[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

السياسي النزيه لا يميز بين أبناء بلده طبقا لأي معيار

السياسي النزيه لا يميز بين أبناء بلده طبقا لأي معيار. ومشكلة اليمن الآن أن هناك سياسيين فاسدين ولصوص (ثروات وثورات) يروجون لمشاريع انقسامية تقسيمية تقاسمية، تقوم على تحريض اليمنيين على بعضهم، مذهبيا ومناطقيا وسلاليا.

ومصيبة اليمنيين أن هؤلاء السياسيين هم من يديرون المرحلى الانتقالية باسم ثورة 2011. أي أن سلطة الثورة (المفترضة) هي من تروج لمشاريع التفتيت والتفكيك التي تأسست على مقولات عنصرية من شاكلة "المركز المقدس"، المركز المقدس بما هو التدنيسي لمناطق يمنية بأكملها كما هو متداول شعبيا وسياسيا.

يتقدم الحوثيون راهنا في حقول ألغام في غير مكان من اليمن لتعزيز الفُرقة والتنائي بين اليمنيين، لكأنهم ينفذون الجزء المتبقي من مخطط سلطة الوفاق والشقاق والنفاق، التي ضللت اليمنيين وباعت لهم آخر صنف حشيش (سياسي) في المنطقة، وهو الفدرالية.

لكن الفدرالية مستحيلة، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، في واقع اليمنيين المتشابك بأكثر مما يتصوره الوحدويون الجغرافيون والانفصاليون الفدراليون! ولسوف تستعر الحروب الأهلية في جهات اليمن جميعا في ظل بيئة اقليمية ودولية تنزع إلى تعزيز التعريفات مادون الوطنية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبلدان عربية أخرى في شمال افريقيا.
***

من يريد تحرير اليمنيين من الإكراهات فعليه أن يعمل من أجل كل يمني من صعدة إلى ارخبيل سقطرى!

والحركات السياسية التي تزعم أنها تتحرك من منطلقات وطنية عليها ان تبدأ حركتها في العاصمة اليمنية صنعاء، لا من المانيا أو اثيوبيا أو الامارات العربية، مع التقدير لهذه الدول.

في صنعاء "اليمن مصغرا". هي الآن مدينة كل اليمنيين، يقطنها أكثر من 3 مليون يمنيا.
وفي صنعاء أكبر عدد من المحامين والأطباء والمهندسين والأكاديميين والصحفيين والحقوقيين والناشطات النسويات. وفيها العدد الأكبر من الحرفيين والعمال والباعة. وفيها الجسم الأكبر من البيروقراطية والتكنوقراط.

في صنعاء، التي أحبها، ولا يحبها كثيرون من أدعياء الحداثة والمدنية والوطنية، توجد مقرات الهيئات العليا والمؤسسات الحكومية والأحزاب والبيوت التجارية والمنظمات الأهلية والنقابات والاتحادات.
***

من دون الانتقاص من اية مبادرات أهلية وشبابية، مهمة وضرورية، في تعز وعدن والحديدة وحضرموت، لرفض الإرهاب والميليشيات والحروب الداخلية، فإن استنقاذ الدولة (ومن ثم استعادة الأمل في تحقيق تطلعات شباب الثورة) لا يكون إلا بتحرك مدني وشعبي من داخل العاصمة نفسها، حيث اليمنيون من كل فئة ومنطقة ومذهب وتيار.

كذلك تُصان الشعوب من الحروب العصبوية. وذلك هو دور المدن الكبرى، ونخبها الوطنية، في التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى