شعر وأدب

أحلام الشهداء

قل للمليحة هذه آلائي
أنا شاعرٌ .. ما هكذا إغوائي

مجنونة النهدين لا تغري فمي
أنا عاشقٌ أقوى من الإغراءِ

وكشفتِ عن ساقيكِ في كتب الهوى
وأنا الذي كل الحروف نسائي

شيماء أغنيتي .. نسيبة عالمي
عفراء صومعتي .. عبير هوائي

أحلام تعزفني وليلى تدّعي
وصلي ، وهند تغار من لمياءِ

لكنني ياحب جرحٌ زاهدٌ
هذا الجنون العاطفيُّ بكائي

طفلٌ بمدرسة السلامة عاثرٌ
وطنٌ ضعيف الخطّ والإملاءِ

مانمتُ يا أمي أفكر في أبي
ما للشهيد عن الأحبة نائي

مانمت يا أمي أفكر فيكِ يا
نصف السرير الجرح كل مساءِ

أغداً يعود أبي إليكِ محمّلاً
بالورد مثل بقيةِ الآباءِ

أغداً يعود ؟ بكى ..
لتضحك أمّهُ
سيعود ياولدي .. تعال ورائي ..

أخذتهُ للألعاب .. أخرج صورةً
من قلبهِ لأبيهِ .. يا لعنائي

ما نمتُ يا امي ، وأعلم يا أبي
أن الشهيد طهارة الأشياءِ

سيعود يا أمي بلاداً جنّةً
أحلى ،
إذا جاءتْ تكون عزائي

قالا معا سيعود ..
قلت لعلّهُ ...
ونزفتُ شعراً والشهيد إزائي

سأقول للكلمات إن ضحكتْ دماً
ما أجمل الكلمات بالشهداءِ

قالوا : ليَ الشهداء أن قصيدةً
في الحب أعلى من دمِ الشعراءِ

قالوا : بأنّ قصيدةً في فندقٍ
كرصاصةٍ من بندق الأعداءِ

ما قلتُ : للشهداء .. أعلم أنهم
أدرى بما يجري من الأحياءِ

كتبوا غداً أنثى على أبوابنا
لا تغلقوا الأبواب يا أبنائي

سقطوا إلى الأعلى ..
سقطنا في الأسى
عامين ..
نركض في المدى العشوائي

لم أقرأِ الدنيا .. قرأتُ وصيةً
فوق الرصيف تبيع جوع الماءِ

سأقول للشهداء تحت ثيابنا
أن السفاح خيانة الشهداءِ

سأقول للشهداء أن رفاقهم
في الغرفة الادنى من الأخطاءِ

يتبتّلون إلى البلاد طهارةً
ويمارسون الجنس بالإيحاءِ

يزنون بالأحلام عند صلاتهم
ويخنثون الفجر بالظلماءِ

يتبركون بقحبةٍ نجديّةٍ
ويباركون خطيئة الصحراءِ

فإذا بكتْ تفاحةٌ عذريّةٌ
يستغفرون برعشة استمناءِ

يارب " موفمبيق " هذا ربنا
في شارع الذكرى بلا أسماءِ

لا أعبد المبعوث أو أتباعهُ
قلبي يصلي الفجر للأشلاءِ

في جولة الشهداء أشرف كعبةٍ
مرّ الوفاق بها على استحياءِ

كفروا .. وما كفرتْ دموع يتيمةٍ
وطنيّةٍ ، تدعو على العملاءِ

سأقول للشهداء ما قالوا لنا
إما الكرامة أو أموت فدائي

الله أجمل .. لا تكف شموعنا
نزفاً .. ليجرِ الله بين دمائي

الله أجمل .. حين قال لإمّنا
كم أنت " طيبةٌ " فيا لرجائي

الله أكرم .. حين جاء يزورنا
أحيى نساء الضوء بالفقراءِ

واليوم يسعى المعتمون كما نرى
ويحاولون كما جرى إطفائي

يتوحمون الطائفية مثلما
تتوحم الحمقاء جار شقاءِ

يا أنبياء الموت أي رسالةٍ
تغتال نور الله في أحشائي

يا نطفة الشيطان إن دموعنا
حبلى بصبحٍ باذخ الأضواءِ

أتذكر الشهداء .. قالوا مرةً
ما أجمل الدنيا بلا استثناءِ

روحان في جسدٍ بقلبٍ واحدٍ
يا " حاء " ماذا انت ؟
دون " الباءِ "

قَطْع الجنوب عن الشمال جنايةٌ
خطأ الشمال على الجنوب جنائي

السيد الأعلى شهيدٌ راحلٌ
والسيد الأنقى شهيدٌ رائي

ملح القبيلة فاسدٌ
ياسكّر المدنيّة الخضراء
أنت دوائي

لا حكم إلا للمحبة بيننا
لا ربّ إلا العدل تحت سمائي

سأقول للشهداء كل رصاصةٍ
" سلميّةً " والحرب للجبناءِ

سأقول للشهداء كل خيانةٍ
في الجرح عاصمةٌ من الشرفاءِ

سأقول للشهداءِ كل تشطّرٍ
أنا واحدٌ كالقلب في الأعضاءِ

سأقول للشهداء كل يتيمةٍ
أمي أنا وأبي شموخ إبائي

سأقول للشهداء آخر دمعةٍ
لا بد أن تجري عيون الماءِ

وطناً كحلم الأمس ..
أبيض كالذي في القلب ..
كالأطفال .. كالشهداءِ

زر الذهاب إلى الأعلى