عادل الأحمدي وغائب حواس.. أقلام السبيل العام
مهدي الهجر يكتب عن عادل الأحمدي وغائب حواس.. أقلام السبيل العام
لم يسبق لي شرف صحبة الأستاذ عادل الأحمدي سواء ممتدة أو حتى في لقاء عابر، إلا ما كان على التواصل الاجتماعي، وأجدني كأني أعرفه عن قرب ولعقود، في وقت صحبت آخرين لعقود ومازلت أحسبني عنهم غريبا.. فتناكر حاصل، وأرواح لا تتجانس أو تقترب.. هي الأرواح والفكرة، إذ تتعارف تلك وتتفق هذه.
أختلف مع الأخ الأستاذ الأحمدي في عدد من القضايا والرؤى، لكني أقفز من عليها سريعا ولا أتريث إن حضرت في ذات حوار لأتشبث وأدور معه حول الكليات الجامعة..
عادل الاحمدي وغائب حواس رجال كبار في الراهن اليوم، والحاضر الصعب. وهما وأمثالهما كالسبيل العام، أو هذا ما يجب أن يكون، القاسم والجامع، يرتوي منه الجميع.. فثمة التسديد والمقاربة، والتقريب والتجميع باتجاه الغايات والكليات.
القضية الوطنية الجامعة ليس غيرها من تحتلهما..
هذا النفر من الكرام من ذوي الباع الممتد، والفهم الوطني الواسع لا يصح لهما أن يتمترسا مع طرف أو لا يجوز لطرف سياسي ما أن يشرنقهما في متاح ضيق محدود.
أمنيتي أن يظل هذا النمط من الكرام ذوي السعة والباع والتجرد في الوسط كقاسم جامع، مهمته عمل التوازن، ورد المغالي عن حدته، وتسوية الصفوف.
وأمنيتي من أطراف التدافع المختلفة أن لا تحمل على هذا النفر من الناس إن كان ثمة تباين أو حدة ذات قسوة ارتدت.
ثمة مقالة بعنوان (ما أحوجنا لدراما تاريخية يمنية) للفاضل الأحمدي، من حقها أن تكون برنامج عمل وفي إطار خطة خمسية لوزارة الثقافة. لو أن وزارة الثقافة أنفذت 30% مما ورد بالمقال لكانت رائعة، ولكان الوزير هو الوزير التاريخي.
فضلا عن أن تفتش الوزارة وتبحث من بين هذا الركام عن من يمكنه محاذاة المخرج العظيم حاتم علي رحمه الله.. ستجد العشرات في كل الجوانب.
وفي الأتون، سيكون هناك تداعٍ ووفورات، فيحضر رأس المال ويحرك، وتحضر النخب المعنية المتخصصة فتلد شركات إنتاج، ومتممات ومكملات أخرى، حتى يتراكم الأداء فتستوي قوة ناعمة للبلد كأداة قوية فاعلة لعلاقات اليمن الدولية.
لدى اليمن من الموارد البشرية المتميزة والمبدعة، ما لا ينافسها فيها قُطر عربي عدا مصر.. ولعل لليمني نكهته المختلفة، ومزاجه زنجبيل، وهذا لا يتأتى لغيره.
ليس ثمة مستحيل، إنما هي لأول طارق، وقد كانت الطرقة هنا للأحمدي، فمن يستلم بطرقات هو الآخر؟ ويدفع بها للذي يليه، فلرب راكد في الصف الخامس أشد وأصبر وأمضى من الطارق الاول.
- رابط المقال المشار إليه: