[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

المساوَمة..

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - المساوَمة..

- 1 -
(ابنُ هندٍ)
يساوِمُني أنْ أبيعَ لساني
وصوتَ غدي،
وجماجمَ جندِ (الحسينِ).
ضَعِ السَّيْفَ حيثُ تريدُ..
هنا في فمي
هنا في دمي،
أبغضُ الموتَ لكنّني أتَعَشَّقُهُ
حينَ يغدو الخلاصَ
لجمجمتي منْ رمادِ الخيانةْ.

- 2 -
قالَ لي
ورمادُ الخيانةِ يحجبُ عينيهِ
واللَّيلُ يسقطُ منْ شفتيهِ:
الموائدُ في الشّامِ متخمةٌ
وبساطُ (عليٍّ) منَ البلحِ الجافِ..
أيَّ الطَّريقينِ تسلُكُ يا صاحبي؟
قلتُ: حيثُ يكونُ (عليٌّ) أكونُ،
يظلِّلُني سيفُهُ
وأصلّي وراءَ سحابتِهِ،
حينَ أظمأُ.. صوتُ العدالةِ مائي
وإنْ جعتُ.. فالوجبةُ التَّمْرَةُ اليابسةْ.

- 3 -
قالَ منتفخاً:
إنَّ رأسَكَ تشكو
منَ الجسدِ المرتخي تحتَها،
وأرى الجسدَ المشتكي
يتمطَّى منَ الأيْنِ؛
يرفضُ أنْ تتسلَّقَهُ صخرةٌ
لا تحِبُّ الشَهِيَّ على نهرِ مائدتي،
وَهْيَ واحدةٌ منْ رؤوسٍ تدلَّتْ
وحانَ أوانُ قِطافي لها،
كم منَ العمرِ عاشتْ على جِذْعِها!
قلتُ مبتسماً:
ليسَ بالزَّمَنِ / الخبزِ
بالزَّمَنِ / الأرضِ،
تحيا الرؤوسُ الجديدةُ في عَصْرِنا،
ليسَ عُمْرُ (الحسينِ)
المسافةَ بينَ المدينةِ والموتِ..
عُمْرُ (الحسينِ) جميعُ الزَّمَنْ.

- 4 -
سقطَ الضوءُ في أضلعِ الأرضِ،
في صَدْرِها يرقدُ الآنَ،
أحرفُ أشعارِهِ تتدلَّى بروقاً
قنابلَ،
تنجبُ موتاً،
وتغتالُ ليلَ (يزيدَ) وأنصارِهِ
وجنودَ المساومةِ (الزُّرْقَ)،
ها هيَ ذي الآنَ تمطرُ رؤيا،
وتحتلُّ ذاكرةَ الشمسِ
ترحلُ عبرَ الزَّمانِ إلى كلِّ جيلْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى