في الذكرى السابعة لاستشهاده: ملحمة الشهيد حميد القشيبي (شعر)
قصيدة الشاعر هلال الخيراني في الذكرى السابعة لاستشهاده: ملحمة الشهيد حميد القشيبي (شعر)
نَمْ يا حميد وكُفَّ اللّوم والعَتَبَا
وألقِ عن كاهليكَ الحِمْلَ والتّعَبا
نم يا حميدُ فما في الدار من أحدٍ
إلاّ تجرّعَ كأسَ الهُونِ أو شَرِبا
من تاجروا فيك جهراً وادّعوا بلداً
ومن تهاوى وظنّ الربحَ أو كسبا
من أشعلوا النارَ من حوليكَ وانتظروا
يُهلّلون لنا كانوا لها حطبا
وجذوةُ النورِ في عينيك ما برِحتْ
صاروا رماداً وصرتَ النورَ واللّهبا
ومن بَكوك وأبكونا ومن غدروا
ومن تحنث زوراً وانتشى كذِبا
باعوك حيّاً وتاهتْ في الورى سبأٌ
من فعلهم وبكى قحطانُ وانتحبا
فلُّوكَ نصلاً يمانياً وما شعروا
أنّ الجنابيَ أضحت دونَهُ خشَبا
ويحصدُ الجهلُ والحمقاءُ ما زرعوا
من يزرعِ الشوكَ لا لن يحصُد العنبا
وأنت هل كنت إلاّ مُصلتاً وَقَنَا
تذود عن أرضنا من جارَ أو لعِبا
وأنت هل كنت إلاّ مِشعلاً وسَنَا
وكنت للناس صدراً واسِعاً وأَبَا
أبكيك أبكيك أم أبكي على وطنٍ
أمسى حزيناً وخَار المجدُ وانسحبا
هلاّ تذكرتِ يا عمران طلعتهُ
يزهو بعينيهِ إنْ أهْوى وإنْ وثَبَا
وهل وقفتِ على أسوارِ قشْلَتهِ
وهل أتاكِ حديثٌ واستجَدّ نَبَا
يا دارُ ما لي إذا ما البَينُ باعدَنا
قد حال حولٌ وماء العينِ ما نَضِبا
عمران ماذا جرى؟ تبدين شاحِبةً
حبيبتي أنتِ لا تَستغفلي السّبَبا
فلا ديار بني همدان عامرةٌ
ولا القشيبي يحثُّ القوم مُعتصِبا
واليوم جاءت عُلوج الفرس زاحفةً
داسُوا الكرامةَ باسمِ اللهِ والنّسَبا
وأصبحت بعده صنعاء سافرةً
يلهو بأردافها من شذّ أو رَغِبا
وتستبيحُ الدَّوَالي فرط عزتها
وأَجهَضت في حشاها اللحن والطربا
ويلثِمُ الثغر والنهدين مغتصبٌ
ما أقبح الفعلَ ممن جاء مغتصبا
نادوا حميداً ونادوا مجد أمتكم
وا سيف ذي يزنٍ وا أَيْلَ وا كرِبا
قد عاد باذان في السبعينَ يخطبنا
تلبّسَ اللهَ والقرآنَ وانتَصَبا
وقريةً قريةً نحسُوهُ من دمِنا
ونُطعمُ الآلَ من أشلاءئنا رُطَبَا
وأرعد البغيُ حتى قال قائلُهم
قد شرَّع الله فينا القتل والسَّلَبا
وصوروا الدّينَ في أذهاننا شبَحاً
يُخلّفُ الرّعب والآلامَ والكُرَبا
والله يلعنُ ما قالوا وما فعلوا
ما أنزل الله ديناً يزرع الشَّجبَا
ومرّ عامٌ وعامانٍ وأربعةٌ
ويُوسفٌ لم يزل في السجن مُحتسِبا
يطاوِلُ الليلُ من ساعاتهِ بَرِمٌ
ويخرجُ الفجر من جوفائهِ قَشِبَا
حميدُ لا تسألِ الحمقاءَ ما فعلوا
تعاظمَ الحُمقُ فيهم فاستحال غَبَا
وصار من كان ندعوه بأعظَمِنا
يُقبلُ الرأسَ والأكتافَ والرُّكَبَا
وقادةً قادةً كنا نُمجّدُهم
كم أوجعَونا وبِتْنا نلعنُ الرُّتَبا
وواحداً واحِداً نُحصي فراقعهم
ونشتُمُ الحال والأقوالَ والنُّخَبا
ويمْنةً يسْرَةً تلقاهُمُ تبَعَاً
تعبّدوا الفلس والدينار والذّهبا
ودولةً دولةً جفّتْ حناجرهم
لهم خُوارٌ وصوتٌ يبعثُ العَجَبا
لهم شخيرٌ أما لو شئت تعرفُهم
وتعرفُ البطن والأعجازَ والغَبَبا
وخلّفوا الشعب مشنوقاً وما سألوا
هل عاش مُكتئباً أو مات مضطرِبا
حميد هذا صداك اليومَ أغنيةٌ
فمسحِ الدّمع عن خدّيكَ والنّصَبا
لو كان للعزّ بيتٌ أنتَ صاحبهُ
وأنتَ رايتهُ والإسم واللّقبا
باتوا سِواكَ على الأطرافِ حاشيةً
وبِتَّ نَصَّاً ومَتْناً يملأُ الكُتُبا
من جاء بعدك يبغيهِ فليس له
إلا الذي منك يستسقي وما طلبا
لنا بقحطان أبطالٌ وكوكبةٌ
نالَ الشهادة نِعم القادةِ النُّجَبا
وأنت لا شكّ في الدارينِ قائدُهُم
ما أعظم الجارَ والأصحاب والصّحَبا
أبا الزُّبير: أنا شعبٌ بقافيةٍ
وأنت ثورتهُ والعنفَ والغضبا
ما متّ فينا وما مات الهوى أبداً
ما غاب طيفك في الآفاقِ أو غَربَا
ما زال ذكرك في الأكوانِ تعزفهُ
شُبّابَةٌ في فَمِ الدنيا وريح صَبَا
أنشودة لم تزل فينا نُردّدها
ونُنشِدُ السهل والوديان والهضَبا
ومن دماك كتبنا ما حلمت بهِ
ترتيلة الشعب نتلوها وما كُتِبَا
سنُقرِأُ الجيلَ والأجيالَ ملحمةً
ويسمعُ الدهرُ في أمواجنا الصّخَبا
إلى القشيبي تحايا الأرض نرفعُها
تطاول الشمسَ والأفلاكَ والشُّهب
- 19 إبريل2021
عناوين ذات صلة: