شعر وأدب

فلتعذليه لعل العذل يُنطقه

قصيدة للشاعر أوس بن مطهر الإرياني بعنوان: فلتعذليه لعل العذل يُنطقه


فلتعذليهِ
لعلَّ العذْلَ يُنْطِقُهُ
فالشَّعبُ يذبُلُ -بعدَ الحربِ- مَنْطِقُهُ
والكلُّ يرفُضُ صوتَ العقلِ
مُتَّبِعَاً نَهْجَاً تَوَهَّمَهُ في ما يُهَرطِقُهُ
كِذْبٌ ومَينٌ وتزييفٌ وشعوَذَةٌ
يَسْتَأْهِلُ الصَّلْبَ حَقَّاً مَنْ يُصَدِّقُهُ
ما الحربُ إلا نتاجَ الجَهْلِ في بلدٍ
عادى (مُخَزِّنَهُ) فيها (مُبَردَقُهُ)
العِلْمُ يَفْتَحُ بَابَاً فِيهِ أسْئِلَةٌ لِمَنْ تَفَكَّرَ
والتَجهِيلُ يُغْلِقُهُ
والفِكْرُ يخلُقُ للإنسانِ أجنحةً
يسمو بِهِ لفضاءاتٍ ويُطلِقُهُ
والجَهْلُ وَحدَهُ بلوانا وآفَتُنَا
والحَربُ لَيسَتْ سِوَى شَيءٍ يُخَلِّقُهُ
هل يدخُلُ الحُرُّ حربَاً ضِدَّ إخوَتِهِ
إلا نتيجةَ أنَّ الجَهْلَ يُحمِقُهُ
أخٌ يُقَتِّلُ مِنْ حِقْدٍ يمورُ أخاً
فالفَقْدُ يُنهِيهِ والعَبْرَاتُ تخْنُقُهُ
تُمَزِّقُ اللَّحمَ في المَيدانِ طَلْقَتُهُ
-إذا رماها- ومرآَهَا يُمَزِّقُهُ
ما أقْذَرَ الحَربَ..
تُذْكِي نارَ فرقَتِنَا
والموتُ يجْمَعُ مَا باتَتْ تُفَرِّقُهُ
لا فرقَ في الموتِ..
كلُّ الناسِ واحدةٌ
أمَّا الحياةُ فَذَا عن ذاكَ تَفْرُقُهُ
الموتُ للكُلِّ..
لكنَّ الحياةَ لهُمْ
مَن يدفعونَ الفتى للحَربِ تَشْنُقُهُ
هذا يبيعُ لَهُ الدُّنْيَا بزِينَتِهَا
وذاكَ آخِرَةً
والكُلُّ يسرِقُهُ
هذا يُوَسْوِسُ كالشَّيطَانِ أنَّ لَهُ -إذا اهتَدَى- الخُلْدَ،
والنِّيرَانُ تُحرِقُهُ
عَاشَ الجَحِيمَ بِدُنْيَاهُ
وهُمْ سَكَنُوا رَحبَاً يضِيقُ بَغَرْبٍ فِيهِ مَشْرِقُهُ
ما أبقَتِ الحربُ في كفَّيهِ مِنْ عَوَزٍ
مالاً على المَرَضِ الفتَّاكِ يُنْفِقُهُ
فقرٌ، وجُوعٌ، وحِرمَانٌ، ومَخْمَصَةٌ
فالدَّهرُ يُعدِمُهُ والخَطْبُ يُمْلِقُهُ
ترمي به الحربُ في أحضانِ مومسةٍ
تغريه بالحُورِ تلو الحُورِ..
تُرْهِقُهُ
فيرتمي بعد أن ضاعت رجولتُهُ
فريسةً ليَدِ (الفيروس) تسحَقُهُ
ليجمعَ الحربُ والفيروسُ جهدَهُما
هذا يُكَتِّفُ والثاني (يُزَرِّقُهُ)

عناوين قد تهمك:

زر الذهاب إلى الأعلى