رداءة الدراما المحلية وضرورة وجود نقابة
عادل الأحمدي يكتب: رداءة الدراما المحلية وضرورة وجود نقابة
عاصفة استياء من عموم المحصول الدرامي في القنوات الوطنية في هذا الموسم الرمضاني، يقابلها عاصفة ثناء على برنامج غاغة والفنان محمد الاضرعي.
الجمهور لا يجامل، ولا يتحامل، ولكنه يعيش تفاصيل التحدي المصيري ويريد أن يشاهد برامج ومسلسلات تعكس هذا الهم وتسهم في دحض الضلالات المبهررة التي تحاول سرقة وطن.
ولا يعني ذلك بالضرورة أن تتحول كل البرامج والمسلسلات إلى توجيه معنوي أو أن تمارس معالجة مباشرة للأحداث، يكفي أن يكون هناك هم واستشعار حقيقي ينتج عنه برامج تضع يدها على الوجع بلا مواربة وأخرى تحقق تقدما في صناعة الدراما الاجتماعية وهذا هو أيضا انتصار، ويصعب بعد ١٧ عاما من حروب الحوثي أن يخلو منها أي مسلسل اجتماعي حتى وإن كان يناقش المشاكل بين الزوجين.
في فيلم "عشرة أيام قبل الزفة" للمبدع عمرو جمال، كانت الحرب حاضرة في أقسى وأدق تفاصيل الوجع اليومي للناس، وتخرج في نهاية الفيلم بعمل كبير سرعان ما حصد جوائز التكريم المستحق في أكثر من مهرجان عربي وعالمي.
ويظل لمزاج القناة الممولة للإنتاج دور كبير في خدمة الدراما أو قتلها.. قبل أشهر تواصل بي الفنان النبيل نبيل الآنسي ولديه مشروع برنامج قوي قدمه لإحدى القنوات، وقال أريد أن أعود بقوة للجمهور بعد غياب سنوات، وأريد التخلص من الصورة النمطية التي ربطت الفنان نبيل الآنسي بشخصية زنبقة.
للأسف، يبدو أن نبيل لم يحالفه الحظ في برنامجه القوي، فعاد مضطرا عبر شخصية زنبقة.
هناك استسهال في تقديم الشخصية اليمنية للعالم، هناك ميل تعيس للتهريج ولو على حساب إهانة النفس. لاحظوا مشاهير الحسابات اليمنية في تيك توك وانستغرام.. ثمة غثاء كثير يدعو للخجل.
قبل قليل قرأت مقالا نقديا للدكتورة شريفة المقطري وهي متخصصة بالفنون، وشددت على أهمية وجود نقابة للفنانين لديها معايير مهنية عالية وصارمة واستقلالية كاملة، ويكون من بين مهامها اجازة أو منع أية عمل درامي لأية قناة يمنية.
وأضيف هنا لمقترح المقطري أن يكون هناك دخل ثابت للنقابة عبارة عن نسبة بسيطة من كلفة اي عمل درامي، واشتراك من الاعضاء، يعود ريع بعضه على من يحتاجون المساعدة من الفنانين وما أكثرهم. وتضم النقابة أيضا أساتذة النقد الفني سواء الاكاديميين أمثال البروفيسور نزار غانم، البروفيسور نبيلة الشرجبي، د. قائد غيلان، وغيرهم. أو ذوي الخبرة الطويلة أمثال عبدالرحمن الغابري، جمال كرمدي، صفوت الغشم، نبيل حزام، وغيرهم.
الحديث ذو شجون وإن شاء الله لنا عودة.
عناوين ذات صلة: