أرشيف الرأي

«اللي لا يعجبه الحوار، الباب أمامه»‏

‏لا أحبذ أن أردد ما يقوله الآخرون ولكن أعجبتني عبارة الرئيس عبد ربه منصور هادي هذا اليوم ‏فاستخدمتها عنواناً لهذه المقالة.‏

يبدو أن أوبريت الحوار "يوم القلوب" بمعانيه الرائعة والجميلة التي قدمها أطفال اليمن لم يصل ‏لبعض من حضر الجلسة الإفتتاحية وظلت تسيطر عليه الأفكار الفوضوية التي جاء من أجلها ولم ‏يستطع أن ينتظر حتى تنتهي الجلسة الإفتتاحية وبعدها يمارس هويته المفضلة في إفتعال الفوضى ‏والتخريب لكل شيء جميل في هذا البلد الجميل.‏

كان رد الرئيس عبد ربه منصور هادي حاسم في توجيه رسالة واضحة مفادها أن: "اللي لا يعجبه ‏الحوار، الباب أمامه ." نحترم من اعترض على آليات اختيار المتحاورين أو بعض الأمور الفنية أو ‏أي شيء آخر وقدم استقالته أو علق مشاركته، ولككنا لا نحترم أولئك الذين أتوا إلى مؤتمر الحوار ‏لينفذوا أجندات خفافيش الظلام ولا يستطيعون أن يروا اليمن تخرج من عنق الزجاجة ومن العصور ‏المظلمة.‏

مازال خفافيش الظلام وكبيرهم الذي علمهم السحر يحلمون بالعودة باليمن إلى الماضي ليستمروا ‏في غيهم وفسادهم وفوضاهم. يجب أن يعرف هؤلاء الحمقى أن عجلت التغيير قد انطلقت ولن يستطيع ‏الصغار وأصحاب المشاريع الصغيرة الضيقة أن يُعيدوها إلى الوراء حتى وإن تمكنوا في عرقلتها ‏لبعض الوقت.‏

إذاً على هؤلاء المرجفون في الأرض أن يعوا ذلك ويحاولوا أن ينسوا الماضي وأهله ورواده ‏الأشرار وأن ينظروا إلى الأمام ويحاولوا المساهمة الفاعلة في بناء اليمن الجديد من أجل أن يتصالح ‏الشعب اليمني معهم ويصفح ويغفر لهم كل ما قاموا به في الماضي من تدمير لليمن من أجل تحقيق ‏مصالح ضيقة وشخصية.‏

اليمن بحاجة إلى كل أبنائه لبناء يمن 11 فبراير 2011 الذي بدأ يخطو خطوات هامة في سبيل ‏تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي ظلت طريقها خلال الأربعة العقود الماضية، وعلينا جميعاً ‏صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً أن لا ندع مجالاً لخفافيش الظلام أن ينحرفوا ‏بمسار هذا الحوار الذي قد يفضي إلى يمن جديد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ويحقق على الأقل ‏بعض من الأحلام التي ظللنا نحلم بها منذ فجر ثورة سبتمبر وأكتوبر.‏

باختصار شديد، "اللي لا يعجبه الحوار، الباب أمامه" وعليه ترك من لديه الرغبة والنية الصادقة ‏في الحوار الجاد للوصول باليمن إلى بر الأمان بدلاً من إحداث الفوضى والبلبلة لتحقيق مآرب لا تخدم ‏اليمني البسيط الذي يعلق آمالاً وأحلاماً كبيرة على خطوة الحوار المفصلية هذه في التسوية السياسية ‏التي اختارت اليمن السير فيه. والله من وراء القصد.‏

زر الذهاب إلى الأعلى