قال محافظ عدن، جنوبي اليمن، عيدروس الزبيدي، إنه بدون الإمارات، بعد "توفيق الله تعالى"، لما استقرت الأوضاع في عدن، وهاجم من يتنكر لدورها.
جاء ذلك، في كلمة ألقاها اليوم، خلال حلقة نقاش اقامتها منظمات المجتمع المدني بعدن تحت شعار ( من اجل خلق شراكة لدعم جهود السلطة المحلية والتحالف العربي في مكافحة الارهاب والتطرف).
وقال الزبيدي: "مما يحز بالنفس اليوم أن هناك من لا يدرك حقيقة تلك الجهود والانجازات الجبارة لاشقائنا بقيادة التحالف العربي وخصوصا الاخوة في الامارات العربية المتحدة التي لولاها بعد توفيق الله تع إلى وتضحيات شعبنا وشبابنا، لما كنا مجتمعين بهذه القاعة أو كانت قيادة الدولة والحكومة تمارس مهامها من عدن، للأسف أقولها بمرارة أن من أعمى بصيرته الطمع والجشع يتجاهل ويتناسى تلك الجهود والتضحيات والانجازات ويتنكر لها وصار يبحث عن مكاسب ومنافع خاصة على حساب تلك التضحيات والإنجازات".
وفيما يلي نشوان نيوز يعيد نشر نص الكلمة لأهميتها:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. الإخوة الحاضرون جميعا احييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تحية السلام والرحمة والمودة التي حملتها رسالة الإسلام إلى الناس أجمعين.
واحيي تدشين حلقة النقاش لعملكم هذا التي تحمل عنوان "نحو تحالف شعبي لدعم جهود السلطات والتحالف العربي في مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الأمن والاستقرار" التي تنعقد في مرحلة مفصلية يمر بها الوطن ونتطلع باهتمام كبير لخروج هذه الورشة برؤى وبرامج عملية في شراكة المجتمع بمختلف شرائحه وقواه ونخبه مع سلطات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية والتحالف العربي والدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وصوره وتعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة عدن.
الحاضرون جميعا: تعلمون بأن الحديث عن الإرهاب والتطرف دائما ما يقترن بالحديث عن الفوضى والدمار والخراب والفتن التي تهلك الحرث والنسل وتزهق الأرواح البريئة وتدمير المجتمعات والمؤسسات والأوطان والدول، ولهذا فالحديث عن أسباب التطرف والإرهاب ينصب حول جميع المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعاني منها المجتمع فالتطرف كفكر وسلوك ينمو ويترعرع ويتغول في مستنقعات تلك المشكلات المتفاقمة، ومن هذا المنطلق فمكافحة تلك الآفة المدمرة تتطلب جهدا تكامليا تشترك فيه جميع قوى وشرائح المجتمع، ومن هنأ تأتي أهمية ورشتكم هذه في وضع اللبنة الأولى لتلك الشراكة والتحالف الشعبي.
ومما ينبغي إدراكه والتذكير به بصدد الحديث عن دعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة عدن، هو أن عدن ومحافظات الجنوب الأخرى عقب تحريرها من قوى الغزو والاحتلال الحوثي العفاشي منذ قرابة سنة ونصف ماضية، وجدت نفسها بلا مؤسسات دولة قائمة ولا موارد اقتصادية مفعلة ولا حتى قسم شرطة مفعل، ووضع كهذا شكل بيئة خصبة لانتشار بؤر الإرهاب والتطرف وجذب الشباب والأطفال والتغرير بهم للانضمام اليها، حتى كادت عدن والمناطق المحررة تسقط جميعها بيد تلك الجماعات الضالة وجميعكم عاصر وعاش تفاصيل أهوال تلك الأيام المخيفة، ولكن كانت ثقافة عدن المدنية ووعي سكانها وبسالة شباب مقاومتها، حائط الصد الأول لدفع تلك الكارثة ثم أتت جهود إخواننا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لتنقذ مدينة عدن ومحافظات الجنوب من ذلك المصير المأساوي المخيف، وبشهور قليلة جهزت ودربت قوات التحالف وحدات أمن وجيش نظاميين استطاعت خلال شهور قليلة تطهير عدن ولحج وحضرموت ومؤخرا أبين من سيطرت تلك الجماعات ثم استمرت ومازلت كل ساعة وحين تستأصل خلايا واوكار ذلك التنظيم الخبيث من كل مديريات ومناطق وحارات عدن والمحافظات المحررة، إن هذه الإنجازات المتلاحقة في زمن قياسي لم يسبق حدوثه في كثير من الدول التي مرت سنوات وعقود طويلة وهي تخوض معارك تطهير مناطق محدودة بكل ما تمتلكه من قوات وأجهزة عالية الأعداد والتجهيز العسكري والفني والتقني والاستخباري، كل ذلك يعكس عظمة الإنجاز والجهود التي تبذلها قوات الجيش والأمن التي مازالت في طور التكوين والتنظيم بدعم وإسناد عظيم من قيادة عاصفة الحزم وإعادة الأمل العربية.
ومما يحز بالنفس اليوم أن هناك من لا يدرك حقيقة تلك الجهود والانجازات الجبارة لاشقاءنا بقيادة التحالف العربي وخصوصا الاخوة في الامارات العربية المتحدة التي لولاها بعد توفيق الله تع إلى وتضحيات شعبنا وشبابنا، لما كنا مجتمعين بهذه القاعة أو كانت قيادة الدولة والحكومة تمارس مهامها من عدن، للأسف أقولها بمرارة أن من أعمى بصيرته الطمع والجشع يتجاهل ويتناسى تلك الجهود والتضحيات والانجازات ويتنكر لها وصار يبحث عن مكاسب ومنافع خاصة على حساب تلك التضحيات والإنجازات. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء: لتكون ورشتكم هذه المنطلق الأساس في بناء شراكة مجتمعية تنسق قوى وشرائح المجتمع في كل الاتجاهات والمسارات لاستئصال كل أسباب ومصادر وجذور التطرف والإرهاب وبناء مجتمع يسوده التعاون والتكامل والألفة والمحبة والتعدد والتنوع المثري للحياة وازدهارها بالتوازي والتكامل مع جهود السلطات الرسمية.
ختاما أقدم جزيل وعظيم امتناني لقيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ونجدد العهد والوفاء لجهودهم ودعمهم في مكافحة الإرهاب والتطرف ومليشيات الانقلاب وإعادة الأعمار والبناء. وجزيل الشكر والتقدير لفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي على دعمه واسناده المستمر لجهود السلطات المحلية في مكافحة الإرهاب والتطرف وتثبيت الأمن والاستقرار. وعظيم تقديري وامتناني لأهالي عدن على كل جهودهم البطولية وملاحم صمودهم العظيمة في سبيل تأمين مدينتهم وتعزيز أمنها واستقرارها وعودة الحياة الطبيعية اليها ونعاهدهم عهد الأوفياء أنه لن تغرينا سلطة أو مكاسب شخصية عن حماية وتأمين وازدهار عدن والجنوب عموما وما نحن إلا في مهمة وطنية مرحلية شاقة وعسيرة لن يوقف عزمنا في إنجازها إلا الموت أو الشهادة في سبيله والله على ما نقول شهيد.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محافظ عدن اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي