لقد بدأت اكتب الكلمات والفكر شارد إلاإنني لملمت أفكاري وعادت بي الذكريات بحلوها ومرها وبدت لي أسئلة كثيرة لكنني لخصت منها سؤالاً مهما عن معاناة شعب بأكمله ولأهمية السؤال وضعت كلمات صادقة مجردة من أي انتمائات حزبية أو قبلية أو مناطقية أو طائفية وبعيد عن أي مصلحة ذاتية عندها وضعت سؤالي الوحدة غاية أم وسيلة ؟!..
ولم أكن اقصد بها وحدة الشعب لان الشعب كان تواقاً ليرى أرضة موحدة لأنه كان هذا هدفه الحقيقي، ونشيده الذي يردده صباحاً ومساء، ودليل على صحة ما اقوله هو صبره على تحمل ماتعجز عن حملة الجبال خلال المراحل التي يمر بها عبر السنوات التي مضت علية في قهر وذل من الذين لايعرفون عن الوحدة شيئاً غير اسماً يرددونه في المناسبات، وكذلك وحدة تقاسم المصالح والمناصب، وما تفرضه عليهم سياسة الآخرين متناسيين ماذا تعني الوحدة للشعب اليمني بشطريه؟؟.
لقد كان ينتظر منهم الآمن والاستقرار، ويتطلع إلى حياةٍ كريمة تُصان فيها حقوقه وكرامته، وينعم بخيرات وطنه الموحد الذي يتسع للجميع، ويتساوى فيه كل أبناء اليمن في ظل وجود دولة تحمي الضعيف من بطش وجشع الأقوياء الذين يروا الفقراء والضعفاء مجرد عبيداً لا حول لهم ولا قوة، وهذا دليل على غياب العدل والمساواة الذي هو أساس الدولة، بل أنهم نسوا قول سيدنا عمر رضي الله عنه لعمرو بن العاص (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ) ظناً منهم إن الحال سيستمر على ماهو عليه.
وهذا جعلهم يتمادون في غيهم حتى أنهم لم يتركوا لأنفسهم فرصة يسألون ماذا يريد هذا الشعب؟!. وهذا لايعني أننا نحمل طرف واحد ماحدث لأنهم جميعاً شركاء في مآسي أبناء اليمن كما كانوا شركاء في رفع علم الوحدة اليمنية في عدن الباسلة ثغر اليمن الباسم وما أجمل ذلك اليوم في نفوس الصادقين الشرفاء الذين لم يجدوا وسيلة يعبروا فيها عن مشاعرهم وفرحتهم غير الدموع وهي اصدق تعبير للذين كانت الوحدة بالنسبة لهم غاية وليست مجرد وسيلة وما أكثر العيون التي دمعت في ذلك اليوم .
إلاأن هناك عيونا كانت تنظر إلى مابعد ذلك اليوم بنظرة قاصرة واتخذت من الوحدة وسيلة لاغاية منشودة كما كانت أملا لهذا الشعب العظيم لذلك يجب الاستفادة من ماحدث في تلك المرحلة وعدم الانجرار وراء السياسات العقيمة التي تركتنا نعيش في دوامة إلى أن جاء الحوار الوطني، وللاستفادة نقول هل الإقصاء والتهميش وعدم الاعتراف بالأخر يخرج اليمن إلى بر الآمان أم يعيدنا إلى تلك الدوامة ؟؟
هذا يجعلني أؤكد بل واجزم في قولي أن أي سياسة إذا لم تُبنى على أسس علمية تواكب العصر ويكون أساسها مطلب الشعب اليمني وطموحاته ستعيدنا إلى أخطاء الماضي وقد تكون اسوأ لأن الوضع لم يعد يحتمل .
وأخيراً كلمة وفاء نكتبها إلى أولئك الشرفاء الذين دمعت أعينهم في ذلك اليوم ونترحم على الذين تركوا هذه الدنيا وانتقلوا إلى جوار ربهم بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال والمبادئ والقيم والأخلاق التي ستخلد ذكراهم إلى الأبد.
ختاماً (من المؤمنين رجالاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم.