إطاحة الحوثي لا إدماجه بالتسوية مظلة تحمي الجميع!
خالد سلمان يكتب: إطاحة الحوثي لا إدماجه بالتسوية مظلة تحمي الجميع!
اليوم الخميس فجرًا، 12 غارة إسرائيلية استهدفت بُنى تحتية في كل من صنعاء والحديدة، أخرجت محطات كهرباء وموانئ عن الخدمة. الحوثي، بالمقابل، دمر جدار مدرسة فقط في تل أبيب، ودفع الثمن ليس من رؤوس قيادية بل من البنية التحتية الهشة لليمنيين.
صواريخ الجماعة أشبه بإعلانات النيون بطابعها السياسي؛ فهي لا تنصر غزة ولا تدافع عن المقدسات. هي تقصف لتحصيل أثمان قصفها على هيئة فواتير داخلية، تعزز قبضتها وتعطيها بطاقة مرور نحو المزيد من القمع، والتشبث بالحكم تحت ذريعة مزعومة لقيادتها معركة تحرير الأقصى.
الحوثي يقتلنا نحن فقط ببنادقه وبشظايا الصواريخ الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية. يدمر منشآتنا ويستدعي الإسرائيلي وهو يدرك أنه لا شيء يردع هذا الكيان، وأن مغامرات الحوثي تبيع الأرض والمنشآت مقابل ضخ حزمة تأييد داخلي، ومنح فرصة ليطل علينا المخبول عبد الملك بخطاب مثير للقرف جديد. فلا هو بصواريخه مد يد العون لغزة، ولا أوقف تحويل اليمن إلى غزة أخرى.
الأساطيل الأمريكية تتدفق نحو المياه الإقليمية اليمنية. قائد الأسطول الخامس يعيد التأكيد بأن بلاده "لن تتنازل عن باب المندب للحوثي"، وهي لهجة لا تحمل سوى معنى واحد: إخراج هذا الممر الدولي الهام من تحت هيمنة صواريخ إيران الحوثية. وإنّ هذا الوعيد المدروس سيترجم على الأرض بتحرير الحديدة، وخلق بيئة مساعدة لخصوم الحوثي، تدفع نحو استعادة المناطق المختطفة.
الحوثي لن يؤمن جانبه بمقاربات سياسية، ولا بمفاوضات أو تسويات أو صفقات حلول وسط. الطريق المنتج لسلام دائم في اليمن والجوار، والمصالح الدولية، هو القضاء على آخر أدوات إيران وقطع ذراعها في اليمن.
ما يقوم به الحوثي من فرقعات مدانة لجهة الفواتير التي ندفعها من سلامنا وبنيتنا المتهالكة، دون تصدٍ حوثي يُذكر، وبالقدر نفسه ندين ردود فعل الكيان التي لا تستهدف قيادات الحوثي ومخازن سلاحه، بل البنية المدنية، مما يضاعف معاناة اليمنيين.
سيظل الحوثي مصدر خطر جماعي. لا يعنيه اليمن؛ فهو يقايض قصفًا استعراضيًا بخطاب أرعن يرسله لحواضنه، ويعيد تصدير هلوساته ومشاعر تضخم القوة الكاذبة لديه إلى أنصاره كطرف إقليمي، بينما يتلقى الصفعات المسلحة دون أن يملك دفاعًا جويًا لمواجهة أسراب الطائرات الإسرائيلية، مما يكشف حجم غباء هذه الجماعة ومغامراتها وطيشها وعدم مسؤوليتها.
مرة أخرى: إطاحة الحوثي لا إدماجه في مسار التسوية، مظلة تحمي الجميع.