آراء

شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

نبيل البكيري يكتب حول: شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم للعلامة نشوان الحميري


كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، واحدة من مفاخر اليمنيين العلمية على الإطلاق، هذا السفر العلمي اللغوي والأدبي والتاريخي والفكري العظيم، الذي يعد بحق أعظم كتاب ألف في بابه سابقا للكل أصناعف المعاجم اللغوية الحديثة في تبوبيه وتنوعه وغناه المعرفي والثقافي والاجتماعي.
كتاب شمس العلوم ذي الاثنى عشر جزءا، ظل حبيسا لدار المخطوطات في عواصم الغرب والشرق حتى تفرغ له كوكبة من الباحثين لتحقيقه ونشره بدعم وتمويل مشكور من دولة الكويت الشقيقة، في نهاية تسعينات القرن الماضي، وساهم في تحقيقه كل من مؤرخ اليمن وأديبها الفذ مطهر بن علي الأرياني والدكتور المؤرخ حسين عبد الله العمري والدكتور الأثاري يوسف محمد عبد الله.

شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم كتاب ألفه علم اليمن وعلامتها و ومؤرخها و أديبها وفيلسوفها وزعيمها الكبير نشوان بن سعيد الحميري، المتوفي عام 573 للهجرة, بطريقة غير تلك الطريقة التقليدية للصناعة المعجمية التي كانت في عهده وهي تتبع معاني الكلمات ودلالاتها في لغات العرب، فقد أضاف لها نشوان استخدمها وسياقاتها وأصولها مما ساهم في بشكل كبير في الحفاظ على ثروة كبيرة من المفردات الحميرية التي دخلت اللغه العربية، وظلت مستخدمة فيها.

ففضلا عن الوظيفة المعجمية لشمس العلوم، فقد تطرق كثيرا وتضمن معلومات شتى في التاريخ والفقة والأدب والشعر والأنساب وتاريخ الملوك والحروب والطب والجغرافيا والفلك،مما جعله أكثر ثراءا من غيره من المعاجم اللغوية التي كانت قبله أو بعده، وفي هذا دلالة واضحة على نبوع نشوان الحميري وبراغته وفرادته العلمية في عصره وزمانه مما أوغر منه خصومه الإماميين الذين حاربوه حربا شعواء وبذلوا جهودا كبيرة في إتلاف مؤلفاته الكثيرة والعديدة والمتنوعة في مختلف صنوف المعرفة. واستطاعوا فعلا إتلاف بعضها وإخفائها وبقى شمس العلوم تحوطه عناية الله إلى أن وصل إلينا بهذا الشكل كما هو اليوم.

يمثل شمس العلوم اليوم مصدرا مهما للباحثين والدارسين في كل صنوف المعرفة التي أشتمل عليها الكتاب من اللغة والأدب والفقة والطب والتاريخ والفلسفة والأعجام والمعاجم أيضاً، ولهذا ساهم أيضاً شمس العلوم في محاولة إعادة تعريف حالة الصراع في اليمن أنه صراع هوية بين مشروع الكهنوت الإمامي واليمن الحضاري المدني الضارب حضارة في جذور التاريخ والعصي عن الإخضاع والإقتلاع .

لو لم يكن لنشوان الحميري سوى كتاب شمس العلوم لكفاه دلالة على نبوغه وعظمته لكنه ألف العديد من المصنفات في كل فروع المعرفة عدا عن حياته السياسية المليئة بالكفاح والحروب ضد الإمامة ومشروعها الكهنوتي الأثم والمتخلف والعنصري.

هذا معلومة مختصرة وبسيطة تطرقت لها استجابة لطلب الصديق الأديب والباحث القدير عبدالرقيب العزاني، الذي استعجلني بالكتابة عن شمس العلوم مع أنه كان ضمن قائمة إهتمامي في الكتابة عنه، و شمس العلوم متوفر على الأنترنت وأنصح بتحميله وتصفحه لكل الباحثين في مختلف المجالات حتى العلمية، كالطب والجغرافية والفلك، فلا غنى عنه مطلقا وخاصة في ظل حالة الصراع الفكري والثقافي التي تعيش اليمن اليوم بين مشروعي المستقبل والماضي البغيض.

غلاف كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم
غلاف كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

 

[custom-related-posts title="عناوين ذات صلة" none_text="None found" order_by="title" order="ASC"]

زر الذهاب إلى الأعلى