[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

إلى الإخوة قادة وأنصار الممانعة والصمود!

حسين الوادعي يكتب إلى الإخوة قادة وأنصار الممانعة والصمود!


استمعت لتصريحاتكم المتكررة حول النصر والصمود، ويبدو ان هناك مشكلة لغوية (أو على الأرجح مشكلة أخلاقية) عميقة بيننا في تحديد ما نعنيه بالنصر والصمود. .

الصمود في الحرب هو أن تستمر بلدك في الحياة والعمل والإنتاج رغم الحرب.
الصمود هو أن يستمر الأطفال في الذهاب الی المدارس وان تمتلئ المحطات بالوقود والمحلات بالسلع والمستشفيات بالأدوية والشوارع بالناس رغم استمرار الحرب.

الصمود هو ان تستطيع الرد علی العدوان الخارجي ضربة بضربة وصفعة بصفعة، لكن ان تسلم مؤخرتك لصفعات العدو وانت تتذرع ب"الصبر الاستراتيجي" والصمود فهذه أقصى درجات الذل والهزيمة.

الصمود ان تخرج قاداتكم للتجول في الشوارع وتفقد أحوال المواطنين لا ان ترسل قياداتكم عنترياتها من المخازن والبدرومات والأنفاق والحفر المظلمة تاركين الناس للقاتل الطليق ليحصد أرواحهم بالآلاف.

لو كان هذا صمودا، فهو نوع غريب من الصمود أحرى بنا أن نسميه صمود الجرذان.

في بلد العدو (المهزوم حسب وجهة نظركم)، الحياة لا زالت مستمرة والمحطات مليئة بالبترول والأطفال يذهبون بأمان إلى مدارسهم والمطاعم تعج بالسهرات حتى منتصف الليل.

اما حديثكم عن الصمود بعد ان أصبح الوطن كومة من الدمار والفوضى والجوع والعطش والموت فليس الا دليلا دامغا أن بقاء الميليشيا مقدم عندكم على بقاء الوطن وأن حياة الزعيم المختبئ أهمّ عندكم من حياة الملايين.

ان الخلاف بيني وبينكم في تعريف الصمود ليس عسكريا بل أخلاقي وإنساني. لان معيار الصمود الحق هو نجاة الإنسان لا نجاة الميليشيات والعصابات.

زر الذهاب إلى الأعلى