رواغ المصابيح

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - رواغ المصابيح

القناديل يا دجى منك أدجى
المنايا، أم شرطة الليل أنجى؟

ربما كنت تسأل الآن مثلي
وأنا أجتدي بإبطيك محجى

القناديل لا تري الشعب نهجاً
وتري قاهريه عشرين نهجا

هل تعي يا دجى ل ماذا تحابي؟
ذاك تعميه، ذاك تعطيه وهجا

من تداجي؟ تمسي لبعض سراجاً
ولبعض إلى السراديب سرجا

ولبعض أداة خلعٍ وحرقٍ
ولبعضٍ تضيء رقصاً وصنجا

* * *

أيها النابغي: قل أي شيء
هز شدقيك، مجك الصمت مجا

قيل نصف القتال هرج- أراه
صار كلاً أخفى بناناً وهرجا

وأخيراً نطقت -بل قلت عني:
ويح طفل الضياع ماذا تهجا

* * *

هل سألت الملثمين إلى كم؟:
من هداهم إلى الحواري وأزجى؟

هاهنا أهرقوا، هناك استقادوا
وهنا خلفوا أنيناً وشجا

* * *

يدخلون البيوت من كل ثقبٍ
يسألون الدخان: من اين عجا؟

يسلبون السكون طعم كراه
يرهقون الحصار فتلاً ونسجا

وينوشون عش كل هزارٍ
وعلى (الديك) يهدمون (المدجا)

* * *

إنهم من بني البلاد، ولكن
يشبهون الغزاة سلباً وزجا

قيل هذا الطويل ربته (روما)
قيل ذاك البطين بالأمس حجا

قيل هذا الفتى القصير، يوالي
أمسيات في بيت شقراء غنجى

ذاك يزهو ويتقي أن يلاقي
بعض من لقبوه بالأمس (خرجا)

ذاك يبدي فصاحة السوط ليلاً
وهو في الصبح ينطق (العجل) علجا

ذاك يرغي: لا تفقهوا أي علمٍ
من عصى أمرنا، أطاع (الفرنجا)

* * *

أتراهم مدججين سكارى
ينهكون الجراح فتحاً ورتجا؟

يذبحون الرجاء في كل قلبٍ
وينوبون عن بزوغ المُرجّى

كي يسمى زعيمهم كل شيءٍ
ويسمى جحيمهم خير ملجا

* * *

كيف تغشى يا ليل كل زقاقٍ
لا ترى من طغى ولا كيف لجا؟

وإلى كم تسري بطيئاً وتأتي
لا أفاق الثرى، ولا الغيم ثجا؟

* * *

تحت عينيك يقتلون وتغضي
هل نقيض الحجى بعينيك أحجا؟

في عيون النجوم شيء كبوحي
التشاكي، أم حرقة الكبت أشجى؟

* * *

أنت ساهٍ، أنا أريد وأعيا
يا دجى، أينا الحريق المسجا؟

هل ترى الليلة التي سوف تأتي
أهي صيفية الأسارير دعجا؟

-الروابي أدرى بشم السوافي
وبرصد السماء برجاً فبرجا

* * *

قيل يا أرض لا تدورين، قالت:
صرت أنجر -كالسياسات- عرجا

يسمع الحكم أي صوتٍ هجاءً
طمئنيه، يداه أبذى وأهجا

صنفيه، تلقيه سوطاً وطبلاً
فسريه، تريه بطناً وفرجا

* * *

ول ماذا أخرجتني من سكوتي
وبقلبي أحدثت شرخاً ورجا؟

كي تميدي، وتركضي كالصبايا
كي تهزي المروج، مرجاً فمرجا

كي تقصي ماذا جرى، وتقولي
أي شيء في قاعة الصمت ضجا

ألهذا أقلقتني؟ من تسمى؟
بعض أرضٍ، أدعى (حفاشاً) و(لحجا)

* * *

جئت كي تشعري بنهديك يوماً
هل أنا لا أحس؟ مازلت فجا

قلت ما تعلمين، كي تطعميه
لا أنا أهوج، ولا أنت هوجا

كغموض اعتراف عينيك حبي
فأجيدي بين الغموضين مزجا

* * *

يا النجوم التي عليها أشوي
أمنياتي، متى سيبلغن نضجا؟

يا حنين الدجى: إلى كم ستغفو؟
أي فعلٍ لعقدة الحال أوجى؟

راوغت أعين المصابيح، خوفاً
أو رجاءً، وهل رأت من يرجى؟

عام 1987

زر الذهاب إلى الأعلى