يجب ان لا نتفاءل بالتدخل الأمريكي الاوروبي على سوريا لانه من خلال التجارب هذه الدول لا تهمها الدماء ولا حقوق الانسان والديمقراطية في الوطن العربي بقدر مايهمها مصالحها واستغلال ثروات الشعوب ، وأعمالهم الإجرامية التي يقومون بها والتي يكون ظاهرها رحمة وباطنها عذاب شديد يقع على الشعوب التي تدعي نصرتهم ، لأن الاخلاق عندهم هي عبارة عن شعارات ترفعها وفي كل تصرفاتها تنطلق من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، انظروا إلى آثار تدخلهم العسكري في العراق وكيف كانت نتائجه الكارثية التي تعاني منه العراق حتى اليوم وستستمر في المعاناة إلى مالا نهاية ، راح ضحية هذا التدخل مآت الآلاف من القتلى العراقيين الابرياء وإضعاف مضاعفة من اعداد القتلى معوقين ومشوهين ، ولوثت البيئة التي أثرت على النبات والحيوان والانسان ، وتأثر الأجنة في بطون الامهات ، ولا زالت الحوامل يلدن اطفالا مشوهين ، بل انهم أثاروا كل النعرات الطائفية والقوميات.
ان الحالة التي وصلت اليها امتنا العربية كانت بسبب حكامنا الذين لا يحترمون آدمية الانسان بحدها الادنى ، عبثوا بالثروات وداسوا الكرامات وكمموا الافواه وقمعوا الحريات وجوعوا شعوبهم رغم وجود الثروات ، وبالمقابل ارتهنوا لاعداء الامة وأخلصوا لهم الولاءات ، اعتقادا منهم ان عرشهم ستكون مؤمنة طالما وقد ضمنوا جانب هذه الدول الاستعمارية بإخلاصم بالعمالة في كل المجالات.. متناسين إرادة الشوب ولم يضعوا لغضبها اي احتمالات ، وفي لحظة حاسمة انطلقت براكين الثورات المعبرة عن إرادة الامة التي لا تستسلم للانكسارات ، فزلزلت عروشهم فمنهم من سقط كلمح البصر ومنهم من حاول مقاومة هذا البركان فسفك وقتل ومارس كل الدناءات ، ظنا منه ان ذلك سيعصمه من السقوط ولكن ذلك الجبروت لم يغن عنهم شيئا وكانت نهايتهم شر النهايات ، فما بكت عليهم السماء والارض ولعنوا بكل الديانات.
منذ سنوات وسوريا تعيش جحيما مستمرا في كل الاوقات ، وسقط القتلى الأبرياء بمئات الآلاف واستخدمت مختلف الاسلحة الفتاكة على مرأى ومسمع كل العالم ورصدته الاقمار الصناعية وسائر المنظمات ، وتبادلت الدول العظمى الادوار أمريكا وحلفاؤها ضد النظام وروسيا وإيران مع كل القتل والغارات ، فهذا يشجع الثوار وذاك يدعم النظام بكل الامكانت ، ولا شك ان هدف الجميع ضرب البنية التحتية في سوريا وكل القدرات ، ولا ترغب في انتصار الثورة ولا الوصول لأي حل يحفظ سوريا من الكوارث والدمار الشامل الذي وصلت اليه اليوم في كل الأزقة والحارات.
أمريكا وحلفاؤها وروسيا واصدقاؤها كل طرف منهم نفذ الدور الذي رسم له و في النهاية اتفقوا على ان تقوم أمريكا وحلفاؤها بضرب ماتبقى من القدرة العسكرية السورية حتى لا يرثها الثوار وربما تختم ضربتها بضرب مواقع الثوار لتقضي على القدرات خدمة لإسرائيل وتأمينها من المخاطر وأي احتمالات ، وفي النهاية ستصدر روسيا بيانا يدين الضربة الأمريكة وكل الغارات.
عضو مجلس النواب