منوعات

أسباب التحذيرات من استخدام الهواتف الذكية أثناء النوم

انتشرت الأجهزة الذكية في العالم أجمع انتشارًا جعل الكثير منا لا يمكنه النوم دون أن يحمل جهازه الذكي بين يديه، ليتصفح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، أو لمشاهدة بعض مقاطع الفيديو، أو لقراءة مقالة معينة، وكل ذلك دون أن يُدرك ضرر ما يقوم به.

في تقريرنا هذا سنتناول بعض النقاط حول تأثير استخدام الهواتف الذكية أثناء النوم، لنرى مدى ضرر هذه العادة السيئة على صحتنا، ونمط حياتِنا.

الهواتف الذكية واضطرابات النوم!

يُعاني حوالي 50 إلى 70 مليون أمريكي من اضطرابات النوم المُزمنة؛ مما يُعيق حياتهم اليومية، ويؤثر سلبًا على صحتهم بشكل عام. فمن خلال دراسة استمرت حوالي 6 أشهر، اكتشف باحثون أن استخدام الهواتف الذكية يؤثر على إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم عملية النوم؛ فالضوء الأبيض والأزرق الصادر من الهواتف الذكية في الليل يمنع المخ من إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم، ومد القلب والعقل بالراحة اللازمة. مما يؤدي في النهاية إلى اضطرابات النوم، والإرهاق، والأرق، وصعوبة انتظام الساعة البيولوجية.

يُفرَز الميلاتونين من الغدة الصنوبرية في المخ، ويعمل على تكسير الهرمونات الحيوية النشطة في جسم الإنسان؛ فيسمح للجسم بالنوم والاسترخاء. ويسحب الميلاتونين الأكسجين والهرمونات اللازمة من العضلات وخلايا الجسم المختلفة، مما يجعل الخلايا غير نشطة فيزيائيًا، كما يعمل على تقليل كميات الأكسجين الواصلة للمخ، مما يُشتت التركيز، ويجعل القدرة على التفكير بوضوح أمرًا في غاية الصعوبة. ونتيجةً لذلك يشعر الإنسان بالتعب فيستغرق في النوم.

يؤدي النوم دورً هامًا في الحفاظ على صحة الجسم العامة ونشاطه. وبالتالي تؤثر اضطرابات النوم بصورةٍ سيئة جدًا على الصحة؛ إذ تؤدي إلى إصابة الجسم بالعديد من الأمراض المُرتبطة ببعضها البعض. وبالتالي يؤثر استخدام الهواتف الذكية أثناء النوم على صحة الجسم من خلال تأثيره السلبي على قدرة الجسم الطبيعة للنوم، حيث يؤدي في النهاية إلى حدوث:
1
. السِمنة

وفقًا لدراسة أجريت خلال عام 2007، فإن اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية وعدم انتظام نمط النوم يؤدي إلى السِمنة. حيث تعمل إيقاعات الساعة البيولوجية على تنظيم أوقات النوم واليقظة، وبالتالي تنظيم فترات النشاط والخمول لخلايا الجسم المختلفة. فتعمل الخلايا على نقل المواد الغذائية والهرمونات، والخلايا الدهنية والدهون الثلاثية في أوقات النشاط. أما حالة الخمول، والتي ما بين الاستيقاظ والنوم، فتؤدي إلى اضطرابات الخلايا مما يجعلها تعمل على تغيير نمط التمثيل الغذائي في الجسم مما يُسبب تراكم الدهون وحدوث السِمنة.

وهناك دراسة أخرى قام بها فريق الباحثين من جامعة ولاية «كينت» الأمريكية، على أكثر من 300 طالب، وذلك للتعرف على العادات المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية، وكيفية تأثيرها على الصحة البدنية. أوضحت أن استخدام الهواتف الذكية يُخفض من مستوى النشاط الجسدي واللياقة البدنية. حيث يؤدي تصفح الإنترنت، أو ممارسة ألعاب الفيديو عبر الهاتف؛ إلى خفض مستوى حركة الجسم، وبالتالي يؤدي إلى تراكم الدهون وحدوث السمنة.

2. الإصابة بمرض السكري

وفقًا لدراسة أجريت عام 2003، فإن الناس الذين ينامون أقل من 5 ساعات يوميًا، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري في أقل من 10 سنوات بحوالي 37%؛ إذ تؤثر اضطرابات النوم على قدرة الجسم على التعامل مع الكميات الزائدة من الجلوكوز، من خلال الأنسولين، والحفاظ على مستويات السكر في الدم؛ لذا فالسهر ليلًا يؤدي إلى صعوبة استخدام الجلوكوز، وزيادة مستويات الأنسولين وقلة كفاءته، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.

3. ارتفاع ضغط الدم

أوضحت الدراسة التي أجريت على 4810 أشخاص خلال عام 2006، أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 5 ساعات يوميًا، يصبحون أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم المرتفع بنسبة 60% خلال أقل من 10 سنوات. أمَّا بالنسبة للدراسة التي أجريت عام 2013، فإن النوم لفترات قصيرة خلال الليل، يُزيد من خطر الإصابة بضغط الدم المرتفع. وذلك بسبب إجهاد القلب، وزيادة ضغط تدفق الدم خلال الشرايين لفترات طويلة، مما يدفع الجسم للاحتفاظ بمستويات عالية من الصوديوم، وبالتالي ارتفاع مستويات ضغط الدم.

4. الإصابة بالاكتئاب

نتيجة الاستطلاع الذي تم في أمريكا عام 2005، لتشخيص من يعانون من الاكتئاب، اتضح أن هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا. أما الدراسة التي أجريت عام 2007 على 10 آلاف شخص، أوضحت أن من يعانون من الأرق واضطرابات النوم، هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، بل إن الأرق يُعتبر أحد الأعراض الأولية للاكتئاب.

5. الإصابة بأمراض القلب

ينقسم الكوليسترول إلى نوعين: أحدهما ضار، والآخر نافع. أمَّا الكوليسترول الضار، فهو المسؤول عن انسداد الشرايين وأمراض القلب. وفقًا لدراسة أجريت عام 2010، يرتبط نقص فترات النوم خلال الليل ارتباطًا وثيقًا بزيادة معدلات الكوليسترول الضار بالجسم، مما يؤدي إلى منع تدفق الدم المُحمل بالأكسجين إلى القلب، فيسبب انسداد الشريان التاجي، ومن ثم حدوث أزمة قلبية. كما يعمل الأرق أيضًا على خفض معدلات الكوليسترول النافع، وبالتالي زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

6. ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم

توجد الدهون الثلاثية في الدم، حيث يُعتبر ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. فيؤثر الأرق واضطراب النوم على معدلات إنتاج الدهون الثلاثية في الجسم. فوفقًا لدراسة أجريت عام 2008، أثبتت أن الناس الذين ينامون أقل من 5 ساعات يوميًا خلال الليل، يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية عن غيرهم، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الدهون الثلاثية في الدم.

زر الذهاب إلى الأعلى