آراء

سوريا؛ الانتصار.. والمخاوف!

أنيس ياسين يكتب عن سوريا؛ الانتصار.. والمخاوف!


في الحالة السورية ما حدث من إسقاط للنظام يعد إنجازا معتبرا وانتصارا عظيما بحد ذاته وبكل المقاييس، وبالتالي فإن ما يمكن أن يواجه السوريين من تحديات وصعاب وأزمات -لا قدر الله- أيا كان حجمها وطبيعتها، فليس من المعقول ولا من المقبول أو العدل تحميل هذا الإنجاز التاريخي تبعات ما قد يحدث أو التقليل من قيمته على الإطلاق..

ومن السطحية بمكان مقارنة الحالة السورية بما حدث في اليمن، وليبيا، وحتى السودان، إذ لا وجه للمقارنة بين ما عاناه الشعب السوري من حكم عائلة الأسد، والأنظمة الحاكمة في تلك الأقطار أو غيرها من الدول..

ويكفي أن نعرف كيف تعامل حافظ الأسد مع المعارضة السورية في ثمانينات القرن الماضي، وكيف أقدم على هدم مدينة #حماة على رؤوس أهلها، وقتل قرابة 40 ألف من أبنائها في أقل من شهر وسجن من سجن وأخفى من أخفى.. ثم ما فعله بشار بسوريا وشعبها خلال السنوات 13 الأخيرة، فقد أحرق وقتل واعتقل وهجر شعبا بأسره دون أن يرمش له جفن، وأباح بلاده للمليشيات الطائفية وروسيا تسرح وتمرح وتقتل وتدمر وتحرق وتهجر بلا رقيب ولا حسيب..

بمعنى أننا إذا نظرنا إلى الخيارات أمام الشعب السوري القتيل السجين الشريد الطريد سنجد أن إسقاط النظام ليس ترفا ولا خيارا بين خيارات، بل إن إزاحة هذا النظام الكابوس المرعب وتحقيق الخلاص والانعتاق من هذا الكابوس المرعب كان وظل حلم كل السوريين وغايتهم التي لا تعادلها غاية، بصرف النظر عن التحديات اللاحقة والصعوبات التي يمكن أن تحدث بعد ذلك..

وإنه بالنظر إلى ما تحقق للسوريين من القضاء على حكم الأسد وبتلك الطريقة، سنجد أنه لم يكن بالإمكان أبدع مما حدث..

من هنا ينبغي على السوريين وكل التواقين للحرية من غير السوريين، الاحتفاء ومباركة النصر العظيم الذي تحقق، مع مراعاة الفصل وعدم الخلط بين هذا النصر الناجز الذي تحقق، وبين أية مخاوف أو قلق يعترينا بشأن القادم من الأيام والأحداث ومستقبل سوريا والسوريين عموما..

نعم، هنالك مخاوف.. وأمام السوريين تحديات عظام ومسؤوليات جسام ولا شك، لكن ،ومهما حدث، سيظل تحرير سوريا وطي صفحة الأسد نصرا عظيما وعيد أعياد الشعب السوري، بما هو من نهاية لحقبة سوداء مظلمة ومفتتح حقبة جديدة ونقطة تحول في تاريخ سوريا والأمة العربية والمنطقة..

مبارك لشعبنا السوري العظيم ولأمتنا العربية هذه الثورة العظيمة والنصر الكبير، ونسأل الرحمن أن يمن على سوريا بالأمن والسلام والتقدم والنماء..
وليمننا وعراقنا وأحوازنا نصرا قريبا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى