يوم المعاد
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - يوم المعاد
18 ذو الحجة 1378ه
يا أخي يا ابن الفدى فيم التمادي
وفلسطين تنادي وتنادي؟
ضجت المعركة الحمرا.. فقم:
نلتهب.. فالنور من نار الجهاد
ودعا داعي الفدى فلنحترق
في الوغى، أو يحترق فيها الأعادي
يا أخي يا ابن فلسطين التي
لم تزل تدعوك من خلف الحداد
عد إليها، لا تقل: لم يقترب
يوم عودي قل: أنا "يوم المعاد"
عد ونصر العرب يحدوك وقل:
هذه قافلتي والنصر حادي
عد إليها رافع الرأس وقل:
هذه داري، هنا مائي وزادي
وهنا كرمي، هنا مزرعتي
وهنا آثار زرعي وحصادي
وهنا ناغيت أمي وأبي
وهنا أشعلت بالنور اعتقادي
هذه مدفأتي أعرفها
لم تزل فيها بقايا من رماد
وهنا مهدي، هنا قبر أبي
وهنا حقلي وميدان جيادي
هذه أرضي لها تضحيتي
وغرامي ولها وهج اتقادي
ها هنا كنت أماشي إخوتي
وأحيي ها هنا أهل ودادي
هذه الأرض درجنا فوقها
وتحدينا بها أْعدى العوادي
وغرسناها سلاحاً وفدً
ونصبنا عزمنا في كل وادي
وكتبنا بالدما تاريخها
ودما قوم الهدى أسنى مداد
هكذا قل: يا ابن "عكا" ثم قل:
هاهنا ميدان ثاري وجلادي
يا أخي يا ابن فلسطين انطلق
عاصفاً وارم العدى خلف البعاد
سر بنا نسحق بأرضي عصبةً
فرقت بين بلادي وبلادي
قل: "لحيفا" استقبلي عودتنا
وابشري ها نحن في درب المعاد
واخبري كيف تشهتنا الربى
أفصحي كم سألت عنا النوادي!
قل: لاسرائيل يا حلم الكرى
زعزعت عودتنا حلم الرقاد
خاب "بلفور" وخابت يده
خيبة التجار في سوق الكساد
لم يضع، لا لم يضع شعب أنا
قلبه وهو فؤادٌ في فؤادي
قل: "لبلفور" تلاقت في الفدى
أمة العرب وهبث للتفادي
* * *
وحد الدرب خطانا والتقت
أمتي في وحدةٍ أو في اتحاد
عندما قلنا: اتحدنا في الهوى
قالت الدنيا لنا: هاكم قيادي
ومضينا أمة تزجي الهدى
اينما سارت وتهدي كل هادي