قبل متى

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - قبل متى

قيل الأُلى تكامنوا
قبل متى تهادنوا

هل غبّرت وجوههم
مطّالةٌ وضامِنُ؟

أو جاوزوْا أزمانهم
أو أنهم ما زامنوا

الآن عن أسبوعهم
ينوب يومٌ ثامنُ

لأنهم تزوَّجوا
أمَّ اللواتي لاعنوا

وفجأةً تآمنوا
مِن طول ما تخاونوا

* * *
اليوم يحكون كما
تثّاءب المدافنُ

لكي يقال: إنهم
غير الأولى تلاسنوا

* * *
يمشون مثل غابةٍ
غاصت بها البراثنُ

مثل الحصى يفشي الذي
يخشى الجدارُ الطاعنُ

كما يعيد الصمتُ ما
قال الحديد الساخنُ

* * *
كأنَّ ما ضجّوا، ولا
عجّوا، ولا تشاحنوا

لا أهَّبوا حرباً، ولا
وَشَتْ بها المداخنُ

لا أحرقوا (حَميدةً)
حُبلى لتسْلى (فاتنُ)

كأنهم ما أحزنوا
شعباً، له تحازنوا

ولا انتوْوا، ولا على
كل جوادٍ راهنوا

* * *
أضحى كرؤيا نوَّم
ما أضمروا، أو عالنوا

وما اسمهُ، تعايشٌ
وما اسمهُ، توازنُ

قيل هناك عانقوا
قيل هنا تحاضنوا

قل هل تخاصَوْا، جائزٌ
وجائزٌ، تخاتنوا

كيف تهانَوْا، مَن درى
لعلهم تآبنوا

لا زغزدت (ميمونة)ٌ
ولا نَعت (محاسنُ)

* * *
قيل التقوا على هوىً
قيل ادّعوا وداجنوا

توافقوا بدءاً، على
مَن يبتدي تضاغنوا

قيل مَحَوْا ما أثبتوا
قيل وغاص الكامنُ

قل ربما تعاقلوا
لا فرق، أو تماجَنوا

قيل نفَوا واستبدلوا
قيل وكان الكائنُ

* * *
تنازلوا بغيرهم
لأنهم تحاصَنوا

وأصبحوا كلاًّ، ولو
هانوا لما تهاونوا

همُ الكتاب واسُمهُ
والأهل والمساكنُ

همُ المدار والفضا
والبيعُ والزبائنُ

كيف التقوا مِن بعدما
قل لي متى تباينوا..؟

* * *
تظاهروا حتى انحنتْ
ظهورهم تباطنوا

قرون رأسٍ واحدٍ
وصنَّفوا وقارنوا

يوم اغتَدوا كي يطحنوا
(برلين) هل تطاحنوا؟

معاً تعشَّوْا واحتسَوْا
معاً هناك واطَنوا

أتوْا إليهم، مثلما
لاقى الطحينً العاجنُ

مَنْ قال ذاك عكس ذا
هل تكذب المعادنُ؟

* * *
تكاثروا واستكثروا
فيسَّروا ويامنوا

وشرَّقوا وغرّبوا
واستلينوا ولاينوا

وأفرقوا، فرافقوا
(افريقيا) وقاطنوا

ناءتْ بهم كما مشى
بالتلِّ غصنٌ واهنُ

فاسودَّ بيتٌ أبيضٌ
وابيَضَّ بيتٌ داكنُ

هل كان في انتظارهم
ذاك الشحوب الراينُ

* * *

تناصفوا في (القدس) في
كمبوديا) تغابنوا

وأهْنَدوا وأرْيَنوا
فأصهروا وساكنوا

* * *
وأنجدوا، فاستعربوا
واخشوشنوا وخاشنوا

حيَّوْا رسوم (خولةٍ)
واستخبروا وعاينوا

* * *
هنا ثَغتْ زرائبٌ
هنا رغَتْ (معاطنُ

هنا امّحت أوثانهم
وقام عنها الواثنُ

* * *
وفي الرمال أبحروا
كي تلحق السفائنُ

واستقرؤوا غيب الفلا
فباحت القرائنُ

واستحلبوها فارتخت
كما يدرُّ الحاقنُ

فسمّنوا أشباحها
وقايضوا وداينوا

* * *
مِن أين يرقى نابهٌ
إذا ترقّى الخامنُ

للدّافنين يا ثرى
أفاقت الدفائنُ

هل فيك أخفى؟ ما الذي
يا غور أنت طابنُ؟

لمن أتَوا فقه اللغى
وإن حكوْا تلاحنوا

جاؤوا وفي جيوبهم
لكل أمرٍ وازنُ

* * *
فأرَّخوا (قُضاعة)
وكي يرقوا داهنوا

أَرَوْا حفيد (مازنٍ)
مِن أين جاءت (مازنُ)

وَمنْ أبو (تُبالةٍ)
وكم غزت (هوازنُ)

وأسمعوا (عنيزةًٌ)
ما شمِّت الكواهنُ

وكيف كانت ترتعي
مثل (الظبا) المآذنُ

كيف رأوْا ما لا يرَى
مودِّعً أو ظاعنُ

لهم رؤىً إذا رنت
فكل ناءٍ حائنُ

لأن كلَّ بقعةٍ
لهم طريقٌ آمنُ

لهم هناك قارةٌ
لها هنا مدائنُ

ودار كل ثروةٍ
لدُورهم خزائنُ

* * *
إلى متى، حتى يلي
أقوى، ويجري الآسنُ

كم حرَّكوا وسكَّنوا
وما الزمان ساكنُ

مَن يشرح المتْن الذي
يدنو وينأى الماتنُ

1991م

زر الذهاب إلى الأعلى