آراء

أربع محاضرات عن تاريخ اليمن في "رسيس الهوى" ومقترح لمركز نشوان

عبدالله النهيدي يكتب: أربع محاضرات هامة عن تاريخ اليمن في "رسيس الهوى" ومقترح لمركز نشوان


صدر حديثاً لشيخ العربية محمود محمد شاكر كتاب جديد عنونه ناشره "رسيس الهوى"، وهو عبارة عن مقالات وحوارات تنشر لأول مرة للمؤرخ واللغوي الكأربع محاضرات هامة عن تاريخ اليمن في "رسيس الهوى" ومقترح لمركز نشوان بير محمود شاكر رحمه الله تعالى.

ومن ضمن الكتاب أربعة مقالات نشرت قبل ما يقارب قرنٍ من الزمان وأفردها الناشر في فصل مستقل تحت عنوان (ملخصات) لمحاضرات ألقاها (العالم الإيطالي كارلو نلينو) في الجامعة المصرية القديمة بالقاهرة ونشرت في مجلة الزهراء عام 1903 بتلخيص العلامة محمود شاكر.

وجاءت هذه الملخصات للمحاضرات الأربع تحت عناوين هي:

1- المحاضرة الأولى: (روَّاد اليمن من الأوروبيين) وذكر فيها عدداً من أوائل الأوربيين الذين وصلوا اليمن في بعثات استكشافية وذكر فيها سبعة روَّاد زاروا اليمن وحققوا نتائج أولية في علم الآثار والنقوش القديمة وكان لهم فضل السبق في اكتشاف عدد من الكتابات وعليها بنى من جاء بعدهم في علم الآثار والتاريخ أعمالهم وتوالت البعثات والرحلات الاستكشافية حتى يومنا هذا ومازال هناك الكثير المخبوء في بطن الأرض اليمنية المعطاء.

وذكر المؤرخ الإيطالي ما حصل لهؤلاء المستكشفين من صعاب وأحداث وكذلك ما حققوه من انجازات فمنهم من قتل ومنهم من سجن ومنهم من أسلم وذكر ما عادوا به من كنوز يمنية إلا أن البدايات تحتاج دائما إلى إكمال وتفتقر للدقة ويعتورها النقص.

2- المحاضرة الثانية: جاءت بعنوان (المشتغلون بدراسة الآثار اليمانية 1). وذكر منهم عددا من المهتمين منهم اليهودي (يوسف هاليفي) وكيف دخل اليمن وكيف ساعدته يهوديته على التجول في اليمن بحجة زيارة أبناء ديانته اليهود. وقد زار أماكن لأول مرة تطرق من مستكشفين أجانب كالجوف وبراقش ونجران وغيرها وكيف خدعه أحد اليهود وأثر على دراسته بدافع الجشع المالي. والقصة شيقة، وهو مكتشف آثار دولة معين كأول مكتشف حسب كلام العالم الإيطالي.

ثم ذكر المستكشف (لانجر) النمساوي وكيف قتله بعض القبائل على بعد 90 كيلو من عدن فلم تُكمل رحلته، ثم تطرق للوجود اليمني القديم خارج حدود اليمن السياسي اليوم وذكر منها آثار المعينيين في الحِجر شمال المدينة المنورة وآثار الحميريين في العارض من بلاد نجد.

3- المحاضرة الثالثة: كانت إكمالا للمحاضرة الثانية وجاءت بعنوان (المشتغلون بدراسة الآثار اليمانية 2). وبدأها بالنمساوي (إدوارد كلازر) من سنة 1855 ورحلاته الأربع إلى اليمن وزار فيها صنعاء ومكث سنة كاملة فيها من أجل الحصول على إذن من الوالي العثماني بالتنقل خارج صنعاء ثم بقية رحلاته زار الحديدة وعدن وإب والعدين وتعز وظفار ووصل مأرب وتنكر في زي فقيه يمني يصاحبه رجل من آل الأهدل، وطرح فكرة إعادة سد مأرب من أجل السماح له بالتنقل في أماكن النقوش والآثار، وكانت رحلته من أثرى الرحلات الاستكشافية في اليمن.

4- المحاضرة الرابعة: بعنوان (رموز الحميرية وكيف توصَّل العلماء إلى حلها). وفي هذه المحاضرة جهود العلماء لفك رموز اللغة الحميرية وأنها إحدى اللغات السامية حيث سجلت رسميا كلغة من اللغات السامية ومقارنة لها باللغة الحبشية من حيث الحروف والفواصل. ولعل الحبشية فرع عنها بحكم الهجرات اليمنية القديمة إلى الحبشة.

ثم تطرق إلى طريقة كتابة الخط الحميري المسمى المسند، والذي يبدأ من اليمين إلى الشمال وعدد حروفها وطريقة الفواصل فيها والحركات فوق الحروف والنقوش الحميرية القديمة.

ويختم هذه المحاضرة بمعلومة مهمة جداً أنقلها بنصها وهي قوله: "وما زال علماء المشرقيات يتقدمون بعد (رودجر) و(فْرِنِلْ) في فهم الكلمات الموجودة في المساند الحِمْيرية، ويبلغ عدد الرسائل التي ألفت في هذا الموضوع خمسمائة رسالة".

هذا ملخص لملخص المحاضرات التي ألقاها العالم الإيطالي ونقلها العلامة محمود شاكر وأتمنى على مركز نشوان الحميري أو غيره من المراكز البحثية في اليمن لكنني أخص مركز نشوان بالذكر لما له من اهتمام في هذا المجال باستلال هذه المحاضرات وطبعها في كتيب مستقل لما لها من أهمية من حيث المعلومات ومن حيث العالم الذي ألقاها والعلامة الذي لخصها وكفى بهما علمين من أعلام اللغات العالمية في فهم اللغات والتاريخ والآثار وهي مطبوعة ضمن مطبوعات آفاق المعرفة وسنساعد في الوصول للناشر لها لأخذ الإذن في ذلك ودمتم.

7 يوليو 2021

تعقيب من مركز نشوان الحميري:

نشكر الأستاذ عبدالله النهيدي على هذه القراءة الهامة ونشكره أن دلنا على هذا الكنز الثمين لعلامة اللغة العربية محمود محمد شاكر رحمه الله، كما نشكره أيضا على مقترحه بإعادة طباعة المحاضرات الأربع للعالم الإيطالي كارلو نلينو، وبإذن الله سنسعى جاهدين لأن يكون يكون لنا شرف ذلك الإصدار بتعاونه وبتوفيق الله أولا وآخرا.

غلاف رسيس الهوى
غلاف رسيس الهوى (آفاق المعرفة)

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى