دور الأقيال في ترميم الانتماء الأبوي لليمنيين
موسى عبدالله قاسم يكتب عن: دور الأقيال في ترميم الانتماء الأبوي لليمنيين
عمل الكهنوت السلالي منذ توغله في اليمن، على إفقاد المجتمع اليمني لأهم عامل من عوامل الحفاظ على واحديته وكينونته، وهو الانتماء الأبوي، الذي كان -وعبر التاريخ- أهم عامل لتوحيد اليمنيين، يجمعهم تحت راية واحدة ويساهم في التقائهم وتعاونهم وتكاتفهم القبلي.
ولأهمية هذا العامل التجميعي لليمنيين، عملت السلالة الكهنوتية على زرع الشقاق والخصام بين القبائل اليمنية، فرفعت من شأن قبيلة وحطّت من شأن أخرى، وبهذا السلوك الإحتلالي وعلى قاعدة (فرّق تسود) تمكن الغزاة من الحفاظ على ديمومة وجودهم، بعد أن أنفصمت عُرى قبائل اليمن، وتحولت كل قبيلة إلى كيان منفصل وعلى خصام مع كيان قبلي آخر، فأوجدت بذلك السلالة الكهنوتية كيانها المنفصل والمتربع على الكيانات القبلية اليمنية المتعددة والمتناحرة!!
على سبيل المثال، تم شقّ قبيلة همدان بن زيد الكهلانية إلى نصفين متضادين، حاشد وبكيل، وجميعنا يعلم عدم رضى هذا الشق عن ذاك، والتنافس السلبي بينهما.
ولعل ثورة 26 سبتمبر الخالدة كانت الاختبار الصعب، فحين وقفت حاشد مع الجمهورية وقف جزء كبير من بكيل -كقبيلة لا كأفراد- إلى جانب الكهنوت السلالي، بحسب ما رواه ثوار سبتمبر، وهذا بالطبع كان أمراً متوقعاً، فهو المحصلة الطبيعية لبذور الشقاق التي زرعها المتوردون منذ توغلهم في اليمن، وبعد أن تناست قبائل اليمن وشائج أصلها الواحد وانتماءها الأبوي الجامع.
أما قبائل اليمن الأخرى، حِمْيَر ومذحج، فقد تم تحطيم وتفتيت كياناتها، فلم تعد قبائل لها كيانات متعددة، بل تفرّقت إلى أسر صغيرة لا يجمعها جامع وأصبحت كجزر نائية تفكّر بنفسها فقط بعيداً عن الهم الوطني الجامع. ولم يعد لها ذكر سوى في كتب التأريخ، أما على الأرض فلم يعد لها أي وجود، بل إن الكثير منها رغم شتاتها تنظر إلى بقية قبائل اليمن كأعداء غزاة، لاسيما بعد استخدام الكهنوت السلالي لمشاريعه السياسية التقسيمية المُسماة بالمذاهب، الزيدية ورديفها الشافعية، اللذين شطرا المجتمع اليمني إلى شطرين نقيضين.
ولأجل ذلك، ومن أجل ترميم وشائج الدم والقربى بين أبناء الأمة اليمنية، وإعادة الانتماء الأبوي الجامع كعامل توحيد ولمّ شمل؛ تهدف القومية اليمنية، أقيال، من حراكها الوطني، لإذابة كل عوامل الفرقة والشتات بين أقيال اليمن، أحفاد التبابعة، التي أوجدها المحتلون لليمن وفي مقدمتهم المتوردون الهاشميون، ومن ثم إعادة توجيه المجتمع اليمني نحو إعادة بناء وطنه على أسس راسخة من الحرية والمواطنة المتساوية والعدالة.