من الأرشيف

اليمن والمغامرة الخاسرة

تصاعد الأحداث في اليمن والحرب التي سيدفع ثمنها الناس المواطنين الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة لأن هناك ساسة كبار وأصحاب أجندات دمروا البلاد ودمروا قدراتها وأرادوا أن يحققوا أمجادهم على حساب وطنهم.

الحوثيين الذين يديرهم قادة حاقدون من الساسة المسمين الهاشميين الذين يريدون المجد باسم الامامة وعودتها والتمييز العنصري، فإن اليمن ملكهم هؤلاء كانوا وزراء ولهم امتيازات ولكنهم لم يكتفوا بذلك ومصممين على أن الناس عبيد وهم سادة، ولا يحق للناس أن يعيشوا إلا عبيد وخدم لهم، والحكم لهم فقط بأمر إلهي.

دفعوا بهؤلاء المغامرين والجهال الطائشين إلى معركة الموت والدمار وأدخلوا إيران بشرها وحقدها، وهي كإبليس والنار تحرق ما أمامها وما خلفها. الشعب اليمني عاش مسالما وأخوة لا فرق بينهم، والان هناك برنامج لجر البلاد للحرب الطائفية والعرقية رغما عنهم. إيران أرادت أن تقوم بهذا الدور، فهي تدفع للحقد والفكر الطائفي وتعميق ونشر الأفكار الطائفية لدى الحوثيين.

وعندما تجد أن هؤلاء لم يفلحوا في جر المناطق الزيدية وبعض ممن لهم ينخرطوا في العمل المسلح قررت تفجير المساجد وتدمير المدارس، واستخدمت الجيش اليمني لهذه المهمة بالأموال وجهد الأطفال من أقرباء الرئيس السابق.

هذه إيران تتبنى الحرب لدى عصابات في الجنوب تقتل ونبهت أبناء الشمال لجعل الكرة بين هؤلاء، وتدفع بأنصار الشريعة لقتل الجنود..... وهي دولة عندها قدرة وتجربة في العراق وسوريا في بث الإرهاب والتمزيق وتفتيت الشعوب الإسلامية. ما يجري في اليمن يهدد المنطقة ويثير الفتنة ويضر باستقرار المنطقة وأبعاده كثيرة تخدم مصالح إسرائيل والقوى الكبرى وشركات الأسلحة وأصحاب المافيا. للأسف العرب لم يدرسوا الأوضاع والقادة اليمنيين يلعبوا بالنار.

الرئيس السابق أراد الانتقال وأدخل البلاد في نار الحرب التي هو سيكون ضحيتها ولن يفلح لأن الله سينتقم للضعفاء والضحايا ودماء المسلمين التي تهدر. والرئيس الشرعي يتخبط وسكت عن جرائم الحوثيين والجيش اليمني في عمران وصعده وصنعاء والحديدة، وهو لا زال يتخبط. ورجال القبائل لم يستيقظوا إلا متأخرين والأحزاب، وبسرعة فائقة سقطت المدن وضاع الأمن وظهر الإرهاب، ويطل علينا هؤلاء الصبية المغامرين المدفوعين من قيادات معروفة وبتفاهم مع النظام السابق الذي حاربهم وأصبح حليف اليوم وحقق لهم ولإيران ما لم تحلم به، خرب بهم اليمن وخرب بهم اقتصادها. شعب فقير ودولة فقيرة دمر خدماتها وحولوها للجوع والفقر والبطالة، ودمروا الخدمات وفككوا الدولة وأهانوا رجالات البلاد وحصل ما لم يخطر على بال ما لم يحصل في تاريخ اليمن من تفجير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن في أرحب وهمدان واغيرها.

واليوم يكتسح الجيش ومعه مليشيات إجرامية بشعة تربت على الإرهاب على أيدي الروس والعراق وسوريا وحزب الله لقمع الشعب واقتحام المناطق السنية، ويدعي كذبا وزورا هؤلاء أنهم الشعب وانهم جاءوا لحريته وخصومهم دواعش، وهي لعبة سخيفة أصبحت لعبتهم مكشوفة من سيصدقهم، العالم اليوم يرى كل شيء أمامه يرى الإعلام والصور والأحداث تنقل في دقائق، الاحتلال لمناطق تعز والحديدة واب أمر إجرامي وعنصري مرفوض وسيواجه بمقاومة، فالناس لن تنطلي عليها خطابات حماسية وحركات أصبع وهمجية الناس عرفت اللعبة والحوثيين وأسيادهم في صنعاء وطهران وبغداد ودمشق والضاحية أضحوا مكشوفين ومكروهين من الشعب الذي صنف ذلك بالاحتلال، آن الأوان للناس أن يجمعوا شملهم ويقاوموا.

اليمن هو الخاسر والمراهنة على إمبراطورية في المنطقة والتمدد الفارسي حلم مجنون لا يقوم على الحقائق، وكما قال وزير خارجية قطر إن دول المجلس لديها من الإمكانيات ما يحمي سيادة المنطقة. وإنما هم يتألمون لليمن. اللعب بورقة الحرب في المنطقة نار ستحرق أصحابها، فدول المنطقة لديها قوة موحدة، وهي قادرة على حماية نفسها وهي متماسكة، ومؤيدة برب العالمين.

هؤلاء اسعدوا شعوبهم وحققوا الكثير من الخدمات وبرامج التنمية وشعوبهم تقف معهم، ومن جهل هؤلاء انهم لا يعرفوا أن الابتزاز لا مكان له لأن الناس اليوم أصبحت واعية والعالم أصبح قرية ودول مجلس التعاون اليوم أصبحت أقوى الدول من حيث النمية والقفر إلى الأمام ببرامج التعليم والخدمات، كما أن لديها قوى ليست بتلك الهشاشة التي توجد في بعض هذه الدول، وهي ليست ضعيفة لأن حكامها استطاعوا أن يجعلوا شعوبهم بأمان وسعادة وأبوابهم مفتوحه لمواطنين، ولا يؤمنوا بالعنصرية ولا يتاجروا بالشعارات كما تفعل إيران والأنظمة الموالية لها. وحكام هذه الدول عقلاء لا يريدوا كعادتهم منذ زمن الانجرار للمهاترات والاستفزاز، فهم أذكى وأعقل أكثر مما يتصور هؤلاء الحمقى الذين يجروا ببلادهم للشر .

دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تسعى بكل جهد لاستقرار اليمن وتتعاطف معه وترفض المساس بسيادته واستقراره وتبذل الجهود للسلام، ويشهد الله فإن هذه الدولة وقفت إلى جانب اليمن في أشد الظروف، ولديها سفير موفق يبذل جهد كبير في استقرار ومساعدة اليمن للعودة إلى سيادة الدولة واستقرارها ونموها وفق الشرعية الدستورية، وهي سياسة معظم دول مجلس التعاون.

ولذا فإن المهاترات والتشنجات والتهريج الذي يمارسه الحوثي لفرض أمر واقع وتهديد أمن واستقرار المنطقة لا يلقى له بال، وهؤلاء الناس جبال لا يهزها رمل يطير مع الرياح، ومستواهم لا يسمح لهم بالنزول إلى هذا المستوى، والحوثي ومن معه لن تنفعهم إيران وهي تستخدمهم كما يستخدمهم تجار الحروب وهم مثل الشيطان إذا قال للإنسان أكفر، ما يعمله هؤلاء وللأسف قادة الجيش المعينين بحسب الطائفية تجعل الشعب ضد الجيش الذي كان يعتز به، كان المأمول من الجيش والأمن اليمني أن لا يقع في فخ الحرب الأهلية وقمع الشعب وتمزيق اليمن، هذه القوة هي للدفاع عن سيادة اليمن وسلامتها كان بدعم دول مجلس التعاون في صفقات الأسلحة ولن تجد من يدعمها في حال دمار واستنزاف الجيش والأمن مما يجعل اليمن ضعيفة أمام أي خطر داخلي أو خارجي كان يجب مراجعة العقل بأن هذا السلاح يجب استخدامه للوطن وليس لقتل الأبرياء، فالدم ليس سفكه لعبا بل سيؤدي إلى ثارات الله يعلم عقباها.

وسيفتح الباب للجماعات الإرهابية ويحول اليمن إلى مستنقع تنمو فيه فطريات الإرهاب. على الجميع أن يعرف أن هناك خطر كبير يهدد اليمن وغيرها.

ولذا لابد من الوحدة الوطنية ودعم المناطق المتضررة وفرض العقوبات المشددة على من يدعمون العنف والحرب الأهلية ولجم جماحهم وايقافهم بكل الوسائل، ودور الدول العربية هو الوقوف بحزم أمام هؤلاء وعدم التفاوض معم حتى يخضوا للشرعية، ويعيدوا الدولة اليمنية المخطوفة قبل أن تصبح لا لي ولا لك ولا للذئب وتصبح مسبحة انتثرت حباتها بزحمه يصعب جمعها ولنا بالآخرين عبر. فليتق الله هؤلاء باليمن وشعبه.

زر الذهاب إلى الأعلى