معركة الأقيال الأولى!
أحمد البتيت يكتب: معركة الأقيال الأولى!
هذا اليوم 17 رمضان، هو اليوم الذي وقف الأقيال اليمنيون فيه مع محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم في يوم الفرقان، يوم بدر.. بعد أن جاءت قريش بحدها وحديدها وكبرها وغطرستها تريد قتل هذا النبي العظيم وتدمير دينه وشريعته.
وقف اليمنيون موقفًا لم يقفه بشرٌ مع نبي!
قال قائلهم القيل سعد بن معاذ: (امضِ يا رسول الله لِمَا أردت، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخُضناه معك، ما تَخلَّف منا رجل واحد، وما نكره أنْ تلقى بنا عدونا غدًا، إنّا لَصُبرٌ عند الحرب، صُدقٌ عند اللِّقاء، لعل الله يُريك فينا ما تقرُّ به عينُك، فَسِر بنا على بركة الله).
كان تعداد جيش النبي 314 مقاتلًا، منهم 240 قيلًا يمنيًا، قدموا أرواحهم بين يدي النبي فداءً لدينه.
لم يفعل ذلك من البشرية قبل ذلك أحد!
بنو إسرائيل قالوا لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا!
وقالوا لنبي آخر: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده!
أما قريش، فلم تكتفِ بذلك، بل حاربت النبي وحاولت قتله وأخرجته من أرضه!
تلقفناه -نحن اليمنيين- وعاهدناه على أن نحميه كما نحمي أبناءنا ونساءنا!
وصدقنا معه من أول مشهدٍ حتى آخر معركة.. نحضر في المغرم ونغيب في المغنم.لا نساوم ولا نبتغي إلا الله..
وحين رأى ذلك منا قال: (الدم الدم، والهدم الهدم، أنتم مني وأنا منكم، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم).
قدمنا بين يديه في معركة الأقيال الأولى، معركة بدر، ثمانية شهداء من أصل أربعة عشر شهيدًا، وافتديناه بأرواحنا، ووقفنا أمام الدنيا كلها من أجله، رجالنا مقاتلون شهداء، ونساؤنا يقمن بالحاجة ويطببن الجرحى، وأموالنا كريمات مزهقات بين يديه.. في حين كانت رجالهم تقاتله، ونساؤهم يضعن الشوك ببابه، وأموالهم مرصودة لمن يأتي برأسه!
ثم أتى هؤلاء الجبناء ليقولوا هم أبناؤه ويطلبون الحكم باسمه ويقتلونا لأننا خالفنا أمره وينتهكوا ديارنا وأوطاننا، رافعين شعارات تحمل اسمه!
قاتلنا بين يديه، وأنتم تأكلون باسمه! حاربنا بين يديه وما زلنا، وأنتم تلطشون الأموال باسمه!
قامت نساؤنا على خدمته، وقامت زينبياتكم بإهانة أمهات الأسرى وضربهن عند أبواب السجون والمعتقلات!
إن كان للنبي أبناء -وحاشاه- فنحن أبناؤه.. نحن أنصاره.. نحن حواريوه..
نحن اليمانين يا طه تطير بنا
إلى روابي العلا ارواح انصارِ
إذا تذكرت عماراً ومبدأه
فافخر بنا إننا أحفاد عمارِ
قاتلناهم بين يديك -يا رسول الله- على تنزيله ليؤمنوا أو يكفوا عنا، واليوم نقاتلهم على تأويله ليرجعوا أو يكفوا..!
ليسو أسيادنا باسمك، ولا بنسبك، ولو كان ثمّة من يحق له ذلك لكنا نحن من يدعي السيادة عليهم، فإنا أخذناها بسيوفنا بين يديك!
يا رسول الله، كنا بين يديك نذود عنك وعن شرعك من عصابات الطغيان والعربدة، ولا زلنا إلى يومنا نذود عن سنتك ودينك من سلالة تلك العصابات.
موعدنا كما وعدتنا، على الحوض، تذود الناس عنه لنا، كما ذدنا عنك الناس أمس واليوم وغدًا.. والمنّة لله ورسوله.
عناوين ذات صلة: