آراء

في ضوء العدوان على غزة: ماذا يكتب العبريون وكيف يناقشون؟

عبدالسلام القيسي يكتب: في ضوء العدوان على غزة: ماذا يكتب العبريون وكيف يناقشون؟


اليوم، قضيت وقتي أفتش رأي العبريين، أعددت موقع حسابي على x ليطابق اسرائيل، وقرأت أغلب ما كٌتِب، من جانبهم، عن الأحداث، وعن الحرب..

فتشت هاشتاقات اسرائيل باللغة العبرية.. هالني حجم النبوغ الإعلامي لهذا الكيان
أدركت سر أن يصطف العالم مع اسرائيل وأقل القليل سر أن يصمت، العالم، أمام جرائم هذا الكيان، وأقصد بالعالم الناس العاديين، العالم بنظري هو الشيء العادي.

مثلاً،
أغلب النقاش لا يتحدث عن بطولة الجيش الاسرائيلي،
مطلقاً، بل عن مكامن الضعف.
عن القصور لدى الجيش والقيادات والحكومة!
ومنظمات المجتمع المدني، منشغلة، بإجبار الحكومة على إعادة الرهائن، من غزة، بخير، وهذا أهم ما لديهم، العودة، قبل النصر.

في جانب آخر، يتداولون صور قتلاهم من الجيش، الضعيف، الذي يحاول بكل ضعفه لإيجاد وطن قومي لليهود، والإحتفاظ به، هذا الجيش المسكين، الذي يصارع وحوشاً من الدراكولات ومن المتوحشين، الشجعان الذين يأكلون الأكباد، قصدهم حماس، أو كل فلسطيني، وإظهارهم كخوارق.. وأن الجيش الاسرائيلي يحتاج للعالم ولمعجزة لضمان بقاء ملايين الأبرياء على أرضهم المقدسة، تخيلوا!

وغير ذلك، وهو الأهم، يروجون لبطولاتنا نحن العرب، وقد نشر أحدهم محتوى لغزاويين يوم 7 أكتوبر وهم يتجاذبون بالأسرى، وهم يحتفلون، وهم يفتخرون أن كل طفل غزاوي عاد بأسير صهيوني، نشر الفيديو معلقاً عليه : أريد أن أرى الأبرياء في غزة، كيلا يطالهم الموت، ولكن البهجة هذه والإحتفالات بوصول الرهائن تثبت ألا بريء في القطاع..

كذلك، كثيراً نتداول فيديوهات عن بطولة عربي يواجه ويستفز مجموعات كامندوز اسرائيلية، الرجل أعزل، ومع ذلك ينتصر بملامحه عليهم، يتحاشونه، وتداولنا لنثبت بطولة الفلسطيني في وجه جنود اسرائيل، هذا محتوانا منذ بدأت طفرة السوشيال هذه، لكن الآلاف يتداولون الفيديوهات لهكذا بطولة في نظرنا وكتبوا : نستطيع قتلهم دفاعاً عن النفس لكن أخلاقنا لا تسمح بذلك، نحن نريد لهم الحياة.

وأكثر تداولا اليوم في اسرائيل، هو إظهار حجم الرعب من الغضب الداغستاني تجاه اسرائيل، عن شعب مسلم يفتش حتى محركات طائرة اسرائيلية هبطت هناك لعله يجد يهوداً لذبحهم، ويقولون: أين نذهب؟ حتى لو قررنا ترك فلسطين فالذبح ينتظرنا في كل مكان.

ويروجون لرواية اسلامية: حتى لو فضلنا الهرب منهم وعدم قتالهم، ففي عقيدتهم حتى الأشجار ستحدثهم عنا، ليذبحونا، بوحشية

إعلامهم نسخة عما نتحدث عنه، بفارق العكس، يظهرون ضعفهم وبمقابل، مقابل قوة الفلسطيني، يظهرون حجم الدمار الذي لحق بآليات الجيش التي ذهبت فقط في مهمة تحرير الرهائن، لكن هناك جيشاً قوياً، إرهابياً، مزوداً بكل شيء، بإمكانه أن يصل تل أبيب، فعل الأفاعيل.

كل صور البطولات العربية الوهمية والتهديد بالدفن والذبح وانهاء وجود الكيان أكثر ما يتم تداوله وبكل لغات العالم من داخل اسرائيل، وبمقابل خطاب الضعف اليهودي، الذي لا مكان له حول العالم ليعيش، يظهر خطاب البطولة العربي الواهم العاطفي المشحون بالكره الغير معقلن، رغم أن ثلث العالم بلاد المسلمين، ويستكثرون بقعة صغيرة، نتشاركها معهم، كما يقولون، لنعيش، ويريدون ذبح آخر يهودي.

أدركت سر تعاطف العالم، من ذكاء الصهاينة وغباء العرب، فالصهيوني يقتل ويسفك ويرتكب الأفاعيل ويظهر بصورة الضحية، لكن العربي أو الفلسطيني هو الضحية لولا أن خطابه المشحون بالوهم والبطولات الشعاراتية حولته من لسان نفسه الى جلاد، والإعتراف سيد الأدلة.. ماهرون بإدارة حرب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى