آراء

حل كفيل بتأمين الملاحة الدولية من الخطر الحوثي

مصطفى ناجي الجبزي يكتب: حل كفيل بتأمين الملاحة الدولية من الخطر الحوثي


حل وحيد كفيل بتأمين الملاحة الدولية من الخطر الحوثي لكنه لا يرد على بال.

هل هم من السذاجة ليتصوروا ان الاعلان عن قوة دولية في البحر الأحمر سيردع الحوثي او يخيفه؟

ألم يتعلموا من السنوات الماضية ويعرفوا ذهنية الحوثي المقامر بالبلاد والعباد؟

ليس بعيدا تشكيل قوة عسكرية دولية في مياه البحرين العربي والأحمر. بل هي موجودة أصلا وهذا الممر الملاحي الهام يغص بالقطع الحربية الدولية اكثر من اي ممر آخر منذ عشرين سنة.
وقوات المهام متعددة فيه (CTF 150, 151, 152, 153 )واكثر من 60 دولة مساهمة في هذه القوات خلافا للسفن البحرية العملاقة وحاملات الطائرات والسفن النووية التي تمضي في مهام عسكرية دورية.

بل ان القواعد والمواقع العسكرية الأمريكية المحيطة بالبحر الاحمر والبحر العربي من جزر سيشيل إلى باكستان ودول الخليج وإثيوبيا تزيد على ثلاثين موقعاً لم ينقصها إلا موقع واحد هو الذي كان في قاعدة العند اليمنية.

وقد تتحدد مهام جديدة لهذه القوات الهادرة وتنفذ اعمالاً قتالية في اليمن. من وما الذي يردعها.
ستقصف وتضرب بأعتى ما لديها من صواريخ وتعلن انها تصيب الاهداف. ولن تجروء المنظمات الدولية على قول شيء. فليست السعودية هي التي تقصف هذه المرة وستختفي سردية البلد النفطي الغني الذي يشن حربا على بلد هو الأفقر في العالم.

لكن ثمن تحييد الحوثي عن البحر الأحمر بقوة دولية هو تدمير اليمن وقتل عشرات ومئات الاف اليمنيين دون بواكي لهم.

فقط سحق ما تبقى لليمنين من مدن وطرق وجسور وسكينة واعتدال تاريخي وحضاري. سحق ما تبقى لهم من تقدير لذواتهم وعدم انكشافهم رغم المحن والجوع وانهيار الاقتصاد وبطش الحوثي وعنصريته وفشل الشرعية في لملمة البلاد.

لكن الحل المعقول يتطلب على الاقل سنتين من الجهود والصبر وله وجه سياسي ووجه عسكري.
وجه سياسي يقتضي الخروج من حالة المراوحة السياسية في صفوف الشرعية؛ تمكين الشرعية وتجميع القوات المتناثرة تحت قيادة عسكرية واحدة ومعالجة اختلالات قيادات الشرعية وتشرذمها وضبط صلف بعض اطرافها.
بمعنى ان بناء الشرعية لتكون بقرار واحد ورأس واحد بلا مواربة ومشاريع خفية.

والوجه الاخر هو بناء مؤسسة عسكرية يمنية تمتلك مختلف الجيوش اللازمة للحفاظ على سيادة البلاد وفرض الامن والقانون والقضاء على حركات التمرد والتمزيق. وهذا لا يتم إلا باستعادة المقدرات الجوية والدفاع الجوي وتوحيد القرار والمهام العسكرية وتسليح وتدريب لمهام عسكرية وليس لمهام امنية ومكافحة شغب وحراسة منشآت.

يبدو هذا الحل مكلفاً ومملاً لكنه الاقل كلفة من كل الخيارات إلا انه يعني شيئا وحيدا وهو اعادة بناء يمن واحد ومستقر وهذا غير مرغوب الان.

يبقى الحوثي افضل خيارات الخراب لولا انه متهور ونزق وشره اكثر من اللازم. واي تدخل خارجي لن يكون إلا لتأديبه وأعادته إلى دوره الوظيفي المرسوم.

صفحة الكاتب

أقرأ أيضاً على نشوان نيوز: هجمات حوثية جديدة ضد هاتين السفينتين في البحر الأحمر

زر الذهاب إلى الأعلى