مغنى الغبار
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - مغنى الغبار
إلى أين؟ هذا بذاك اشتبه
ومن أين يا آخر التجربه
إلى أين؟ أضنى الرصيف المسير
وأتعبت الراكب المركبه
وعن كل وجه ينوب القناع
وترنو المرايا كمستغربه
إلى أين؟ من أين؟ يدني المتاه
بعيداً، ويستبعد المقربه
***
سؤال يولي، سؤال يطل
ومن جلدها تهرب الأجوبه
ويظما إلى شفتيه النداء
وتأتي القناني بلا أشربه
فتعرى المدينة، تشوي الرياح
تقاطيع قامتها المعشبه
ويبصق في جوفها العابرون
وترخى على وجهها الأحجبه
***
ويأتي السؤال بلا دهشة
ويرتد كالهرة المتعبه
وتصبو القصيدة، تحنو كأم
وتهتاج كالعانس المغضبه
***
ل ماذا يغني هشيم الدماء؟
وتصغي له الريح والأتربه؟
هل السامعون بلا مسمع؟
أو أن المغني بلا موهبه؟
هل السلم تبغي أو الانتصار؟
سمعت الإذاعات والمأدبه
تغنوا على النخب حتى الجنون
وماتوا على جثة المطربه
وهل قلت شيئاً؟ صباح الجمال
أجابوا، سكرت بهذي الهبه
وما رأيك الآن فيما جرى؟
أحب الدرامية المرعبه
أما زرت شخصية فذة؟
نعم، زرت قبر (أبي مرهبه)
***
أطالعت شيئاً؟ تساوى الحشيش
ورائحة الحبر والمكتبه
تخرجت قبل دخولي، كشفتُ
بلا كتب رحلتي المجدبه
***
قرأت المقاهي، وفي نصف عام
أجدت البطالات والثعلبه
وغيرت جلدي مراراً،
فمي مراراً، أضاعتني الأسلبه
وفي القات غبت بلا غيبة
تذبذبت، أنهتني الذبذبه
دخلت الحواري، ومنها خرجت
بدكتورة الذل والمسغبه
عرفت القرارات رغم السطوح
كما تعرف الخنجر الأرنبه
قتلت مراراً فزد مرة
يحسوا بأن القتيل انتبه
***