نداء من كل أبناء اليمن إلى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، حفظه الله ورعاه، الذي عرفه التاريخ مسارعاً لقضايا اليمن والصلح بين أهل اليمن ومنع الحروب في اليمن، فله صفحة بيضاء وأيادي ناصعة لا ينكرها أحد، والتاريخ يشهد بها. فقد كانت الأحداث تتسارع وتتجه للحروب ويتدخل الشيخ صباح بعقله الراجح وعروبته وسعة صدره وغيرته على أمته، فتهدأ الأحوال.
واليوم اليمن مقبلة على أحداث خطيرة واليمنيون كلما خرجوا من أزمة دخلوا في أزمة أخرى. ما إن تحصل التفجيرات الإرهابية والقتل وجر الناس إلى صراع حتى تنفجر حرب دماج لتخرب الحوار وإفشال المبادرة الخليجية. وهناك خطة شيطانية تسعى لإفشال هذه المبادرة لسبب واضح وهو أن هذه الدول والجهات لا تريد لدول الخليج أن تكون ذات وجود ودور في المشهد اليمني الذي يهم هذه الدول التي تريد أن تكون صاحبة القرار لما يخدم مصالحها وتريد استخدام الملف السوري والعراقي. وهناك جهود مكثفة وفق إستراتيجية متعددة الأطراف تريد تدمير اليمن لجعله ورقة ضغط وإضعاف لدور دول مجلس التعاون التي أصبحت اليوم تفكر بالوحدة الخليجية والتي أصبحت قوة اقتصادية ولها تأثير في عدد من القضايا. ولكن للأسف إن المبادرة الخليجية وقفت عند محطة ولم تتجاوزها، وبدأ فريق يريد أن يفسرها حسب هواه وبما يحقق أهدافه وليس بما يخدم استقرار البلاد. وهناك من يرفض المبادرة حسب التوجيهات الواردة إليه من الضاحية وغيرها.
وقد واجهت حكومة اليمن دماج ومحاولة غزو حاشد بالتفرج كأنها محايدة وكذلك الأحزاب أصبحت مشلولة والقبائل أمام أخطر تحدي لمستقبل اليمن. ما يجري في دماج له أبعاد خطيرة على مستقبل الخارجة السياسية في اليمن وعلى أمن المنطقة، وقد يقلب الطاولة رأساً على عقب ويغير الأحداث بشكل يكلف المنطقة الكثير من المتاعب. وإن سقوط المدن والقبائل المجاورة لصنعاء قد يؤدي، لا سمح الله، إلى أبشع مذبحة عرفتها المنطقة على يد هؤلاء السفاحين المنتقمين ومن ورائهم. وأول ضحايا المتفرجون على المشهد وينتظروا وكأن الأمر لا يعنيهم، فهولاكو لن يرحم صغيراً ولا كبيراً ولا كتاباً ولا علماء وحتى ابن العلقمي الذي سهل له ويسهل له لن يتركه هكذا بل سيدفع الثمن.
آن الأوان لسمو الشيخ الجليل العربي الوطني صباح الأحمد أن يتدخل بكل ما لديه من قوة. وهذه الجنوب اليوم على شفا حرب أهلية ويظن الذين تقصر نظرتهم ويريدون إغلاق هذا الملف بأسرع وقت أن يقبلوا بنظام الأقاليم والفيدرالية وكأنه الحل، وللأسف فهذا ليس حلاً ولا هو أصل المشكلة لأن المشكلة هي تعميق الكراهية، وإذا حصل الانفصال، لا سمح الله، فالحرب الأهلية قادمة بأبشع صورها لأن علي سالم البيض وجماعته وعبد الفتاح وجماعته وعلى ناصر وجماعته وغيرهم بينهم تارات ودماء لم ولن تنسى وكذلك السلاطين ودمائهم والذين اختفوا في الحروب وكذلك القبائل واختلافها. وهناك لاعب خطير بملك السلاح وهو أقوى من الحزب الاشتراكي من حيث السلاح والمواقع وهو أنصار الشريعة والجماعات الإرهابية المسلحة التي لا تعرف إلا الدم وهي تصعد من ذلك لإقامة إمارتها الإسلامية التي هي وفق أهدافها وأهداف مموليها، والحزب الاشتراكي لن يستطيع إدارة البلاد وهو مرفوض من جهات كثيرة وأولها الدول الغربية التي انتهت من هذه الملف المحسوب على الحقبة السوفييتية السابقة بعد أن طردوهم فلن يعيدوهم.
لذا فإن تحرك مجلس التعاون الخليجي لعقد حوار لأهم القيادات اليمنية برعاية رئيس مجلس التعاون الخبير بشؤون اليمن والذي لا ينسى له أحد جهوده فهو دائماً معروف بحماية السلام بين الجميع وهو يستحق أكبر جائرة سلام في العالم لأن له مساعي حميدة في إقرار السلام والصلح وتجاربه في هذا الباب كبيرة وواسعة. ورغم ما واجهه من ظروف وتحديات وخروجه من الأزمات وأكبرها سيادة واستقرار الكويت والمنطقة، فإن ذلك يدل أن للرجل موهبة وقدرات في هذا المجال وهو يتميز بصفات تؤهله في هذا المجال.
لذا أناشد سمو الشيخ صباح أن يقدم مبادرة جديدة ويستضيف القيادات اليمنية في الكويت وبمشاركة دول المجلس مع ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لمؤتمر في الكويت ليس بديلاً عن المبادرة وإنما امتداد لها، يكون بمثابة لقاء لإزالة العوائق أمام المبادرة السابقة وإضافة ما يحتاج أضافته ومتابعة القضايا الإنسانية والإصرار على استقرار اليمن وسيادته ورفض الإخلال بأمن المنطقة وتدخل أطراف أخرى ولتبقى دول الخليج هي الممسكة بزمام مبادرتها. وكل يمني يتطلع إلى دور سمو الشيخ صباح مثلما عودهم الأخ الكبير الراعي للسلام والمحبة والوئام.
* دبلوماسي يمني سابق