القصيدة الثانية عشرة
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثانية عشرة
هوَ مجذوبُ صنعاءَ
يمشي على قلبِهِ،
ويسافرُ فوقَ بساطٍ منَ الشَّطَحاتِ
الجميلةِ.
لا أصدقاءَ له غيرُ توتِ البيوتِ،
يناوشُ أطفالَها
وعجائزَها
بالأساطيرِ..
بالكلماتِ الغريبةِ.
هل عاشَ أم هل يعيشُ
كما تَدَّعي الشَّطَحاتُ هنا
منذُ ألفينِ عامٍ،
يقلِّبُ أحجارَها حجراً..
حجراً
يتكلَّمُ أكثرَ منْ لغةٍ
ويُبدِّلُ أقدامَهُ كلَّ قرنٍ
ويُلقي عصاهْ؟!
* * *
(سألتْهُ عجوزٌ في الحارةِ
لماذا تتحدَّثُ إلى الأحجارِ؟
إنها لا تسمعُ..
ابتسمَ
ونظرَ نحوَ الجدارِ في حزنٍ،
وقالَ: الحجرُ غيمةٌ مجمَّدَةٌ
سحابةٌ لا تتحرَّكُ
أغنيةٌ محمَّلَةٌ بأنينِ القرونِ.
يحتاجُ الإنسانُ
أنْ يعيشَ سبعةَ آلافِ عامٍ
لكي يسمعَ ما تقولُهُ هذه الأحجارُ،
ولكي يقرأَ ما تحتفظُ بِهِ منْ كتبِ الصمتِ.
ثَمَّةَ نهارٌ
وشمسٌ في قلبِ كلِّ حَجَرٍ،
ثَمَّةَ سماءٌ
وقصائدُ تائهةٌ،
قناديلُ مشتعلةٌ منْ دونِ زيتٍ،
وشبابيكُ لا يطلُّ منها
سوى وجهِ التاريخْ).