آراء

قطاع الطرق!

خالد بريه يكتب عن: قطاع الطرق!


دخلتُ دورة مغلقة مدة (50) يومًا، بعد انتهائي من الثانوية العامة، قدِمَ أحدهم من أقصىٰ المدينة لزيارتي، قال لي: «ما فائدة أن تمكث كل هذا الوقت، ثمَّ تنسىٰ ما حفظت»، فكدتُ أن أعود معه إلىٰ المنزل، لولا أن تداركني الله بلطفه، وأتممتها علىٰ خير، فكانت فاتحة للأفق، وطريقًا للعبور.

عندما هممتُ أن أنشر «حائط المبكى»، استشرتُ أحدهم، قال لي: «يا أخي المكتبة بتنفجر من الكتب، أتركك من هذا الخبر». ولولا توفيق الله؛ لبقي الكتاب حبيس الأدراج، بسبب المستشار الكئيب، لكنَّ الله يسَّر خروجه للنَّاس.

هممتُ أن أسافر لأكمل دراستي بعد أن ضاقت بنا الحياة، ظهر أحدهم يقول لي: «سفر وغربة، وكربة، وبعد كل هذا العناء، ترجع للبحث عن عمل عند من هم مثلي؛ خليك مكانك، اشتغل معي واتركك من السفر». ولو بقيت، لكنتُ الآن أعالج وقع الاغتراب في موطني.

فكرتُ بمشروعٍ ثقافي، سألتُ أحدهم، قال لي: «دعك من هذا الكلام الفارغ، ما يوكل عيش..». قبل أيام أرسل لي رسالة يثني علىٰ المشروع، ويتنبأ له الريادة!

**
إذا أقدمتَ علىٰ عمل، أو توشك أن تجترحَ عملًا، لا تتورط في استشارة مثل هؤلاء؛ لأنهم يمارسون دور «قطَّاع الطرق» دون أن يشعروا بذلك، وبلا قصدٍ منهم، لكنه التشاؤم، وقصور النظر عن الأحلام والرغبات، وأحيانًا لا يلقونَ للكلمةِ حسابًا!

وربَّ كلمة هدمت فكرة، وربَّ استشارةٍ أطفأت حلمًا، وربَّ رأي دفن ما حقه البقاء، ولهذا، لا تستشر إلا من تثق بنفسيته السَّوية ابتداءً، ومن ثمَّ عقله الراجح الرزين!
وفقكم الله يا رفاق.

* من صفحة الكاتب

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: المكحل: مشروع رواية وثورة

زر الذهاب إلى الأعلى