آراء

الدعويون الجدد لا يختلفون عن مثلهم من اليساريين

مصطفى ناجي الجبزي يكتب: الدعويون الجدد لا يختلفون عن مثلهم من اليساريين


الدعويون الجدد لا يختلفون عن (اليساريين) الجدد في طرحهم افكارا خارج السياق وحديثا من ابراج ايمانية أو وضعية عاجية رخوة.
احدهم يسألك ان كنت قد قمت بواجبك الايماني تجاه اطفالك ام انك تعلفهم الطعام كالانعام ولا تأبه بتغذيتهم الايمانية وينسى ان الامية في اليمن من اعلى المعدلات وان التعليم صار شأن المدرسة التي اغلقتها الحرب وتكفل الحوثي بتجريع الاطفال ايمان الطائفة والولاية.
والاخر يرى ان الحرب ما هي الا شره مجاني نحو العنف يمكن ترويضه بالموسيقا والفن ويدين المقاومة والردع. وينظر إلى الحرب على انها مباراة ودية لا معنى ان ينتصر فيها طرف الا اذا زادت حصة ارباح الشركات الراعية للمواجهة.
اقول اليسار واضعها بين قوسين حصرا لها اذ لم يعد هناك يسار بعد ان ذهبوا إلى لبوس الطائفة يمتدحون ان لإيران مشروع ويروضون الناس لهيمنة هذا المشروع باعتباره المنقذ من الامبريالية.
لا اطرح ازدراء للافكار لكني اضع ما يصدر في سياقه قياسا بالاولويات.
الاولوية الان هي مكافحة كورونا. لا احد مهتم. الا عندما تبدأ تمويلات دولية سينهض اليسار المعادي للامبريالية راكضا وراء دعم المنظمات الامبريالية بالطبع.
او عندما يزدهر فطر غراب نظرية المؤامرة ليطل علينا المؤمنون يذكرونا بأن الغرب والصهيونية تريد بنا شرا وان الحل في العودة إلى الجذور والاقتداء بالسلف. دعويو اليوم بلا لحى ويلبسون من ماركات ثمينة ويشربون كابتشينو ويتحدثون عن الافلام.
الدعوي الذي ترك السعودية وأمن حياته في بلد ثالث عليه ان يحترم عقول الناس في اليمن قليلا ويعرف انه لا احد معني بجرعاته الايمانية طالما والناس تكابد من اجل لقمة العيش.
واليساري النادم على دمار مصنع البيرة في عدن أو يطالب بتصنيع نبيذ من العنب اليمني الفاخر عليه ان يغسل وجهه جيدا كي يرى صور البؤس في وجوه الناس في الشوارع بحثا عن غاز أو قمح.
لا يحلم الجائع بالبيرة والنبيذ ولا معنى للحريات الفردية تحت قهر الطائفية والاستبداد الديني والسياسي الا بتوفير مهرب نفسي لا اكثر.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى