شتائية
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - شتائية
البرد أبرد ما يكون
والليل أسهد ما يكون
وأشذ من شبق الرصاص،
ومن غرابات المنون
* * *
ماذا هنا غير الدجى المشبوه،
وحشي السكون؟
يبدي ثلاثة أوجهٍ
ويمد آلاف الذقون
كشيوخ (ياجوجٍ)، كسيف
(الشمر)، كالسقف الهتون
* * *
وكأن كل دقيقةٍ، تبدو
ملايين القرون
كل الكواكب لا تدور
وكل ثانيةٍ حرون
وكأن فوق مناكب
اللحظات، جدران السجون
* * *
البرد يسترخي كأفيلةٍ
حطيمات المتون
ينسل، يستشري، له
في كل زاوية شئون
* * *
ومفاصل الأكواخ ترسف
تحت أحذية الغبون
والحلم يلبس مديةً
والطيف يزفر كالاتون
وهناك ترتجف الكوى
وهنا يجول المخبرون
* * *
فتموت (صنعا) وهي توقد
-فوق نهديها- (النيون)
ويقال: تولم للردى
وتصوغ من دمها الصحون
* * *
والليل يبتدع التهاويل
الغريبات الفنون
ويرهل المذياع حشرجة
يسميها اللحون
كهوى المراهق يغتلي
ويئن مثل (الحيزبون)
والصمت يستقصي
كأسئلةٍ قريحات الجفون
وكمدمنٍ ضام، عليه
لكل خمار ديون
* * *
تصفر أوردة الرؤى
تسود وسوسة الظنون
تثب العيون بلا وجوهٍ
والوجوه بلا عيون
فتخاف جدران المدينة
أن يفيق الميتون
النوم متهم، ومتهم
سهادك يا جنون
والحب متهم، ومتهم
أسى القلب الحنون
والصوت يحترف الخيانة،
والسكوت كمن يخون
حتى الجذور مدانة
بذنوب إنجاب الغصون
حتى الصخور، لأنها
كانت (لذي يزن) حصون
حتى الذي كان احتلالاً
ملسوه بالسمون
حتى الذي كان اسمه
عنباً، تحول زيزفون
يا خدعة التشكيل أمسى
كل رأسٍ (بنطلون)
يا برد (كافات الحريري)
لا يراها الطيبون
* * *
غارت أسارير المنى
وتجلمدت فيها الغصون
والليل متسلقٍ كماخورٍ
ينقر عن (زبون)
كخرابةٍ شعثا أناخت
فوق أعظمها السنون
يا قلب هل تدع الطفور؟
وأين تمضي بالشجون؟
:للشوق شوق في حشاه
وللمنى وجه مصون
ما دام لي شوق، له
وجه، فإن له بطون
لهواه ألفا زوجةٍ
ولكل واحداةٍ بنون
* * *
كيف اكتشفت؟ قرأت
أسرار المغاور والحزون
لي موطن، لا ذرة فيه
على الأخرى تهون
الأرض نفس الأرض
لكن الجحيم الآخرون
السجن لصق السجن
لصق المكرفون المكرفون
* * *
لا تكترث، يقع الذي
لا يدعي المستطلعون
من أي نبع أنت؟
من ياءٍ، ومن ميمٍ، ونون
* * *
للقلب -يا ديجور- قلب
من أساطير الفتون
لن يعدم الأرق النجوم
ولن ينام العاشقون
* * *