عن حجم الاختراق الإسرائيلي لجماعة الحوثي في اليمن
رياض الأحمدي يكتب: عن حجم الاختراق الإسرائيلي لجماعة الحوثي في اليمن
سأكتب اليوم عن حجم الاختراق الإسرائيلي لجماعة الحوثي في اليمن من وجهة نظر خبير رقمي ومحلل سياسي لا أكثر، وبناءً على المعلومات المعروفة للعالم جميعاً، وما يمكن استنباطه بالنظر إلى عملية تفجير أجهزة البيجر في لبنان، بوصفها عملية معقدة وتعد أكبر عملية تجسس في التاريخ.
هذه النقاط، وفي ضوء تقرير واشنطن بوست، سأحاول إجمالها فيما يلي:
1- فيسبوك، أكبر شركة مراسلة وتواصل اجتماعي، وهم نافذون فيها وفي مواقعها الحساسة. لدى فيسبوك برامج إجبارية في أندرويد وحتى في أيفون.
فيسبوك، أيضاً هي الواتساب بكل ما يعنيه.
2- شركة جوجل، أكبر أرشيف معلومات في العالم، موقع بحث، شركة جيميل، لديها 99.9% من مراسلات اليمنيين ورسائلهم. وجميع المواقع التي سجلوا الدخول منها، وجميع كلمات المرور.
جوجل، أيضاً هي شركة أندرويد، النظام الذي يستخدمه كل شخص يحمل هاتف أندرويد في العالم، وتستطيع الوصول إلى موقعك حتى بدون إذنك، جميع رسائل SMS مخزنة، فيها، جميع الإشعارات من جميع التطبيقات مسجلة لديها.
3- أيفون، أكبر شركة احتكار نظام مغلق مليء بالثغرات المخفية التي تستخدم أعمالها للوصول إلى هواتف العالم.
4- شركة ميكروسوفت، أنظمة الحاسوب المنتشرة في كل مكتب تقريباً.
5- شركات تصنيع الرقائق الدقيقة، التي يمكن من خلالها إدراج مواد غير مرئية تقوم بمهام التجسس والتنصت، معالجات أنتل، وغيرها من المعالجات.
6- موقع تويتر (منصة إكس)، يشترك فيه الغالبية من قيادات الحوثيين، أو أشخاص بمكاتبهم. ومواقعهم مرصودة، وحساباتهم البنكية التي فيها حتى بطائقهم الشخصية.
7- شركات السوق السوداء للأسلحة والمعدات المستخدمة في صناعة الأسلحة وأجزاء الطائرات بدون طيار. فمثلما أنشأ الموساد شركة قامت بصناعة أجهزة بيجر مزيفة، لديها أيادي أيضاً في صناعة المعدات والأسلحة المنتشرة بأسواق مهربي السلاح في آسيا وأوروبا. هذه المعدات لا تنفجر كما هو حال ما حصل مع حزب الله، بل يكفي تتبع مواقعها لمعرفة أين يتم تخزين الأسلحة وطرق نقلها وغير ذلك.
8- أجهزة الحوسبة وأجهزة مراقبة الهواتف والتنصب المستخدمة لدى أجهزة الاستخبارات في صنعاء، والتي قام الحوثي بالسطو عليها. أو تلك التي جلبها من إيران، كلها تستخدم رقائق دقيقة لليهود بصمة فيها بطريقة أو بأخرى.
9- رغم أن إمكانيات سي أي إيه، أكبر بكثير وبما لا يقارن من إمكانيات الموساد، إلا أن خطورة الأخير، في كون قسم من اليهود العاملين حتى في السي أي إيه، مجندون ديركت لدى الموساد، وبالتالي يستطيع الموساد استخدام إمكانيات سي أي إيه وإم أي فايف، حتى دون علم هذه الأجهزة، ودون علم الشركات المذكورة آنفاً بشكل رسمي.
10- على افتراض قام الحوثيون بالاستغناء عن جميع هذه الآليات، فإن المواقع والأهداف المهمة أصبحت كلها مرصودة، وإن تغيير الاعتماد على التكنولوجيا المتوفرة يقتضي سنوات وسنوات.
أخيراً، في ضوء الحيل التي تم الكشف عنها، بعملية البيجر، يتأكد أن من السهل والطبيعي جداً، أن يعمل الموساد حسابه بالتواجد بجميع الشركات المذكورة أعلاه، وما لم يتم ذكره. وبالقدر الكافي، وبالآليات المناسبة للوصول إلى ما يريد، هذا إن لم يكن للموساد يد في شهرة ووصول هذه الشركات والأدوات من الأساس.
كل هذا قد يعني شيئاً واحداً: أدوات التجسس التقليدية عبر المخبرين وغيرهم، إنما هدفها خداع الضحية بأنهم لا يعرفون معلوماته، وبأنهم يحاولون التجسس للوصول إلى معلوماته، التي هي موجودة لديهم أساساً عبر أدوات تكنولوجيا متقدمة. وما أتيح للعالم منها، وأخرها الذكاء الاصطناعي، لم يتح، إلا بعد أن أصبح لديهم أدوات أقوى منها.