من يدلّني؟
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - من يدلّني؟
أقولُ للنَّجْمِ: متى تحملُني
على جناحِ الضوءِ نحوَ اليمنِ؟
لعلَّ شمسَها سحابَها
ترابَها منَ الأسى تغسلُني
أكادُ أنْ أموتَ، أنْ
أغرقَ في صحارى شجني
في كلِّ ليلةٍ أعدو مجرَّحاً
أصيحُ في الدُّجَى: يا وطني
أنتَ أنا.. أنتَ أنا
جَرَّحَكَ الذي جَرَّحني
هشَّمَكَ الذي هَشَّمَني
أبْعَدَكَ الذي أبْعَدَني
متى ستسحقُ السِّجْنَ
تشقُّ وجهَ الكفنِ؟
أكادُ منْ حزني عليكَ
أنطفي.. في حَزَني
ترحلُ روحي كلَّ ليلةٍ ثمَّ تعودُ للدِّيارْ
تحملُ لي منكَ وعودَ الخِصْبِ، تحملُ الأخبارْ
تقولُ لي في حيرةٍ، تقولُ في انكسارْ:
وجهُكَ لم يزلْ يبدو، ويختفي منْ خَلَلِ الغبارْ
قلبُكَ بينَ اللَّهَبِ المثارِ بينَ النارْ.. خذني إليكَ، أضناني، أمضَّني السِّفارْ
يا يَمَني.. يا يَمَنَ الدُّمُوعِ والجراحِ والإعصارْ.
يا منْ يدلُّني على طَرِيْ
قِ الوطنِ الحزينِ.. منْ يدلُّني؟
ينفضُ عنْ وجهي الغريبِ عنْ
روحي غبارَ الشجنِ
هذا الشتاءُ المرُّ بالأح
زانِ بالأسى يغمرُني
غيومُهُ السَّوداءُ تستفزُّني
بحزنِها عاريةً تمطرُني
يا منْ يدلُّني على طريقِها
طريقِ أحلى المدنِ
يرجعُني توّاً إلى حبيبتي
معبودتي... لليَمَنِ
منحتُهُ ما عَلَّمَتْني غربتي
منْ حكمةٍ وفطنِ
وهبتُهُ الشعرَ وما يزرعُهُ ال
شِّعْرُ على حقولِ السَّوسنِ
يا من يدلُّني..
يا من يدلّني.
1971م