من الأرشيف

تطورات كشفت المأساة والحاجة لتقارب لإنقاذ اليمن

ما جرى في الفترات الأخيرة من استمرار تدمير الجيش والأمن وقتل للجنود والضباط من ‏الجيش والأمن على الجماعات الإرهابية في الجنوب وإنهاك الجيش بحروب العصابات ‏وخذلان الجيش في المناطق الشمالية وذلك تمهيداً لتحقيق أهداف وأطماع بعض القياديين ‏الفاشلين في الدولة والأحزاب. ‏

هؤلاء الأشخاص لم يراقبوا الله وقدموا مصالحهم وحرصهم على الدنيا والمناصب ولو كان ‏ذلك على جماجم ودماء الشهداء من رجالات الجيش والأمن الأبرياء الذين لا ذنب لهم، ودمائهم ‏لم تحرك مشاعر الرحمة والإحساس بهؤلاء وأسرهم وأيتامهم، ولم تحرك مشاعرهم اللاجئين ‏والأرامل والجوع ولا قرارات المنظمات الإنسانية وتقاريرها المخيفة والتي لم تصل لآذان ‏المسؤولين ورجال الأحزاب باليمن والذين طبعاً هم خارج التغطية وهم يعيشوا في أبراج ‏عالية. ‏

هؤلاء الذين أجهضوا ثورة الشباب وأعادوا الوضع السابق من الشباك بعد مرحلة تجميل ‏وعملوا أسوأ من الوضع السابق وهربوا من المشكلة إلى قضايا بعيدة من الحوار المسمى ‏بحوار الطرشان وكأنهم من أمريكا الجنوبية أو كوريا جاءوا ليناقشوا أوضاع اليمن فالحل ‏عندهم بالأقاليم وهي مغالطات مكشوفة. ما جرى من نتائج كشف الحقائق ووجه صفارة إنذار ‏للعقلاء إذا بقي في اليمن رجال يسمعوا ويخافوا على بلادهم. فضيحة عمران كشفت المستور.‏

‏ لقد تحدثت أنا وغيري عن الخطر الإيراني في اليمن ولم يرق ذلك للكثير ووجه بالمعارضة ‏والاستنكار من الكثير والغريب أن عدد من قادة الإصلاح والمؤتمر قد ساعدوا في تمدد الحوثي ‏من خلال رفضهم الحديث عن التدخل الإيراني في اليمن، سمح الإصلاح ومعه اللقاء المشترك ‏بإشراك الحوثيين في الاعتصامات وإعطائهم شهادة الوطنية، وشارك الإصلاح قادة الحوثيين ‏الكبار حسن زيد ومحمد عبد الملك المتوكل في اللقاء المشترك، ودعمهم المؤتمر بالسلاح والمال ‏كيداً في غيره من الخصوم وهو يعرف أنهم أعداء للجميع، ولكن هؤلاء جميع وقعوا في خطأ ‏كبير، وظل الإصلاح يتهرب من مسئوليته، وظل المؤتمر يسعى للزج بالإصلاح في حرب ‏انتحارية مع الحوثيين، والدولة تريد أن تصفي حسابات بين القيادات العسكرية وتصفية ‏الحسابات على حساب الوطن. صراعات نفوذ والتفريط بسيادة الوطن ووحدته، والمبعوثون ‏والسفراء الدوليون يسافرون ويعودون دون أن نصل إلى نتيجة، واستمرار تدهور الأوضاع. ‏ظنت الدولة والمؤتمر والمشترك أن سقوط شيوخ آل الأحمر والقضاء عليهم وكذلك المعارك ‏والمهاترات هي الحل وتقاسم السلطة المهترئة في بلد اقتصاده منهار وأمنه في خطر وهش. ‏كان الواجب على الجميع مهما اختلفوا أن ينفقوا على سيادة الدولة وعدم التفريط بالأمن ‏ورفض الجماعات المسلحة. الآن الامتيازات والمصالح جعلت هؤلاء جميع يفرطوا بالبلاد ‏حفاظاً على مصالحهم الشخصية.‏

سخر المؤتمر إعلامه وإمكانياته للانتقام والتشهير بالإصلاح وغيره والانتقام وإضعاف ‏الدولة ووضع المعوقات أمام الرئيس ورئيس الوزراء حتى يستطيعوا العودة منتصرين، وظل ‏الإصلاح يصارع مع إعلامه ضد علي عبد الله صالح والشخصنة منتاسياً الأفاعي التي يعمل ‏معها في المشترك من مؤسسي ومنظري التحرك الإيراني ولم يوعوا الشباب ولم يتحركوا أمام ‏الخطر العظيم وهو احتلال إيران لليمن. الدولة والمشترك والمؤتمر ظلوا في صراع وخرجوا ‏عن دائرة المعركة الحقيقية، ففوجئوا بحرب في الجوف وهمدان وأرحب وغيرها ووصولاً ‏بعمران، وتخلت الدولة عن جيشها لصالح العصابات المسلحة وتخلت عن معسكراتها في ‏حضرموت وأبين ولحج والضالع وغيرها لصالح الجماعات الإرهابية.‏

ماذا جرى في اليمن وبعد سقوط عمران وجدنا الإصلاح يغازل المؤتمر وهذا تخبط غريب ‏يدل على الإفلاس وهزيمة منكرة محزنة للجميع، وكذلك المؤتمر وغيره وسكوت شيوخ ‏القبائل. نعم الكل يؤيد تحالف الجميع أمام الخطر ولكن ما هي الخطوات الصادقة وخطة العمل ‏لاسترداد الوطن المسلوب وإعادة سيادة الدولة وحماية المواطن.‏

على الجميع أن يتحلى بالشجاعة ويقرروا مرحلة تقييم للأخطاء ومن أكبر الأخطاء وجود ‏عناصر في المؤتمر والإصلاح والدولة ليست على مستوى القيادة، وأتمنى أن يعيد الأخ ‏الرئيس النظر في القيادات والأشخاص الذين لا خبرة لهم، وأن يجمع الأطراف للحفاظ على ‏سيادة البلاد ومنع الجماعات المسلحة، وأن يقرر الإصلاح أن يختار القيادات ذات الخبرة وأن ‏يعيد النظر في سياسته السابقة والإقصاء للعناصر ذات الخبرة بدلاً من التحالف مع أعداء ‏الوطن فغريب أن ينفتح مع هؤلاء ولا يمد يديه لرجال صادقين لخدمة البلاد، وعجيب أمر ‏المؤتمر وسياسة التشهير واستخدام الأموال والإمكانيات لتمزيق البلاد وتدميرها، فاليمن ملك ‏للشعب ولا يجوز لمخلص ينتمي لهذا البلد أن يتحالف مع أعداء اليمن ويقود البلاد للانهيار ‏والحرب الأهلية. شيء مخيف أن يقرر المؤتمر أن ما يجري في عمران وهمدان صراع بين ‏الإصلاح أو علي محسن والحوثيين هذه صفحة سوداء في تاريخ حزب المؤتمر.‏

ونقول للجميع أصحوا واستيقظوا لم تحكموا لن تنالوا شيئاً لن يعطوكم شيئاً. سيحكم الجنوب ‏أنصار الشريعة بأوامر من طهران، وسيحكم الشمال من الحوثيين ومن ورائهم من الأحزاب ‏الشيعية من إيران. واسمعوا جيداً لما قاله روحاني وجواد ظريف أن اليمن ورقة إيرانية وهو ‏يبد إيران، والحل عن طريقهم. وهل يدرك أو يسمع المؤتمر والإصلاح والدولة أن الذي ‏يحارب بصعدة وعمران وهمدان وأبين والجوف وحضرموت وشبوة، مهما اختلفت لافتاتهم .. ‏حوثي، أنصار شريعة، جراك.. كلها أرجوازات وواجهات إيرانية وأن الذي يحارب إيران.‏

وهل تدرك دول الخليج وصاحبة المبادرة أن الحرب في اليمن حرب إيرانية ضد الجزيرة ‏العربية كلها. اليمن أصبحت للأسف ولاية إيرانية. فليتوقف العبث ولابد من تحالف يقوم على ‏أساس الوطن فقط وسيادة الدولة ونزع السلاح. ويجب دعم عربي لإنقاذ اليمن من الانهيار، ‏ومؤتمر مصالحة وتحالف وتحرير الأراضي اليمنية من المحتل الإيراني بخبراته والمرتزقة ‏اليمنيين.‏

زر الذهاب إلى الأعلى