادلُ بقوةٍ حولَ فرضيةِ أنَّ ال departrimonialization - أسقاطُ وهمِ التوريثِ والتبادلِ الأسري للمناصبِ في الدولةِ الجديدةِ - يعتبرُ الحجرُ الأساسُ والحجرُ الأولى في بناءِ المجتمعِ الحقِّ والفاضلِ ، المتمدنِ الفاصلِ بين القبيلةِ القديمةِ والقبيلةِ الحديثة ، والقابل بسلاسةٍ لعمليةِ التطور ، والتحرك ، من مرحلةٍ إلى أخرى ، ضمنَ ثلاثيةِ الدولةِ المدنية . هو لا يقصد بالدنمارك ' الدولة ' ؛ إنما هي ' الحالة' التي تمثلُ النتيجة الطبيعية للتطور بمعناه العام .

6
أبكي ..
فلا أجدُ في بكائي غير وطنٍ يتمزقُ تحتَ سنابكِ الأنانيةِ ، ومعاولِ النَّرجسيةِ ، وخناجرِ الحقدِ والكراهيةِ . وأنكفئُ على دمعي ، فلا أرَ في مائها سوى أُمَّةٍ تجتهدُ في عزمٍ غبيٍّ ، وتصميمٍ بليدٍ على كتابةِ أخرِ النشيدِ بحِبرٍ مِنْ بولها ، وتنشدُ غسلَ وجهها من بصاقها ، وتسطرُ ملامحَ الوهمِ في البناءِ بأسبابِ الغَباء ، وتحاولُ البقاءَ بهدم البئرِ وقطع السِّقَاء ، وتراودُ نفسها عن نفسها بالبنين والرَّفاءِ بممارسةِ البغاء ، ثم تدعو الله أنْ يجيبَ لها الدُّعاء !
هَزُلتِ العقولُ ، وضاعَ الآملُ والمأمول ، وسيطَ الحبلُ والمحبول ؛ ولكأني بأبي الطَّيِّب ( ... يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِنْ جَهْلِها الأُمَمُ ) يعنينا - ليس إلا - بما يقول .

7
.. إنَّ عمليةَ إسقاطِ النظام الفاسد الوراثي ، بالمعنى العام ، لِوَرَثَةِ صالح ؛ ليسَ في أسرته ، وأقاربه مِن أحمد ، وطارق ، ويحي ، وخالد ، ومسعد ، وأمين ، و' أمينة ' ، فحسب .. بل في منظومةِ الفسادِ كاملةً ، ومؤسسةِ الإفسادِ التي جذَّرها في زهاءِ ثلثِ قرن - من بركاني وجَنَدِي وصوفي وصوفي ومساوى وغير مساوى وبِنْ وَبِنْ .

هناك نوعٌ من التضليلِ للفهم ، والتظليلِ في الصورة ، في الخطابِ السياسي الترفيهي ، ونقائض الخطابِ السياسي التسفيهي ، حولَ إشكالية التوريث . والرَّئيسُ حينَ تركَ نظامَه .. لم يتركْهُ نظامُه. وذلك حقيقةً لا مجازاً ؛ فقد عفَى الناسَ عَفَّاشٌ - ليدخلهم في سكرةٍ قد لا تطول - من التوريثِ الصريحِ في التناوب على القصر الجمهوري ؛ ولكنهُ طرحَ نصفَ ما بجعبتهِ من الأفاعي في السُّوقِ الجديدِ من ثلثِ قرنٍ من الفسادِ - والنصف الآخر حينها يأتي على حين غرةٍ ؛ عندما تتهافتُ بقيةُ البلاطجة !
وما دامَ نظامهُ قائماً فسيعودُ متى شاءَ وتحتَ شرعيتين : شرعية الحادي والعشرين ، وشرعية البلاطجة والأربعين حرامي ؛ قضيةٌ منطقية : واحد زايد واحد يساوي إثنين . نقطة !

... إنَّ منظومتهُ في الفسادِ ، أكثرُ خطورةً منه ؛ وسيرجعُ متى أرادَ حين تحينُ الفرصةُ ؛ ما لم نتداركْ تهافتَهُ ، وتهافتَ بلاطجته معهُ ؛ بانتزاع منظومتهِ كاملةً .
نحنُ نحلمُ كثيراً ، فنسرفُ في ذلك حدَّ الحَرَام ! وماذا تفعلُ بضعةُ تفاحاتٍ في صندوقٍ مليءٍ بالعفن ؟ ..
فلا نكونُ كالنعام !
مَنْ يفقهُ ذلك .

والضرسُ المُسْوِس إذا لم يتم إقتلاعه ؛ فسيفسد بقيةَ الأسنان ! إنَّ الفسادَ المُزْمِنَ والمركَّبَ ، الذي أزمنتْ فيه أجهزةٌ لعينةٌ ، وشخصياتٌ ألعن ، في هذه التركة الثقيلة تتطلبُ الإسراع في القطع في أمره بلا ترددٍ ، أو تأجيلٍ ، أو خوف . والمعركةُ قائمةٌ بين نظريتين : نظريةِ فوكوياما في ' نهايةِ التاريخ' ، ونظريةِ الدكتور ياسين سعيد نعمان في ' بدايةِ التاريخ ' .
وسنرى ..
وإنَّ غداً لناظرهِ قريب !

8
فما هو المشهد ؟
فما بينَ تهافُتِ البلاطجةِ ، وتهافتِ التَّهافِتِ في المُعَافجة .. تتعقدُ فيه الأََزِمَّةُ ، ويبدو من الحادي والعشرين بعيراً أزمتانِ تُولدُ مِن أزمة . كيف ؟ .. فأزمةٌ تقعُ بينَ مناورةِ ورقةِ التُّوتِ الأخيرةِ ، في قلبِ الأوراقِ على يدِ الأبناءِ وأبناءِ العم .. قُبَيل الإنتخاب ؛ حينَ تتشظَّى القبائلُ والأنساب ، ويشربُ كأسَ الوطنِ دَعَارةُ الأنخاب ؛ ويذهبُ كلُّ قومٍ بما لديهم فَرِحينَ ؛ نشوةً ، لا حديثَ لهم سوى بما يمليهِ الفيدُ بالأنياب !

والثانيةُ تقعُ فيما لو قُدِّرَ لنا ، ومررنا مِنْ عنقِ الزجاجةِ بعد شُرفات الحادي والعشرين بعيراً فإنَّا نكون كمن ألبسَ القاتلَ شرعيةً دستوريةً حقيقيةً جديدةًً ، ومنحنا المقتولَ العقابَ ، والقاتلََ خيرَ الثواب ؛ ونكون قد شرَّعنا للنظامِ السابقِ ، دوراً مدستراً يطرحُنا تحتَ إهابهِ فيهِ ، وبالدُّستور ، وبالزيتونِ ، وبالشرعيةِ الجديدةِ ، فاكهةً لذيذةً ما لذَّ وطاب ؛ ويقيمُ الصَّلاةَ - إِماماً - ونحنُ نؤمِّنُ وراءه نلهجُ بالدَّعاء المستجاب .
" آمين " !

9
وتلك ميزةٌ فريدةٌ في تصنيفِ الثورات .
إما ثورةٌ صحيحة ..
وإما ثورةٌ خاطئة ..
وإما ثورةٌ على الطريقة اليمنية !
نحنُ قومٌ نكررُ أنفسنا منذُ ثلاثةِ ألفِ عام ؛
فلا بنينا السدَّ ..
ولا مسكنا الفأرَ ..
ولا تزوَّجَ أحدُنا بلقيس !

وسامحونا !

زر الذهاب إلى الأعلى