ليلة من طراز هذا الزمان

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - ليلة من طراز هذا الزمان

دنت كزيارة الجاسوس
ومثل غرابة الكابوس

وكالرحالة المحني
ومثل الهارب المحبوس

ومثل توغل المحتل
مثل تعقل الممسوس

* * *

تخالسني كأمي
يقلب دفتراً مطموس

تحن إلى المدى الأخفى
وتستغني عن الملموس

كوحشٍ ما له وصفٌ
ولا رسمٌ على القاموس

كأن الأنجم الكسلى
حصىً في لحمها مغروس

* * *

مساء الخير: من جاءت؟
حضوري غائبٌ ميئوس

ستسخن، أنت مبرودٌ
أحس بأنني مشموس

تريد حليب شحرورٍ
وكوزاً من دم الجاموس

* * *

فمن قبلي رأى الأفعى
تحاكي الشيخ (جالينوس)؟

صهٍ: لا تجتلب (رسو)
ولاتعرف (إكدياموس)

أبوك الفارس الملغى
وأنت الفارس المفروس

* * *

أتت منحوسة المسرى
إلى ذي الطالع المنحوس

بكفيها توابيتٌ
وخلف قذالها فانوس

بفيها (سورة الأعلى)
وتحت قميصها (باخوس)

وعقدٌ فوق فخذيها
كخفق المشعل المنكوس

* * *

لها عشرون حافوراً
وأنف يشبه الدبوس

وأيدٍ عوسجياتٌ
وحيداً للقفا معكوس

عليها يرتخي ثديان
مثل الجورب المغموس

وبين قوامها والظل
شيءٌ ثالثٌ مدسوس

* * *

غريبٌ أمرها عندي
وعند أميرها مدسوس

رهيبٌ سرها عندي
وعند سريرها مأنوس

* * *

أمرت مثلها؟ كلا
ل ماذا اجتازت الناموس؟

أتأرق تحتها (صنعا)؟
هل امتدت إلى "الأعبوس"؟

أجاءت منزلي سراً
فلا حساً ولا محسوس؟

ولا مستنبئاً عنها
ولاحدساً ولامحدوس؟

ل ماذا لا يعيها الباب
إلا كالصدى المهموس؟
مشت، لا استموأت "سوسو"
عدت، لا استبحت "دعبوس"

ولانادت زوايا البيت
يا (باهوت) يا (قدوس)

ولاشمت محياها
نوافذ جارنا المحروس

* * *

أتت، لا أخبر الممشى
ولا دق الحمى الناقوس

أأعطت كل صرصورٍ
فماً من صمتها مقبوس؟

وباتت ضيفتي وحدي
وبت رئيسها المرؤوس

برغمي ترتدي وجهي
وألبس جلدها الملبوس

فمن منا على الثاني
تطفل؟ أينا المهووس؟

(يوليو 1982)

* * *

زر الذهاب إلى الأعلى