شعر وأدب

يا موطني (شعر)

قصيدة الشاعر عمران العمراني يا موطني (شعر)


يا موطني كلما أُطريك أفتخِرُ
وينبُت الحبُّ في قلبي ويعتصِرُ

وهبتُك الروحَ والاهاتُ محدقةٌ
تمُر حولي فلا أخشى ولا أحِرُ

الا لحى اللهُ من يبغيك في هرجٍ
ونحن نرجوك تستعلي وتزدهِرُ

لاضيرَ إن دَلَفَت في ترعِنا مُضَرٌ
ونارها بالسلاليين تَستِعرُ

لها بداحسَ والغبراءَ مثلبةٌ
دهماءُ مُظلمةٌ كذابُها أَشِرُ

ياويلها من بسوسٍ خلَّفت ضَغَناً
يظلُّ يَكبُر في الاجيال ماكَبِروا

ماكان قحطانُ يرعى في الفلا إبلاً
ولا لشارفِهِ حَلْباً ولايَصِرُ

ماكان يقسمُ بالازلامِ في خَبلٍ
وماله قَدحٌ في ضِيقهِ يَزِرُ

ماكان يُوأدُ في الرَّمْسَا مَوَدَّتَهُ
حيًّا لها الصخرُ يبكي ثم ينفجرُ

فهاهنا تبعٌ والتاج مرتصعٌ
في رأسهَ من عتيقَ الدُّ رّ ينتثرُ

وكان في سبإ الدنيا وقد وردت
معالمَ القيلَ في القرآن تَدَّكّرُ

أتى بها الهدهدُ الطوافُ في نبإ
وما أحاطُ بها من قبلهِ خَبِرُ

إني وجَدتُ بِذِي يِمناتِ إمرأةً
وعرشُها درمكيٌّ باسِق نَضِرُ

اللهُ أكبرُ ما ابهى محاسِنُها
إكليلةٌ من جبينِ الشمس تَختَمِرُ

نحن الذين بنينا السُّدَّ في بَذَخٍ
وغيرنا في كهوفٍ كان يَحتشِرُ

إذا ملَكنا ملَكنا الأرضَ خاضعةً
وليس فيها سوانا كان يَنتصِرُ

رَخَى لنا العزُّ ...والاقيالُ ديدنها
يأتي لها المُلكُ في طَوعٍ ويأتَمِرُ

يا أيها القيل أكتب عن مآثرنا
وعَن مُلوكٍ بها نَسمُو ونَفْتَخِرُ

واذكر بمن ساس في يُمنات (ذي رَخَمٍ)
من فَيضِ دَرهَمِهِ الارامُ تَعتمِرُ

وعن حَضارةِ أمجادٍ مخلَّدةٍ
ومن رآها بأم العين ينبهِر ُ

حضارةٌ من حصى الابريز معدنها
شعبٌ عظيمٌ وبالأفنَانِ يزدخِرُ

لامن زُجَاجِ ذوي التَّزويرٍ ينحَتُها
يهوي به الريحُ في سحقٍ وينكسِرُ

نحن الذين إذا التاريخ مرَّ بنا
ينال من مجدنا ذكرا ويشتَهِرُ

من آمنو بنبي الحقٍّ قاطبةً
من قبلِ أن يستوي نورا وينتشِرُ

أتى إلينا فآمنا به رغَباً
وقومُهُ في غَطِيط الشرك قد عقِرو

كنا إذا ما أطعناهُ يخالِطُهم
غِلٌّ وأبصارهم بالهمزِ تنحَسِرُ

على البسيطة اطرانا وأمدَحَنا
وقال أنتم بني الإيمان فانتفٍرُو

وفي المعادِ لنا البُشرى برؤيتهِ
إني على الحوضِ أسقيكم وانتظِرُ

لايَجرِمَنَّكَ بالتَّفريقٍ ياوطني
غِرٌ خسيسٌ وضيعٌ ماكرٌ خطِرُ

فلا وربُكَ لن القاكَ في حَرَجٍ
وبين كَفَّيَّ سيفٌ صارمٌ بتِرُ

زر الذهاب إلى الأعلى