إيلون ماسك.. ترامب رئيساً بدعم المنصة التي حظرت حسابه قبل سنوات؟
الدعم الحاسم من إيلون ماسك.. كيف أصبح دونالد ترامب رئيساً للمرة الثانية بدعم المنصة التي حظرت حسابه قبل سنوات؟ رياض علي
مع إعلان فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، تتجه الأنظار إلى الشخصيات التي دعمت حملته بشكل مؤثر وفعّال، خاصةً أولئك الذين واجهوا تحديات إعلامية وسياسية كبيرة لتقديم هذا الدعم.
ومن بين أبرز تلك الشخصيات يبرز اسم إيلون ماسك، رجل الأعمال البارز ومالك منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، الذي لم يتردد في تقديم دعم علني لدونالد ترامب، مستخدمًا منصته التي سبق أن قامت بحظر حساب ترامب في العام 2020 على خلفية معارضته نتائج الانتخابات آنذاك.
دعم جاد في لحظة حاسمة
قبل إعلان نتائج الانتخابات، نشر ماسك عدة تغريدات داعمة بشكل صريح لحملة ترامب، مشجعًا الأمريكيين على الخروج للتصويت بأعداد كبيرة.
وفي مقابلة له مع الصحفي جو روغان، دعا ماسك الناخبين إلى اعتبار الانتخابات لحظة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة، قائلاً: "هذه هي الفرصة الأخيرة لتخرج وتدلي بصوتك وكأن حياتك تعتمد عليه، لأن مستقبلك يعتمد عليه فعلاً". وأشار إلى موجة من التحولات في الولاءات السياسية بين الناخبين، ونوه إلى شخصيات معروفة مثل بيل أكرمان الذين تركوا الحزب الديمقراطي وانضموا إلى الجمهوري.
منصة السياسة في العالم.. دور "إكس" في الحملة الانتخابية
تعتبر منصة "إكس" اليوم من أهم الساحات الرقمية لمتابعة الأخبار السياسية، وقد شهدت في هذه الانتخابات حضورًا قويًا لدعم ترامب بفضل مالكها ماسك، الذي استخدم المنصة بفعالية للترويج له.
على عكس انتخابات 2020، التي وجد فيها ترامب نفسه محاصرًا إعلاميًا بعد إعلان فوز جو بايدن، تمكن ترامب هذا العام من الوصول إلى جمهوره على نطاق واسع عبر منصة "إكس"، وذلك من خلال مقابلات مباشرة ومناقشات سياسية أدارها ماسك بنفسه.
وقد أثار ماسك الجدل عند تعديله زر "الإعجاب" في المنصة ليصبح صندوق اقتراع متحرك، وهي خطوة اعتبرها البعض تلميحًا واضحًا لمساندته ترامب. ويعزز هذا الأمر تصورات البعض أن استحواذ ماسك على "إكس" كان جزءًا من استراتيجية تتعلق بالعودة السياسية لترامب، وربما لاستثمار المنصة لتحقيق أهداف سياسية تتجاوز مجرد الأعمال التجارية.
الدعم المالي والظهور الميداني
لم يقتصر دعم ماسك على تغريداته ومواقفه العلنية، بل شمل دعمًا ماليًا سخيًا، إذ قدم ماسك تبرعات بلغت 75 مليون دولار لدعم الحملة الانتخابية لترامب خلال ثلاثة أشهر، مما أسهم في تمويل الجولات الانتخابية والمحتوى الإعلاني. كما ظهر إلى جانب ترامب في عدة تجمعات انتخابية، منها تجمع في ولاية بنسلفانيا، حيث تحدث عن رؤيته للمستقبل وحذر من عواقب عدم انتخاب ترامب.
وفي ليلة الانتخابات، كان ماسك حاضرًا إلى جانب ترامب في مقر إقامته في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث انتظرا معًا نتائج الانتخابات، في مشهد يعكس عمق التحالف بينهما ودعمه المستمر حتى اللحظة الحاسمة.
هل كان شراء المنصة جزءًا من خطة لتمكين ترامب؟
يذهب البعض إلى اعتبار أن شراء ماسك لمنصة "إكس" كان خطوة استراتيجية لتوجيه الرأي العام، سواء لصالح ترامب أو لدعم رؤية ماسك السياسية. وبالفعل، استخدام ماسك للمنصة لإبراز الرسائل السياسية والتصريحات المؤيدة لترامب قد يعزز هذه النظرية، خاصة مع التكهنات التي دارت حول رغبته في التأثير على السياسات الأمريكية أو حتى على مستوى الحوارات السياسية العالمية.
ماذا بعد؟
مع بداية ولاية ترامب الثانية، يترقب المراقبون دورًا أعمق لماسك، سواء في مجال الإعلام أو التكنولوجيا. فباعتباره أحد أبرز الوجوه المؤثرة في القطاع التقني والإعلامي، يُتوقع أن يستمر ماسك في دعم سياسات ترامب والتأثير على الرأي العام عبر منصاته. من المرجح أيضًا أن يقوم بدور بارز في تطوير التشريعات التي تتعلق بحرية التعبير والابتكار التكنولوجي، وهو ما يتماشى مع رؤيته للتأثير السياسي.
كذلك يتوقع المحللون، أن يُظهر ماسك دعمًا قويًا في ملف الاستقلال الاقتصادي عن الصين والتوجه نحو تصنيع محلي قوي، والذي يتماشى مع رؤية ترامب لأمريكا أقوى وأكثر اعتمادًا على ذاتها.
وبصفته مهندساً ومطوراً، من المتوقع أن نشهد المرحلة المقبلة تعاونًا وثيقًا بين إدارة ترامب وقطاع التكنولوجيا بقيادة ماسك لدعم الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، حيث يُعد ماسك من رواد هذه المجالات، بما يتوافق مع استراتيجيات تهدف لتعزيز دور أمريكا في الابتكار العالمي. وكل ذلك، حاول ماسك إيصاله بأحاديث وخطوات متعددة الفترة الماضية.